أكدت فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للتعاون الدولى، أن التخلص من الألغام فى الساحل الشمالى الغربى لوادى النيل وتطهيره بالكامل من مخلفات الحرب العالمية الثانية، هو مشروع قومى من الطراز الأول.
وأضافت أبو النجا، فى الندوة التى عقدتها جمعية "باجواش المصرية للعلوم والشئون الدولية" بمقر نادى الدبلوماسيين بالقاهرة، أن دور المجتمع المدنى فى ذلك الشأن مهم، لأن الحكومة لن تستطيع حل تلك الكارثة بمفردها، موضحة حجم الكارثة التى بدأت إبان الحرب العالمية الثانية بقيام كل من دول الحلفاء والمحور بزرع ملايين الألغام المضادة للدبابات كبيرة الحجم على مساحة 970 ألف فدان، بما يمثل 22% من مساحة مصر، أى ربع مساحتها الكلية تقريبا، وأضافت أن مصر تعتبر ثانى أكبر دولة فى عدد الألغام فى العالم كله بعد أنجولا، حيث يوجد فى مصر وحدها 21% من إجمالى ألغام العالم.
وذكرت أن مسألة الألغام فى مصر هى وضع دولى، يستدعى تدخل الطرفين المتحاربين، حيث لم تكن مصر طرفا معهما فى الحرب. وأشارت أن دولا كفرنسا وألمانيا وإنجلترا دائما ترفض الاعتراف بتلك المسئولية، وتتملص منها، وبالتالى لو ظللنا ننتظر اعتراف تلك الدول بمسئولياتها لمساعدتنا لحل تلك المشكلة فلن نصل إلى شىء، وستظل مشاريع التنمية فى تلك البقعة الهامة من مساحة مصر معطلة إلى الأبد، ولذلك اعتبر مجلس الوزراء خطة تنمية تلك المنطقة مشروعا قوميا مصريا من الطراز الأول عام 2005، وذلك بالاتفاق مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
وعددت ثروات تلك المنطقة المهدرة بسبب الألغام، مثل موارد المياه الجوفية التى لا يستغل منها سوى 30% فقط أو موارد بترولية وزراعية تمتلئ بها تلك المنطقة، بالإضافة إلى أنها من أجمل المناطق السياحية فى العالم.
وأشارت أبو النجا إلى مجهود القوات المسلحة الهائل فى مكافحة تلك الكارثة، حيث نجحت فى تطهير133 ألف فدان شرق وغرب ترعة الحمام بمنطقة العلمين، بإزالة 64 ألف جسم قابل للانفجار، منها 4 آلاف لغم مضاد للدبابات، و400 صاروخ وأجسام أخرى من بقايا الحروب قابلة للتفجير فى أى وقت فى أقل من ثلاث سنوات.
فايزة أبو النجا: الحرب العالمية لاتزال تقتل المصريين
الثلاثاء، 14 أبريل 2009 06:50 م