حذر خبراء الصحة والبيئة من كارثة صحية قادمة إلى مصر، وهى مرض الملاريا وبعض أمراض المناطق الحارة، مثل حمى الوادى المتصدع وحمى غرب النيل، وذلك بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى والارتفاع المتوقع فى درجات الحرارة، وهو الأمر الذر سيترتب عليه هجرة البعوض والناموس، وهما ناقلا هذه الأمراض إلى شمال القارة وإلى مصر تحديدا.
وحسب تأكيدات مستشار منظمة الصحة العالمية ووكيل وزارة الصحة الأسبق د. السعيد عون، فإن مصر غير مستعدة لهذه السيناريوهات، فلا توجد معامل على مستوى عال، أو كوادر مدربة على الحماية والمكافحة للبعوض، الذى يعتبر هو الناقل الأول لهذه الأمراض، والتى لا تستجيب للعلاجات العادية.
وأضاف عون أن هناك نوعا من البعوض "الجامبيا" ينقل مرض الملاريا الخبيثة، التى تسبب فشلا كلويا حادا، وهناك حمى الوادى المتصدع التى استوطنت فى مصر، وكل هذه الأمراض سوف يتزايد انتشارها عندما ترتفع درجات الحرارة بفعل التغيرات المناخية، وأكد أن مصر تحتاج على الأقل من 10 إلى 20 مليون جنيه سنويا على الميزانية الحالية لمكافحة هذه الأمراض.
الثابت أن معظم حالات الملاريا الوافدة إلى مصر، مصدرها السودان كما تقول "هدى عطا" المسئول الإقليمى بمنظمة الصحة العالمية عن ملف الملاريا، وقد كانت المنظمة أجرت مسحاً فى محافظة الفيوم تحديدا لتكرار ظهور الحالات فيها، وأشارت نتائجه إلى أن معظم سكان المحافظة معتادون على السفر إلى السودان، وهذا سبب إعادة ظهور المرض فيها.
أما الدكتور إبراهيم عليش، مدير البرنامج الوطنى لمكافحة الملاريا التابع لوزارة الصحة، فقال إن أى دولة معرضة للملاريا، بما فيها الدول المتقدمة مثل هولندا وإنجلترا، التى انتشر فيهما الملاريا فى وقت من الأوقات، متوقعاً أن تهاجر إلى مصر أمراض معدية جديدة فى الفترة القادمة، مما يستدعى المحافظة على مستشفيات الحميات القائمة، بل والتوسع من خلال عمل أقسام خاصة للحميات فى معظم المستشفيات فى الجمهورية لعدة أسباب، منها التشخيص المبكِّر للأمراض المعدية، سواء كانت أمراضًا متوطنةً فى مصر أو أمراضًا وافدةً، مما يتطلب توفير أجيال جديدة من الأخصائيين فى أمراض الحميات، يتميزون بالعلم والخبرة فى التشخيص والعلاج، كما يتطلب مستشفيات بمواصفات خاصة لعزل تلك الحالات ومنع العدوى، بالإضافة إلى تشجيع شباب الأطباء على التخصص الدقيق فى أمراض الحميات، حيث يلاحظ فى السنوات الأخيرة عزوف الأطباء، حتى العاملين منهم فى مستشفيات الحميات، عن هذا التخصص خوفا من العدوى وتفضيلهم تخصص الباطنة أو الأطفال، مما يهدِّد بانقراض هذا التخصص المهم، خاصةً بعد قرار الوزير الأخير بإلغاء أكثر من ثلثى مستشفيات الحميات فى مصر، وانخفاض عدد المستشفيات من 100 مستشفى إلى 25، حسبما أكده عضو مجلس الشعب مجدى علام.
هل تتحرك وزارة الصحة وتعمل بمبدأ الوقاية خير من العلاج؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة