أثارت اعترافات حسن نصر الله أمين عام حزب الله، بأن المواطن اللبنانى الذى اعتقلته السلطات المصرية مؤخراً هو بالفعل عضو بالحزب، ردود أفعال متباينة، حيث أكد نصر الله أن المعتقل كان موجوداً فى مصر بهدف تقديم الدعم "اللوجيستى" لحركات المقاومة فى غزة، وأنه لا ينوى تنفيذ أى هجمات ضد المصالح المصرية حسب تعبيره، نافياً أى علاقة له بأى فرد آخر من بين الـ49 متهماً الذين قبضت عليهم السلطات المصرية.
تصريحات أمين حزب الله زادت من وتيرة الشكوك حول أهدافه الفعلية من ورائها، وهل يهدف إلى تطمين الإدارة المصرية لحسن النوايا، ونفياً للتهم الموجهة لحزبه باستهداف مصر، أم أن ما قاله حسن نصر الله هو فى الحقيقة اعتراف ضمنى بأذرع لحزب الله فى القاهرة، وهو ما يؤكد فى الوقت نفسه صحة الاتهامات التى وجهتها القاهرة لحزب الله.
اللواء عادل عبد العليم خبير شئون الإرهاب أكد أن حسن نصر الله اعترف بشكل مباشر فى خطابه بأن المتهم الرئيسى هو أحد كوادر حزب الله بالفعل، لكنه لم يوضح كيف قام ذلك المتهم بتكوين فريق من عناصر مصرية وعربية، وما طبيعة المهام التى كان مكلفاً بها فى سيناء وغزة. وأضاف أن خطاب نصر الله جاء كنوع من التطهر من الخطأ الذى فعله، وبالتالى فإنه رد على بعض المحاور، بينما أغفل الباقى، وقال عبد العليم إن المتهمين الـ49 أدلوا باعترافات تفصيلية عن أدوارهم فى حزب الله، مؤكداً على أن الجريمة الأخيرة لا علاقة لها بحرب غزة، وأنها بدأت قبلها وكان مقرراً استمرارها بعد ذلك.
وأشار خبير شئون الإرهاب إلى أن دور عضو حزب الله المتهم كان تقديم الدعم "اللوجيستى" لغزة، كما أشار حسن نصر الله، إلا أن تلك المهمة كانت ستتطور لتشمل التمويل والتدريب والتخريب، مؤكداً على أن تلك المهمات تطورت بالفعل خلال فترة الأشهر الماضية، و"تحت أعين أجهزة الأمن المصرية"، وأشار أن زرع الخلايا فى الدول العربية المختلفة لإثارة القلاقل ليس جديداً على حزب الله، لأنهم سبق وقاموا بذلك فى العديد من الدول الأخرى مثل اليمن والبحرين.
من جهته نفى اللواء طلعت مسلم الخبير الإستراتيجى، المزاعم التى تفيد نية حزب الله القيام بأى أعمال تخريبية فى مصر، مؤكداً على أنه يهدف فقط إلى تقديم الدعم لغزة، وقال "هذه ليست جريمة، بل مهمة واجبة على كل مسئول عربى".
من ناحية أخرى أوضح الدكتور جهاد عودة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن عبارة "الدعم اللوجيستى" تعنى تقديم السلاح والمؤن والعتاد، ومن ثم فإن ما قاله حسن نصر الله هو اعتراف كامل بارتكابه "جريمة انتهاك السيادة المصرية"، حسب تعبير عودة. وأضاف أن قدوم رجل لبنانى إلى مصر وتهريب هذا الدعم "اللوجيستى" يعنى اختراق الحدود المصرية وسيادتها دون تصريح، مشيراً إلى أن المتهم اللبنانى قبض عليه داخل الحدود المصرية، متلبساً بجريمته التى أكدها اعتراف نصر الله فى خطابه، وهو ما يعنى احتمالية توجيه تهم الإرهاب والتجسس للمتهمين.
خبراء: خطاب نصر الله اعتراف بانتهاك السيادة المصرية
السبت، 11 أبريل 2009 08:48 م