فى الوقت الذى أغلق فيه باب الترشيح للانتخابات النيابية اللبنانية، مفسحاً المجال للحملات الانتخابية لمرشحى الحكومة، تشغل اعترافات حسن نصر الله بمسئوليته، ولو جزئياً، عن خلية القاهرة، حيزاً من اهتمام الشارع اللبنانى، ما بين مستشعر لرغبة حزب الله فى التمدد إقليمياً حتى داخل الحدود المصرية، وما بين منتقد لصلف نصر الله الذى لا يتوقف عن جر لبنان إلى أزمة تلو الأخرى دون حسابات، فما التأثير المباشر للأحداث الأخيرة على صندوق الاقتراع اللبنانى، خاصة وأن القاهرة تتهم حزب الله بالتحريض على أعمال إرهابية فى الأراضى المصرية.
سيد أبو زيد السفير المصرى السابق فى لبنان، يرى أن القضية الأخيرة أشبه بزلزال قوى يهدد مكانة نصر الله فى الشارع اللبنانى والعربى، ومن ثم موقفه فى الانتخابات المرتقبة، وبرر ذلك بما تتمتع به مصر من رصيد قوى فى الشارع اللبنانى، والذى لن يقبل بأى تدخل سلبى فى الشأن الداخلى وأمن مصر.
ويشير أبو زيد إلى أن تلك لم تكن السقطة الوحيدة لحسن نصر الله، حيث يرى أنه أخطأ من قبل فى مايو 2008 عندما نزل بقواته إلى الشارع اللبنانى، وسيطر المسلحون التابعون لحزب الله وحركة أمل الشيعيتين على كافة أنحاء غرب العاصمة بيروت، وهو ما يخالف الهدف المعلن لنصر الله، وهو مقاومة إسرائيل.
هذا كما أشار أبو زيد إلى تدخل نصر الله فى الشئون الداخلية لمصر أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة، ومطالبته المواطنين المصريين، والقوات المسلحة المصرية بفتح معبر رفح بالقوة، وقال إن تلك كانت سقطته الثانية، وكل ذلك يضاف إلى القضية الأخيرة ليقلل من رصيده الشعبى ويزعزع مكانته فى الانتخابات.
ومن جانبه، يرى د.رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات، أن القضية الأخيرة سيزول تأثيرها بزوال الخلافات الإقليمية، ومنها قرب المصالحة "المصرية ـ السورية" و"المصرية ـ القطرية"، ويؤكد سيد أحمد على أن هذه القضية لها أبعاد سياسية، وليست قضائية، مشيراً إلى أن الاختراقات معروفة، وتحدث يومياً فلماذا هذا التوقيت بالذات لشن هجوم على حزب الله وحده دون غيره.
وربط سيد أحمد بين الطبيعة الطائفية فى لبنان ونتائج الانتخابات، وقال إن هناك 18 طائفة مختلفة فى لبنان، ولكل طائفة حصة معروفة سيحصل عليها، لافتاً إلى أن المشكلات الإقليمية لا تؤثر فى نتائج الانتخابات داخل لبنان.
هذا فيما اعتبر السفير عبد الله الأشعل التوتر الحادث بين القاهرة وحزب الله بمثابة دعاية إيجابية لنصر الله، خاصة بعد أن أوضح فى خطابه أنه أرسل أعضاء لمساعده المقاومة الفلسطينية، باعتبار أن مصر هى المجاورة لغزة، وأنه لم يكن يقصد الاحتكاك بالسلطة المصرية.
وفيما يتعلق بالانتخابات اللبنانية، قال الأشعل إن لبنان لا تتمتع بالحرية كما قد يبدو للبعض، بل تحكمها الطائفية، وأن أصوات الناخبين ترتبط بانتماءاتهم لطائفة ما، ومن ثم فإن الحدث الأخير لن يؤثر على القوة التصويتية المعتادة لأنصار حزب الله.
خبراء: الانتخابات اللبنانية تحكمها الطائفية ولن تتأثر بعملية حزب الله فى مصر
الأحد، 12 أبريل 2009 10:57 ص