فى يدى اليمنى بندقية وفى الأخرى قنبلة ذرية، هكذا اتهمونى عندما رأونى أمسك فى يدى قصيدة مطوية، كتبت فيها أن الحياة فى بلد مسلوبة حريته هى أكثر من مقبرة جماعية، قيدونى وقيدوا أفكارى وحرزوا القصيدة المطوية، واقتادونى إلى حيث هناك تسلب الكرامة الإنسانية، وبدأوا فى سؤالى من أين أتيت بهذه الأفكار الغريبة، نراك عميلا لدولة أجنبية، أتخطط لانقلاب أم ثورة أم أعمال إرهابية، وبحثوا فى سجلى فلم يجدوا إلا صحيفة بيضاء خالية إلا من الهوية، قلت لهم إذًا أذهب فلا ذنب لى عندكم فى قضية، قالوا لى بل أنت متهم بأبشع الجرائم القومية، أنت متهم بكونك باحثا عن الحرية، وأصدروا حكمهم بموجب قانون الأحكام العرفية، ووضعونى فى زنزانة تمنيت فيها لقاء المنية، ومات سجانى ونسوا أمرى لكنهم أفرجوا عنى فى أحد الكشوف الدورية، وقتها وجدونى ملقى على وجهى بسبب أزمة قلبية، سألت الطبيب فعلمت أن العمر قد ضاعت منه خمسون سنة ميلادية، حمدت ربى أن عمرى ما زال فيه بقية.
بهجت أبو ضيف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة