قام المجلس الأعلى للثقافة بإعادة نشر كتاب (كلمات لقاسم بك أمين)، تقديم الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، ودراسة من إعداد الباحث رامى عطا صديق.
أكدت مقدمة الكتاب التى أعدها الدكتور محمد عفيفى أنه "يثير قضايا خطيرة فى عبارات قصيرة، وأفكاراً جريئة، حيث كان يثير قاسم أمين فى هذا الوقت المبكر العديد من القضايا المهمة والخلافية فى تطور الفكر العربى بشكل عام.
تناول الباحث رامى عطا صديق نشأة قاسم أمين ووفاته وتأبين الصحف التى كانت تصدر آنذاك، من خلال دراسته تحت عنوان (قاسم أمين وكلمات التنوير)،كما أنه ألقى الضوء على الإنتاج الفكرى لقاسم أمين من الكتب، والتى بلغت خمسة مؤلفات هى: Les Egyptiens أى (المصريون)- (تحرير المرأة)- (المرأة الجديدة)- (أسباب ونتائج... أخلاق ومواعظ)- (كلمات)..
يذكر الباحث قصة هذا الكتاب فيقول، إنه بعد أن توفى قاسم أمين فى يوم 21 أبريل 1908م، اهتمت إدارة (الجريدة)- وعلى رأسها أحمد لطفى السيد مديرها ورئيس تحريرها فى ذلك الوقت- بأن تجمع مجموعة من حكمه وأقواله المأثورة، وكذا بعض من مذكراته الشخصية..، فكان كتاب (كلمات.... لقاسم بك أمين)، والذى جاء فى 60 صفحة من القطع الصغير، وتضمن عدداً من آراء وأقوال مفكرنا، تناول فيها الكثير من القضايا والموضوعات الاجتماعية منها والأدبية. وقد خرج الكتاب فى الشهر التالى مباشرة لرحيل قاسم أمين.
جاء كتاب كلمات لقاسم بك أمين فى صورة مجموعة من الكلمات الحكمية والآراء الفلسفية الجليلة، حيث كان الكتاب عبارة عن آراء قصيرة وبعض من المذكرات الشخصية والكتابات التى خطها قلم قاسم أمين، وقد بلغ عددها أكثر من مائة رأى وموقف. وكما يفهم من قراءتها، فهى آراء ومواقف يتناول فيها صاحبها العديد من القضايا المجتمعية (وعلى وجه الخصوص تلك القضايا الاجتماعية) بغرض التنوير وإصلاح حال المجتمع المصرى، والقضاء على آفاته التى انتشرت فى ذلك الوقت بين المصريين.
يقول الباحث فى ختام دراسته أن هناك اتفاقاً بين المثقفين والمفكرين فى أن التغيير فى الجوانب الاجتماعية والفكرية يستغرق سنوات طويلة ربما عقود من الزمن وربما قرون، وليس خافياً أن نكتشف أن بعضاً من أفكار المفكر المصرى قاسم أمين مازالت فى لُجاج إلى اليوم بين مثقفى مصر ومفكريها. وهو الأمر الذى يتجلى لنا بوضوح على صفحات الجرائد والمجلات وإنتاج المطابع ودور النشر من الكتب، حيث العديد والعديد من المعارك الفكرية والثقافية حول قضايا اجتماعية ظن البعض أنه قد تم حسمها منذ عشرات السنين، إلا أن هناك قضايا وأفكاراً وأطروحات مازالت محل خلاف وجدال واسع النقاش إلى اليوم.
عندما نتأمل كلمات قاسم أمين، فإننا نجد أنها آراء قد يتفق القارئ مع صاحبها وقد يختلف، ولكنها فى الواقع تظل كلمات مهمة وجريئة تستحق أن تُقرأ منا بمزيد من الفهم والتحليل والتعمق، لاسيما وأنها بمثابة خبرة شخصية وتجارب عميقة لصاحبها، هى كلمات جديرة بالتوقف أمامها كثيراً.. لعلنا نقرأ ولعلنا نستفيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة