مع صدور العدد الجديد من مجلة الأزهر، أعادت المجلة طبع كتاب الكاتب الكبير الراحل محمد فهمى عبد اللطيف "الفتوة الإسلامية فرسان الحرب ورعاة الإنسانية"، ويقول المؤلف إن الفتوة هى الكرم والسخاء والشجاعة والمروءة، وقد قالوا "لا فتى إلا على" يعنون بذلك أنه كرم الله وجهه كان غاية فى إدراك هذه الفضائل والشمائل.
ويقول المؤلف إنه يمكن ضم الفضائل الخلقية: فضائل الإيثار والتضحية وإنكار الذات وهنا تصبح الفتوة أن يعيش الفرد لغيره ويؤثره على نفسه، كما يبين المؤلف أن الفتوة قد ابتدأت تتميز فى البيئة الإسلامية كظاهرة من مظاهر المجاهدة ومرحلة من مراحل التصوف على عهد الحسن البصرى، فأصبح أهل الفتوة يذكرون مع أهل التصوف والنسك والجماعات التى تتجه بعملها إلى الله وإلى كسب الحمد فى الدنيا والثواب فى الآخرة، ومما يؤثر عن الحسن فى هذا قوله "كان الفتى إذا نسك لم نعرفه بمنطقه وإنما نعرفه بعمله".
وأورد المؤلف من القرآن الكريم الآية الكريمة "قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم" (الأنبياء/60)، فقال إن الفتوة المقصودة فى الآية هى كسر إبراهيم للأصنام، وصنم كل إنسان نفسه، فمن خالف هواه فهو فتى على الحقيقة.