من منا لا يعرف رفاعة الطهطاوى صانع نهضة مصر بعد كبوتها فى القرن التاسع عشر، فهو رمز جدير بالاحترام، لا يختلف على ما قدمه إلا الجاحدون، رمز حقيقى، فهذه الشخصية التى أفادت مصر بكنوز المعرفة التى حملها معه من فرنسا، والذى كان سببا فى انتشار التعليم فى مصر.. يكتب عنه من قبل رجال يّدعون التخصص فى المعرفة وعلى درجة مستشارين بوزارة - لامؤاخذة- التعليم، خرجت من تحت أيديهم سهام مسمومة موجهة إلى هذه الشخصية الفذة، وللأسف جميعهم دكاترة ومستشارون، اشتركوا فى الإهمال بوضع درس كامل بالمرحلة الإعدادية وللأسف للصف الأول، عن رائد التنوير، وكما نعلم أن أطفالنا فى هذه السن يصدقون أى معلومة دون تدقيق، فكيف بالله عليكم نأمن على أولادنا ممن يرضعونهم تاريخا زائفا وحقائق مغلوطة، فقد ذكروا أن الطهطاوى ولد عام 1810، والحقيقة أنه ولد عام 1801، كما ذكروا أنه ترك مسقط رأسه طهطا متوجها للأزهر وعمره 21 عاما، والحقيقة أن عمره حينها كان 12 عاما، كما ذكروا أنه أسس أول صحيفة تصدر فى مصر وهى »الوقائع المصرية«، مع أن رفاعة الطهطاوى لم يؤسسها بل أشرف عليها وجعلها باللغة العربية بعد أن كانت بالتركية، ومعروف للعامة قبل الخاصة أن محمد عبده هو الذى أسسها وقد كان أستاذا للطهطاوى، الذى بعثه محمد على حاكم مصر فى ذلك الوقت لفرنسا لكى يؤم الطلاب فى الصلاة، فاستفاد من وجوده بفرنسا، ثم عاد إلى مصر بكنوز المعرفة، والترجمة التى كانت سببا فى نهضة مصر، فماذا فعلنا نحن يا دكاترة بهذا الرمز؟ ولماذا الإهمال فى حق رمز كهذا؟ وإذا كنا نزيّف التاريخ ببساطة هكذا، ولرائد من رواد التنوير، فما بالنا بمستقبل أبنائنا على يد من يدعون الثقافة والفكر، ما هذا التشويه المتعمد لتاريخ مصر، وما هذه العشوائية فى الكتابة التى تصيب عقول أطفالنا بالبلادة! أليس من الأجدى أن يؤدى هؤلاء المستشارون المرصع بهم الكتاب - حوالى 4 دكاترة و3 مستشارين- وكأنهم يكتبون الإلياذة -أقول أليس الأجدى أن يتوجهوا لاختبار الكادر كما توجه المعلمون؟! لماذا هان علينا رموزنا هكذا؟ بتشويه ما قدموه وبتزييف ما أفنوا عمرهم من أجل نهضة بلادهم؟ وللأسف أيهما يصدق الطالب الكتاب الخارجى أم كتاب الوزارة؟ أم هذه دعوة لشراء الكتاب الخارجى، ثم أين د. يسرى الجمل مما يحدث؟ بل أين سيادة المستشارين أليست هذه أمانة؟؟ يا سيادة رئيس الوزراء لقد زادت ميزانية التعليم كما أراد لها وزيرها من 32 مليارا إلى حوالى 48 مليارا، فهل هذه المليارات لتزييف تاريخنا يا د. يسرى! كم تقاضى هؤلاء المستشارون المسئولون عن تأليف كتاب اللغة العربية للصف الأول الإعدادى؟ هل يحق لنا بعد ذلك أن نسأل عن سبب الأمية ومن يؤلفون لا يراعون ضمائرهم فى المعلومة المقدمة لأجيالنا؟ ما بين دكتور أطفال ودكتور هندسة ودكتور قانون، كانت الوزارة تتخبط بين قراراتهم وما يضعه الأول ينزعه الثانى وهكذا، وكأننا فى ماراثون أو حقل تجارب للفئران - التلاميذ - عقول ننشئها على الزيف يتخرجون فى الجامعات، ونتهمهم بالجهل وبعدم الثقافة، ونطلق عليهم أنصاف مثقفين، من المسئول عن هذا التدنى؟ دعوة لرئيس الوزراء أن يعاقب كل من تسبب فى هذا الزيف والإهمال بتاريخنا، بداية من الوزير وليس نهاية بالسادة الدكاترة والمستشارين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة