باسم صادق يكتب: "مقلب حرامية" بداية إخراجية تطرق باب المشاهد على استحياء

الإثنين، 09 مارس 2009 11:04 ص
باسم صادق يكتب: "مقلب حرامية" بداية إخراجية تطرق باب المشاهد على استحياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاهدت مؤخراً فيلم "مقلب حرامية" الذى دعانى لمشاهدته صديقى المخرج سميح النقاش فى أول أفلامه السينمائية كمخرج .. الفيلم يتناول قصة مجموعة من اللصوص لا يعرفون بعضهم البعض إلا من خلال اللص الكبير جابر (صلاح عبد الله) الذى ينتقيهم بعناية للاستيلاء على مطبعة البنكنوت الرئيسية الخاصة بالبنك المركزى كنوع من أنواع الانتقام باعتباره ضابطاً معزولاً بسبب فساده وتجاوزاته المتكررة .. قصة الفيلم بالطبع ليس فيها أى جديد باعتبارها تيمة من بين حوالى 20 تيمة يتحرك فى فلكها كل مخرجى ومؤلفى العالم، ولها فى السينما الأمريكية وحدها أكثر من خمسة أفلام أشهرها "أوشن 11" و"أوشن 12"، وهذا يمكن تجاوزه إذا رأينا فيلماً ذا نكهة مصرية، خاصة وأنه رغماً عنك ستضطر إلى مقارنة هذا بذاك، وهذا ما كان يستدعى من المخرج أن يقدم نفسه للجمهور بشكل أكثر قوة ولفتاً للأنظار مستغلاً فرصة إخراجه لفيلم أكشن، ولكن المفاجأة أن كاميرا المخرج جاءت ناعمة حتى إن كان بها بعض الغموض الذى عبر عنه من خلال الإضاءة.

بينما جاءت مشاهد المطاردات والأكشن قليلة ومقيدة، وكأنه تعمد ذلك حتى لا يقع فى أخطاء إخراجية أو كأنه يطرق باب المشاهد على استحياء، رغم أن سميح النقاش هو ابن تلك المهنة منذ أكثر من 10 سنوات، وشارك كمساعد مخرج فيما يقرب من 14 فيلماً آخرها "مسجون ترانزيت" و"مرجان أحمد مرجان"، وإذا سلمت معه أنه لم يبحث عن الإخراج المبالغ فيه ـ على حد قوله ـ لأنه ليس دليلا على براعة المخرج، فإننى أختلف معه فى أن المخرج لأول مرة خاصة فى دنيا السينما ومقاييس السوق المصرية لابد أن يعلن عن نفسه بجرأة وبلا تردد، بل ويجب أن يكون كريماً فى بذل كل طاقاته الفنية، ولكن بدا فيلم "مقلب حرامية" كوميديا أكثر منه أكشن فى ظل خفة ظل ماجد الكدوانى الذى أعطى الفيلم مذاق الفكاهة فى كل مشاهده وبدون تصنع.

بينما لم نشعر بأن البطولة الأولى لمحمود عبد المغنى، مثلما كان يردد منذ فترة فهى بلا شك بطولة جماعية أثقلتها خبرة المتمكن صلاح عبد الله، فى حين بدا اختيار عمرو يوسف فى غير محله فى دور الولد الذى تربى فى الشارع منذ صغره وعمله فى ورش الميكانيكا لأنه ببساطة وسيم وجان، وهذ الولد "الشوارعى" كان يفترض به أن يترك الزمن على وجهه مثلاً بعض الذكريات الأليمة كضربة مطواة أو حرق قديم نتيجة عقاب الأسطى له بإطفاء سيجارته فى وجهه، ولكن كل ما فعله المخرج أن حلق له "زيرو"، ورغم أنه حاول تبرير ذلك فى الفيلم بأن ينفى من خلال الحوار بين ماجد وعمرو الفكرة المرتبطة فى ذهن ماجد بأنه ليس كل من لون عينيه خضراوان يكون ابن ناس، إلا أن هذا لم يكن مقنعاً، لأن ما نراه بأعيننا على الشاشة أقوى من مجرد الكلام، وفى النهاية فإن الفيلم يعد فيلماً تجارياً خفيفاً يبحث عن إيرادات مرحلة انتقالية بين موسمى الصيف والشتاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة