لم تعش جماهير كرة القدم فى مدينة ليفربول الإنجليزية منذ فترة طويلة يوماً سعيداً كيوم الجمعة قبل الماضى، الذى فوجئوا فيه بخبر زيّن وجه الصفحة الرئيسية لموقع ناديهم المفضل ليفربول، وهو خبر تجديد قائد الفريق ستيفين جيرارد تعاقده مع الفريق لعامين إضافيين ليستمر فى صفوف الريدز حتى 2013.
الفرحة الكبيرة، وردود الفعل الواسعة فى الصحف ووسائل الإعلام وعلى مواقع الإنترنت، أكدت أن جيرارد بالنسبة لجماهير هذه المدينة ليس لاعبًا موهوبًا يُمتع الملايين بلمساته، وليس قائدًا يتمتع بشخصية محبوبة بين زملائه، ولكنها أكدت أن هذا الشاب ذو الـ 29 عامًا أصبح رمزًا للمدينة الساحر، وأصبح بحق «فتى ليفربول المُدلل»
بداية مضطربة
وُلد ستيفين جورج جيرارد فى 30 مايو 1980، وبدأ حياته الكروية فى نادى ويستون جونيورز أحد الأندية المحلية فى الميرسيسايد، قبل أن ينتقل إلى صفوف الناشئين فى نادى ليفربول الإنجليزى وهو فى التاسعة من عمره.
بداية اللاعب مع كرة القدم، شهدت تذبذبًا فى مستواه واضطرابًا فى مسيرته، حيث لم يكن يؤدى بمستوى ثابت خلال المباريات، وحاول وهو فى الرابعة عشرة من عمره الرحيل عن ليفربول، واختبر فى أكثر من ناد كان من بينها مانشستر يونايتد، ولكنه لم يوفق وبقى فى ليفربول.
فى 5 نوفمبر 1997 وقع جيرارد عقدًا رسميًا مع ليفربول، وأصبح من اللاعبين المرشحين بقوة للانضمام للفريق الأول على الرغم من صغر سنه آنذاك.
تألق مُبهر وإصابات متتالية
فى 29 نوفمبر 1998 شارك جيرارد مع الفريق الأول لليفربول لأول مرة، وكانت المباراة أمام بلاكبيرن، وبعد هذه المباراة، بدأ اللاعب يدخل تدريجيًا فى قائمة الفريق، وساعده على ذلك غياب جيمى ريدناب لاعب وسط ليفربول آنذاك بسبب الإصابة، وشارك جيرارد فى هذا الموسم فى 30 مباراة لعب فيها فى مركزى لاعب الوسط المدافع والجناح الأيمن.
بعد هذا الموسم، حجز جيرارد لنفسه مكاناً أساسيًا فى تشكيلة الفريق، وتألق بصورة كبيرة، قبل أن تطارده الإصابات، حيث عانى من إصابة فى ظهره، وبعد شفائه منها عانى من إصابة أخرى فى فخذه احتاج إلى أربع عمليات ليشفى منها.
لاعب الفريق الأول
لم يمر أكثر من عامين على تصعيد جيرارد للمشاركة مع الفريق الأول، حتى أصبح نجم الفريق الأول، وفى أكتوبر 2003 وهو فى الثالثة والعشرين من عمره قرر جيرارد أوليه مدرب الـ«ريدز« منح شارة قيادة الفريق لستيفين جيرارد بدلاً من سامى هيبيا المدافع الفنلندى. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم ينجح أى لاعب انضم إلى صفوف ليفربول فى انتزاع الشارة منه، ولم ينجح أحد أيضًا فى التربع على عرش قلوب جماهير ليفربول مثل جيرارد، وشارك جيرارد مع الـ«ريدز« فى 477 مباراة محلية وأوروبية سجل خلالها 117 هدفًا. وعلى الصعيد الدولى، بدأ جيرارد مسيرته مع المنتخب الإنجليزى فى مايو 2000، وشارك مع إنجلترا فى كأس الأمم الأوروبية 2000 و 2004 وشارك أيضًا فى كأس العالم 2006، وغاب عن كأس العالم 2002 بسبب الإصابة، ولعب لمنتخب بلاده 70 مباراة سجل خلالها 14 هدفًا.
حياة هادئة وأزمة وحيدة
وبعيدًا عن كرة القدم، تميزت حياة جيرارد الشخصية بالهدوء والاتزان، وباستثناء القضية الأخيرة التى رُفعت ضده قبل أشهر حين تم اتهامه بالاعتداء البدنى على شخص فى أحد مطاعم الميرسيسايد وتم تبرئته منها، يعد جيرارد من أكثر لاعبى إنجلترا اتزانًا وابتعادًا عن المشاكل والفضائح، وهو متزوج منذ عامين من أليكس كوران إنجليزية صحفية تعمل فى الفن.
ومن المواقف البارزة والمشهورة فى حياته الخاصة، ما حدث له فى يونيو 2007 حين صدم بسيارته طفلا صغيرا كان يقود دراجته فى إحد الشوارع، فما كان منه إلا أن ذهب لزيارة الطفل فى المستشفى وأحضر له حذاءً رياضيًا عليه توقيع واين رونى مهاجم المنتخب الإنجليزى والذى كان يعتبر اللاعب المفضل فى إنجلترا لهذا الطفل، وفى يوليو من العام الماضى، كرمته جامعة جون ميرسى بليفربول من أجل إسهاماته الرياضية.
ألقاب بالجملة
وحصد جيرارد خلال مسيرته فى الملاعب العديد من الألقاب والجوائز الفردية.. حيث حصل على لقب أفضل لاعب ناشئ فى الدورى الإنجليزى موسم 2000 2001، وأحسن لاعب فى إنجلترا موسم 2005 2006 .
وأفضل لاعب فى دورى أبطال أوروبا موسم 2004 2005، وترشح أكثر من مرة للفوز بجائزة أفضل لاعب فى أوروبا وفى العالم، ولكنه لم يفز بأى منهما من قبل، وأفضل مركز حققه كان فى العامين الأخيرين حين حل فى المركز السادس.
