أفيجدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل الجديد، أثار الجدل حوله منذ ترشح اسمه على قائمة التشكيل الحكومى الإسرائيلى بتصريحاته العنصرية ضد عرب إسرائيل وحملته الانتخابية التى وصفت بالعنصرية وتهديده بنسف مرجعيات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، خاصة أنابوليس، لكن المشكلة التى تواجه ليبرمان هى اتهامه بتلقى رشوة وغسيل أموال وتزوير بعد أول يوم من توليه المنصب رسمياً، حيث تم استجواب ليبرمان حتى الآن 3 مرات فى مقر الشرطة الإسرائيلية، فهل تطيح تلك الاتهامات بليبرمان الذى يقف على رأس الدبلوماسية الإسرائيلية؟
ليبرمان ليس أول مسئول يواجه اتهامات أثناء وجوده بمنصبه، حيث واجه قبله إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق اتهامات أيضاً بالفساد وحتى بنيامين نتنياهو، حيث يقول السفير ناجى الغطريفى الرئيس السابق لحزب الغد وسفير مصر السابق لسويسرا، إنه إذا ثبتت الاتهامات على ليبرمان ستطيح به مثلما أطاحت بمن قبله، وكادت أن تطيح بنتنياهو فيما سبق، فإسرائيل رغم العداء بيننا وبينها إلا أننا لا ننكر أنها دولة تطبق القانون بشكل كامل داخلها، وأى مسئول عرضة للاتهامات وللتشكيك به، ولا ننسى الاتهامات التى وجهت للرئيس الإسرائيلى السابق موشى كاتساف ولوزير الأديان أهارون أبو حصيرة، وخضع للعقوبة وقتها بعد ثبوت الاتهامات عليه.
قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تملك أدلة قوية تدعم اتهاماتها لليبرمان، وصرحوا بأنه إذا قرر محامو الحكومة أن يوجهوا الاتهام لليبرمان فسيتم توقيفه عن العمل، ويقول السفير الغطريفى إنه بالفعل إن لم تملك الشرطة أدلة قوية لما وجهتها، خاصة وأنها ستضعف موقفه فى الحكومة الجديدة، ولكن هناك نقاداً إسرائيليين لهم رأى آخر حيث تخوفوا من أن يؤثر منصبه الجديد على سير التحقيقات.
الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر قال إن ما نعرفه إلى الآن أن هناك أدلة قوية ضد ليبرمان، والقانون الإسرائيلى ينظر للقضية دون وضع أى اعتبار لوضعية الشخص الذى يتم استجوابه، وكون ليبرمان من يهود المجتمع السوفيتى الذين يمثلون أكبر مافيا بين يهود إسرائيل والولايات المتحدة، يدعم الاتهامات.
"لا أعتقد أن الاتهامات ستنهى الحياة السياسية لليبرمان وتخرجه من الحكومة الإسرائيلية" هكذا يقول السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية سابقاً، مختلفاً فى الرأى مع السفير الغطريفى والدكتور أبو غدير، حيث يرى أن ليبرمان لن يحاكم فى فترة وجودة بالحكومة، وأن الاتهامات ستتطور حتى يأتى يوم يخرج فيه من الحكومة ويحاكم، والأمر يتوقف على جدية الاتهامات وعمقها وعلى النظام القضائى الإسرائيلى، لأن فى إسرائيل الجميع معرضون للمحاكمة، وأولمرت سبق ليبرمان فى هذا الموقف وتم التحقيق معه مرات عديدة ولكنه أكمل مدته فى الحكومة.
ولكن الدكتور أبو غدير يرى أن المشكلة الأساسية الآن ليست فى إدانته أم لا ولكنها فى كيفية تعاملنا مع شخص صريح فى مواقفه العنصرية الصريحة.
ليبرمان رد على الاتهامات الموجهة له برفع دعوى على الشرطة الإسرائيلية متهما إياها باستغراق وقت طويل فى التحقيقات، وردت وقتها الشرطة الإسرائيلية باتهامه بالاستمرار فى ارتكاب الجرائم، وقد خضعت ابنته ميشال للاستجواب، بالإضافة إلى خضوع منزله ومكتبه للتفتيش فى إطار التحقيقات الجارية بالشرطة الإسرائيلية.
