أساتذة تاريخ: لم يحدث فى التاريخ الإسلامى أى اضطهاد للمختلفين دينيا

الثلاثاء، 14 أبريل 2009 06:57 م
أساتذة تاريخ: لم يحدث فى التاريخ الإسلامى أى اضطهاد للمختلفين دينيا الهجمة ضد البهائيين أثارت العديد من المخاوف
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف كان المسلمون ينظرون قديما إلى المختلفين معهم دينيا؟ هل قاموا بقتلهم أو تعذيبهم؟ وهل استخدموا الإسلام كمبرر وسلاح لقتل المناوئين لهم؟..

هذه الأسئلة كان لابد من طرحها الآن بعد أن وصل التشدد الدينى إلى حد حرق بيوت وممتلكات البهائيين، ولهذا حاولنا الوصول إلى الإجابة عند المتخصصين والمهتمين بالتاريخ الإسلامى.

المفكر جمال البنا، يرى أنه فى الإسلام لم يكن هناك إعدام وقتل للمختلفين دينيا، لأن الإسلام بشكل صريح كفل الحرية الدينية وأغلق هذا الباب تماما، وكان من واجب الدولة أن تحميهم، ولم يحدث أن حاربت الدولة الإسلامية فردا أو مجموعة لاختلاف الدين، وإنما كانت الحرب بسبب شذوذ أو زندقة وهرطقة ومخالفة الثوابت. ويعتبر البنا من أعدمتهم الدولة أناس ثاروا عليها مثل جماعة بابك، وجماعة "القرامطة"، الذين اقتلعوا الحجر السود ونهبوا الكعبة، وإن كان هناك نوع من الاضطهاد للفلاسفة وبعض الفقهاء، لكن المختلفين معهم دينيا لم تحاربهم الدولة.

أما الدكتور أحمد ناصف أستاذ التاريخ بجامعة طنطا، فيشير إلى بداية التفات الدولة الإسلامية إلى ذلك مع بداية العصر العباسى، عندما استحوذ الفرس على مكانة عالية فى الدولة وانتشر الإسلام فى بلادهم، فمنهم من اعتنقوا الإسلام عن اقتناع، ومنهم من آمنوا بقوة السيف، ومنهم من أسلموا كرها فى الإسلام، وهم كانوا أشد خطرا، لأنهم أرادوا أن يستغلوا إسلامهم الظاهر فى محاربة المسلمين. واستغل الفرس كما يقول "ناصف" ضحالة الثقافة العربية، وبدأوا فى إدخال النظريات الفارسية فى التاريخ الإسلامى، مثل الحلول والتناسخ، وظهروا بشدة بعد مقتل أبو مسلم الخرسانى، مما أدى أن يعين المهدى وزيرا يسمى "بصاحب الزنادقة" للحد من خطرهم، وكان يتتبعهم ويقتلهم ويتصدى لهم، لأنهم كانوا يهدفون إلى هدم الإسلام، وبالتالى كان لابد من التصدى لهم.

ما يؤخذ على الدولة العباسية، كان استغلال تهمة الزندقة ضد المختلفين معها، لأنها كانت تعرف أن الزنديق "الناس متبكيش عليه"، وبالتالى صارت فى بعض الأحيان جاهزة لإلقائها على المختلفين معهم سياسيا، لكن عامة المسلمين لم يكونوا يتدخلون أبدا فى التنكيل بالمختلفين دينيا، أو تعذيبهم أو قتلهم كما نرى الآن.

أما الصابئة وغيرها، فكانت الدولة العباسية تستخدمها، وكان لهم دور ومكانة كبيرة فى الوظائف المختلفة، رغم أنهم مختلفين دينيا عن الدولة، خاصة أن بعض المذاهب الدينية كانت تراهم أصحاب دين، واستمر ذلك لمدة قرابة 900 سنة، ولم ترى الدولة خطرا منهم، ولا من اليهود والنصارى، وإنما كانت لهم مكانتهم الكبيرة فى الوظائف العامة، وكان يتم اختيار الوزراء منهم أحيانا.

الدكتورة زبيدة عطا أستاذة التاريخ بجامعة عين شمس، تشير إلى أن الزندقة أطلقت على من يظهرون أنهم يعتنقون الإسلام فى الظاهر، وهم يتبعون ديانات أخرى، مما أدى إلى خوف الحكام من الفتنة، فكانوا يعذبونهم ويقتلونهم إلى درجة أن قال المهدى لابنه الهادى "إذا صار الأمر لك فعليك أن تقضى على هؤلاء، كما حدث فى ثورة المقنع الذى ظهر فى مرو، وآمن به كثيرون، وكان يقول إن الله خلق آدم فتحول فى صورته، ثم وصل إلى نوح، إلى أن وصل الأمر إلى أبى مسلم الخرسانى، وتحول بعد أبى مسلم إليه، فطاردته الدولة وطاردت أتباعه"، أما غير هؤلاء من أصحاب الديانات الأخرى أو الفرس الذى استمروا على ما هم عليه، فكانت تتكفل الدولة بحمايتهم مع تحصيل الجزية، لأن هنالك مبدأ إسلامى واضح ومحدد يقول "لكم دينكم ولى دين".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة