أحمد بيومى

الدولة العربية رقم 23

الخميس، 16 أبريل 2009 07:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عربستان".. هل تكون الدولة العربية رقم 23 ؟
صدق أو لا تصدق أيها المواطن العربى .. فهناك دولة عربية تقع تحت الاحتلال، وتحمل الرقم 23 والعرب لا يعلمون عنها شيئا أو تحديدا يعلمون ولا يريدون التدخل كالعادة..

إنها الحقيقة المخجلة ففلسطين والعراق ليستا الدولتين العربيتين المحتلتين من قبل عدو أجنبى.. وشعبا فلسطين والعراق ليسا الشعبين العربيين الوحيدين اللذين يتجرعان الأمرين على يد محتل لا يرحم.. وأرضا فلسطين والعراق ليستا الأرض العربية الوحيدة السليبة التى روى ترابها بالدماء العربية الذكية.. ونساء العرب أصبحن وسيلة للمتعة للعدو ليس فقط فى فلسطين والعراق، ولكن فى بلد عربى آخر من المذهل أن يكون موجودا ولا نعلم عنه شيئا.

إنها "عربستان" أو "الأحواز" تلك البقعة العربية التى تقع شمال الخليج العربى، وتحتلها إيران منذ أكثر من 80 عاما، واستولت على كل ما فيها وحاولت على مدار تلك السنوات أن تطمس هويتها العربية وتصبغها بالصبغة الفارسية، ولكنها فشلت لوجود شعب عربى مناضل رفض التنازل عن عروبته أو نسيانها حتى لو نسيته هى.. رفض أن يبيع أرضه فى مقابل أن يأمن على أهله وماله فى زمن يبيع العربى فيه أى شىء من أجل المال فقط دون النظر إلى أهله وعرضه.. رفض أن يبيع القضية رغم أن كل العرب باعوها منذ زمن بعيد وببخس دراهم معدودة.

وبالعودة إلى عام 1925 وهو العام الذى احتلت فيه "عربستان" أو "الأحواز" من قبل الفرس فى عهد الشاه رضا بهلوى، إثر خيانة عظمى كالعادة من بريطانيا، فقد كانت "الأحواز" بلدا عربيا خالصا يحكمه ويتولى أمره الشيخ "خزعل" وكان يلقب بحاكم "عربستان" أو أمير "الأحواز" وكانت مطامع إيران فى "الأحواز" لا مدى لها، فحاولت مرارا وتكرارا السيطرة على "عربستان" التى تفصلها عن الخليج العربى، لكنها فشلت لبسالة وبأس شعبها العربى الأبى.

وحاول بعد ذلك شاه إيران أن يعقد صلحا مع الشيخ"خزعل" أمير "الأحواز"، ولكن الأخير رفض لتيقنه من أن هذا العرض ما هو إلا خدعة فارسية للإيقاع به، ولكن بريطانيا تدخلت وأقنعته بالتفاوض مع الشاه وأنها تضمن له حسن نواياه فقبل الشيخ العرض، وما إن ذهب لملاقاة الشاه حتى تم القبض عليه واعتقل، وفى اللحظة نفسها تم مهاجمة "عربستان" من قبل القوات الإيرانية وبمباركة بريطانية التى كانت تساند إيران فى ذاك الوقت لتقف من خلالها أمام التوسع الشيوعى، وبتلك الخيانة العظمى من بريطانيا "للأحواز" وشعبها وأميرها تكون قد أعطت الضوء الأخضر للقوات الفارسية لغزو واحتلال "عربستان" كما أعطته من قبل لليهود لاحتلال فلسطين.

المذهل والذى يمثل وساما على صدر كل عربى ويمثل فى الوقت نفسه وصمة عار على جبين كل عربى من المحيط إلى الخليج! هو أنه على مدار ثمانين عاما وهو الزمن الذى قضته "عربستان" تحت الاحتلال، لم تستطع حتى الآن عمليات الإرهاب والتنكيل والتعذيب والبطش والتقتيل التى تمارسها القوات الإيرانية من أن تنال من عروبة "الأحواز" بعد أن حولتها إلى محافظة عاشرة من المحافظات الإيرانية، ولم تفلح فى إخماد جذور الثورة فى نفوس الشعب العربى فى "عربستان" من أجل التخلص من الفرس الدخلاء ولم تنفع الإعدامات العلنية والسرية فى إرهابهم، فكانت تتفجر الثورات من حين لآخر للإطاحة بحكم المغتصبين وإزاحتهم عن أرضهم التى ظل شعبها رغم كل ذلك عربيا حتى النخاع يمارس حياته وتقاليده العربية الخالصة.

ألا تخجلون يا عرب؟!.. ألا تشعرون بالعار والمهانة؟! فإيران تقيم حفلات الإعدام الجماعى لإزهاق الأرواح العربية.. ثمانية ملايين عربى هم سكان "عربستان" يستنجدون بكم لإنقاذهم من براثن عدو لا يرحم.. فهل تستجيبون؟

أكثر ما أحزننى وحرك الشجن فى أوصالى هو ذلك الحنين الجارف لعرب الأحواز للعودة إلى حضن العروبة، فعلى الموقع الرسمى لـ "الأحواز" توجد صفحة كاملة تحت عنوان "الأحواز فى الصحف العربية" التى تشعر من خلالها أن السعادة تكاد تفتك بهم بمجرد أن تذكرهم أى جريدة عربية بأى خبر، وكأنهم يقولون لأنفسهم أننا لم نمت بعد وأننا مازلنا على قيد الحياة وأننا لسنا يتامى.. فهاهم إخواننا العرب يذكروننا وبالتأكيد سيأتون يوما ليعودوا بنا إلى أحضان الوطن الأم ..الوطن العربى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة