فورين بوليسى: أمريكا لن تستطع الفوز على القرصنة

الأربعاء، 15 أبريل 2009 03:41 م
فورين بوليسى: أمريكا لن تستطع الفوز على القرصنة تصاعد عمليات القرصنة قبالة سواحل الصومال
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت الأشهر القليلة الماضية، تصاعد عمليات القرصنة قبالة سواحل الصومال، بشكل دعا المجتمع الدولى للعيش فى حالة من الحذر والخوف مما تمثله عمليات القرصنة من تهديدات على حركة التجارة الدولية وحركة الملاحة والتنقل البحرى، ولقد شنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً عملية عسكرية لتحرير قبطان السفينة الأمريكية التى احتجزها القراصنة، كما شنت من قبلها دول مثل فرنسا عملية لتحرير سفينة تابعة لها، فيما تفاوضت دول أخرى لدفع الفدية لإطلاق سفنها مثل سفينة الأسلحة الأوكرانية التى اختطفت فى نوفمبر الماضى، وبعدها السعودية "سيريوس ستار". ولن تأخذنا خطورة القضية من تذكر السفينة المصرية بلوستار التى تم الإفراج عنها منذ أسابيع قليلة بعد مرور ما يقرب من 64 يوماً، فى هذا الصدد طرحت صحيفة فورين بوليسى الأمريكية تساؤلها قائلة: لماذا لن يستطع الأسطول الأمريكى الفوز فى المعركة ضد القرصنة؟.

وقالت الصحيفة إن العملية التى قامت بها أمريكا، الأحد الماضى، تسلط الضوء على قدرة العسكرية البحرية الأمريكية، ولكن على الجانب الآخر فإنها تبرز حدود تلك القوة فى مواجهة تحدى يبدو أنه مستعص وهو التحدى الذى تشكله القرصنة الصومالية.

ووفقا للمكتب البحرى الدولى، فإن 111 من 293 حادثة قرصنة أو سطو مسلح فى البحر تمت عام 2008 وقعت قبالة سواحل الصومال، وهذا هو ضعف العدد فى السنة السابقة، وقد سجل هذا العام حتى الآن أكثر من عشرة حوادث.

والواقع أن القرصنة الصومالية تعمل وفق درجة عالية من التنظيم، فهى على عكس ما تصورها وسائل الإعلام من هرج ومرج، حيث تعمل على أسس تنظيمية من خلال "السفن الأم" التى ترصد الضحية ثم تنطلق زوارق سريعة لمهاجمة السفن التجارية، كما أنهم يمتلكون مستودعات خاصة على طول الساحل، حيث يحصلون على تموينهم قبل أن يجلبوا القوارب المخطوفة إلى قواعدهم الرئيسية، وأنها تنسق لدعم شبكات عمليات القرصنة على الأرض، وقال تقرير لمجلس الأمن الدولى الشهر الماضى، إن "هذه المجموعات تنافس الآن السلطات الصومالية من حيث قدراتها العسكرية وقواعد مواردها".

وفضلا عما سبق فلقد أثبتت القرصنة الصومالية أنها على قدر عال من مرونة للتغييرات فى البيئة الاستراتيجية، فالقراصنة لم يرهبوا من القوة البحرية الدولية التى تم تجميعها لمنع تكرار عمليات الخطف التى وقعت فى العام الماضى، ولكنهم حولوا عملياتهم إلى المناطق التى تتمركز فيها القوات بشكل أقل، فعلى سبيل المثال فى محاولة للاستيلاء على سفينة ميرسك الاباما، قام القراصنة بالوقوف على نحو 240 ميلا بحريا جنوب شرقى الساحل الصومالى، فيما كانت تعمل السفن الأم، والتى تشبه سفن الصيد، على إرباك القوات التى تقف لمقاومة القرصنة.

ويشارك العديد من الجهات فى هذه العملية، بدءا من التجار الذين يوردون للقراصنة الوقود للإبحار، إلى المومسات اللائى يستضفنهم لدى عودتهم، واللائى يكن أكثر عرضة من غيرهم لضغط المجتمع الدولى، فضلا عن ممولى القراصنة فى الشتات الصومالى، فيما يتحمل أصحاب السفن وشركات التأمين قدرا من المسئولية بسبب دفع الفدية التى تعتبر حافزا للمزيد والمزيد من الصوماليين على الشروع فى أعمال القرصنة.

ولأن القرصنة تلعب دورا اقتصاديا كبيرا فى المجتمعات، فإن الهجوم على المؤسسات يتطلب بناء سياسة محلية وقدرات أمنية، وذلك للحد من نطاق مجالات "الفوضى" التى يستغلها القراصنة حتى الآن، وتتضمن هذه الاستراتيجية وضع خفر السواحل، وربما فى بادئ الأمر فى إطار رعاية الاتحاد الأفريقى، وتجوب خفر السواحل المنطقة على طول الشاطئ مع مرور الوقت، وهذا الحرس قد يكتسب الخبرة اللازمة لجمع ومعالجة المعلومات المفيدة فى تقليل شبكات القرصنة تماما، وحتى لو لم تتطور كما ينبغى، فإن الدورية الساحلية المحلية لديها آفاق أفضل للاستدامة أكثر من وجود الأعداد الكبيرة من السفن الحربية من القوات البحرية الدولية.

ومما لا شك فيه، أنه على الرغم من الرد العسكرى القوى مثل الذى قامت به البحرية الأمريكية الأحد الماضى، على خاطفى القبطان فيليبس، ورد القوات البحرية الفرنسية الجمعة على القراصنة الذين خطفوا اليخت التانيت وركاب مدنيين فرنسيين، ستكون هناك حاجة من جديد للتعامل مع تلك الهجمات وردع عمليات خطف محتملة أخرى. وبطبيعة الحال فإن مختلف الجهود البحرية بحاجة إلى تنسيق أفضل، إن لم يكن متكاملا، فإن القرصنة هى أكثر تعقيدا، كما أنها تتطلب أكثر من مجرد استخدام القوة لاقتلاعها من أرض الصومال





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة