صابر محمد عبد الواحد يكتب ..

متى ستكون العصمة فى أيدينا؟

الأربعاء، 01 أبريل 2009 11:00 ص
متى ستكون العصمة فى أيدينا؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الناظر لواقع وحال الأمة قد لا يجد أى بادرة من بوادر الإصلاح الحقيقى، حيث نرى أن الواقع الراهن فى أمتنا يغص بالجوانب المظلمة وأبرزها الاستبداد والظلم والقسوة، وهو ما ينعكس على مجمل الأداء الاجتماعى فى زواياه المختلفة (سياسية واقتصادية وثقافية وإنسانية) ويتيح المجال للفساد والخلل والسلبية والهروب أمام الاختبار الخارجى.

ويحق لنا أن نسأل: لماذا وصلنا إلى ما نحن فيه من ذل وهوان حتى صرنا فى ذيل الأمم وقد كنا فى مقدمة العالم، حتى كتب عنا المؤرخون فى الغرب كتابات يعترفون بتفوق أمتنا فى غابر الزمان على شتى أنواع الأمم ومنها على سبيل المثال لا الحصر كتاب المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه "شمس العرب تسطع على الغرب" وغيره كتب ومجلدات بالمئات تنصف العرب وتصفهم بأنهم أصحاب مجد تليد، ولكن ماذا دهانا وأوصلنا إلى ما نحن حتى صارت جزيرة ميكرونيزيا تحتقرنا وتصوت دائماً ضدنا فى الأمم المتحدة، وهى الجزيرة النكرة التى لا يعرفها أحد ولم نعرف على وجه الدقة أين موقعها على خريطة الكرة الأرضية.

وقد نأمل أن حالة الإصلاح قد تحدث ولكن قد تطول لسنوات وسنوات فى ظل حكومات وأنظمة مستبدة وشعوب مستكينة رضيت الهوان واستمرأت الذل حتى صارت أهم الثقافات السائدة حكومات وشعوباً هى ثقافة الموالاة، فأصبحت الأمة تابعا ذليلا، ومنذ أمد لقوى الاستكبار العالمية، وصارت الأمة صاحبة الحضارة العريقة كما قلنا آنفا،ً والتى ضربت جذور حضارتها فى أعماق التاريخ الإنسانى كله أصبحت كسيحة ومهزومة وأصبحت رهينة للغازى الغريب يناصرها الغرباء فى أقصى الأرض ولا تتحرك ويغضب من أجلها الغرباء، وهى تبدو مسترخية على حشايا الحرير والسندس والديباج.

وتستمتع بتناول الفاكهة النادرة وتحرك فى يدها آلة التحكم لترى على شاشات التلفزيون أحدث أنواع الأفلام المسلية، ونسيت أنها هى صارت فيلماً فريداً فى نوعه يجمع إلى الكوميديا عناصر الميلودراما وأطرافا من التراجيديا الإغريقية يصعب على أمهر المخرجين أن يضع مثلاً لها لو أراد.

وحيث إن حجم المصائب التى نزلت على مصر هذه الأعوام كانت كفيلة بإيقاظ قارة بأكملها وإعادة الوعى إليها، وحجم المصائب التى نزلت على أمة العرب كانت كفيلة بأن توقظ القارات الست وتعيد الوعى إليها، ولكن إذا نظرنا إلى شعوب وأمم كانت أقل منا حضارة ووصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تقدم وازدهار وحرية، فقد نقول على سبيل المثال لا الحصر الهند والصين، ودعك من التجربة اليابانية أو الأعجوبة اليابانية أو المعجزة اليابانية، والتى تعتبر ظاهرة عالمية تثير الفكر الحديث للباحث المنقب عن أسرارها فى مختلف دول العالم.

ونعود مرة أخرى ونقول هل يجئ يوماً ونتخلى عن ثقافة الموالاة، ويكون قرارنا فى أيدينا وقوتنا من صنع سواعدنا ولا نحتاج لمعونات أمريكية ، قد نأمل ذلك ولنا عبرة فى قصة قديمة حديثة وقد تكون ذات معنى وتأتى فى سياق حديثنا وإن كانت ذات رابط بقوة وشخصية وعزيمة الهند، وهى : ذات يوم كانت حكومة الهند تنتظر دخول السفن الأمريكية المحملة بالقمح إلى موانيها على أحر من الجمر، فتعدادها ضخم ومخزون القمح لا يكفى وجاء السفير الأمريكى إلى مقر رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندى يطلب منها بعض المطالب التى تتعارض مع بعض السيادة الهندية والإرادة الوطنية، وإذا بأنديرا غاندى تطلب من السفير الأمريكى بأن يبلغ حكومته بأن الهند أمرت بإعادة سفن القمح إلى حيث أقلعت فى الموانى الأمريكية، وبوغت السفير وأصابه الذهول من تصرف تغلب فيه الحاجة على الرفض، ولكن السفير وحكومته أصابهما الذهول والدهشة إذ أصبحت الهند بعد عام من تلك الواقعة دولة مصدرة للقمح ولكن نقول: نأمل أن يأتى يوماً وتكون العصمة فى أيدينا وصوتنا من نحرنا أم نردد مع المتبنى
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة