السيد راضى . . رحلة عطاء فنى متميز ونضال وطنى

الجمعة، 10 أبريل 2009 05:36 م
السيد راضى . . رحلة عطاء فنى متميز ونضال وطنى السيد راضى علامة مميزة فى تاريخ الفن المصرى
كتبت شيماء محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مسلسل "الدنيا لونها بمبى" كان آخر أعمال الفنان السيد راضى رئيس اتحاد الفنانين العرب الذى سقط فاقدا للوعى أثناء أدائه لأحدى المشاهد فى المسلسل، لينتقل على أثر اغمائته لمستشفى الصفا فى المهندسين، ليكتشف الأطباء انتشار الأورام السرطانية فى جسده، ليتوفى فجر اليوم الجمعة، بمستشفى القصر العينى عن عمر ناهز الـ74 عاما، حفلت بالعطاء والإبداع والنضال، وبالطبع لن نستطيع فى تلك الإلمامة السريعة أن نوفى الرجل قدره، لكن يكفينا أن نظهر القسمات المميزة لرجل ما أن تجلس معه حتى تدرك أنه أحد أقاربك، لأنه مصرى حتى النخاع.

وُلد السيد راضى عام 1935، بمحافظة الغربية، وقد تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية قسم الإخراج والتمثيل، عام 1960، ثم عُين مخرجًا وممثلاً لفرق التليفزيون المسرحية عام 1961، حيث أسهم بشكل فعال "مخرجًا وممثلاً" فى العصر الذهبى للمسرح الكوميدى المصرى خلال فترة الستينيات، ثم عُين مديرًا عامًا للمسرح المتنقل عام 1966 .

وللسيد راضى أياد بيضاء ليس على المسرح المصرى فقط، ولكن على المسارح العربية أيضًا، فقد عُين خبيرًا مسرحيًا للجماهيرية العربية الليبية عام 1971 لمدة عامين، وأسس هناك المسرح الليبى بمدينة بنغازى، وفى فلسطين أسهم فى تأسيس مسرح الطفل، وأخرج أول عرض مسرحى لأطفال فلسطين (مسرحية "طاق طاق طاقية") إضافة لتأسيسه مسرح الطفل بمصر عام 1983. وفى تونس أقام مهرجان سوسة المسرحى لمدة ثلاثين يومًا، وأخرج أكثر من خمسة وعشرين عملاً مسرحيًا، كما أقام أسبوعًا مسرحيًا بمدينة الموناستير، وأخرج ثلاث مسرحيات.

كما انتخب السيد راضى رئيسًا للاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية عام 1993 حتى الآن، إضافة إلى انتخابه ممثلاً لقارة أفريقيا، وعضوًا بالمجلس التنفيذى للاتحاد الدولى للنقابات الفنية فى ديسمبر 1995، بواشنطن، وهنا نذكر للسيد راضى أنه حين جاءت كلمة مصر أصر أن تكون كلمة مصر باللغة العربية، وفورًا كلف رئيس المؤتمر فرقة العمليات أن تكون الترجمة بأربع لغات فى الوقت نفسه، وقد قوبلت كلمته بالتصفيق الحار من أعضاء المؤتمر، كما علقت رئيسة الجلسة قائلة: إن كلمة مصر من أهم ما قيل حتى الآن، لما تحمله من طرح قضايا مهمة وخطيرة، ولأنها تتسم بالواقعية والشجاعة، وقد حصل على أعلى درجة فنية، وهى لقب "فنان قدير"، بقرار رئيس الوزراء عام 1985.

وعلى صعيد المهرجانات والاحتفاليات، أقام السيد راضى احتفالية يوم المسرح المصرى، وقدم أعمالاً مسرحية لكبار الكتاب ونجوم المسرح المصرى لتكريم المبدعين المصريين من عام 1991 حتى عام 1995 على المسرح القومى، كما أقام مهرجان موليير المسرحى، وأخرج عدة أعمال، منها البخيل – مقالب سكا بان – طبيب رغم أنفه – نساء عالمات – مريض الوهم – الطبيب الحائر. ويذكر للسيد راضى أيضًا أنه أسس فرقته المسرحية "الكوميدى شو" عام 1976، وقدم بها كثيرًا من الأعمال الاستعراضية الكبيرة على مسرح الأندلس.

وإذا كان السيد راضى يمثل تاريخًا فنيًا مهما فإنه يمثل أيضا تاريخًا نضاليًا ووطنيًا، فقد كانت له مواقف إزاء قضايا الأمة العربية، منها مواقفه ضد تهويد القدس والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ووقف ضد مذابح المدنيين فى جنوب لبنان، ووقف ضد تدمير منازل الفلسطينيين، ووقف ضد الحصار والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، ووقف ضد نشر ملصقات تسىء على الدين الإسلامى، وإلى رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك نذكر للسيد راضى وللاتحاد الذى يرأسه بياناته التى يستنكر فيها العدوان الإسرائيلى الصارخ والمستمر على الأراضى العربية، كما حدث فى الاعتداء على المسجد الإبراهيمى، ومذبحة قانا، وقضية المستوطنات.

وكذلك موقف الاتحاد المشرف والصلب إزاء المحاولات المستميتة لجذب الفن المصرى نحو التطبيع الثقافى والفنى مع إسرائيل، ووقف الاتحاد درعًا صلبة فى مواجهة هذه الحملات الصهيونية، فقد رأى أنه لا يمكن الموافقة على تطبيع مع دولة ما زالت مستمرة فى عدوانها وطغيانها وسحقها لإرادة الشعوب العربية فى فلسطين ولبنان وسوريا، وأنه لن يكون هناك تطبيع ثقافى مع إسرائيل إلا إذا كان هناك سلام شامل عادل .

ومن أشد المواقف المؤثرة فى السيد راضى مأساة حريق مسرح بنى سويف الذى أودى بحياة كثيرين من أهل الفن والأكاديميين والصحفيين، ليعلن أنه والاتحاد لن يرفعا راية الاستسلام للمواقف وانفعالاتها، رغم قسوتها المفجعة، وأعلن أنه يسعى إلى تحقيق هدفين، الأول: المواجهة المعنوية والمادية للحظة مأساوية تستدعى تكاتف الجميع، والثانى: محاولة البحث وراء أسباب المأساة.


موضوعات متعلقة..

وفاة الفنان السيد راضى عن عمر يناهز 74 عاما





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة