عمال المخابز فى محافظة الفيوم يعانون من ضعف الأجور وتدنى مستوى المعيشة مع موجة ارتفاع الأسعار وارتفاع أعداد المرضى نتيجة العمل فى المخابز وأمام ألسنة اللهب.
بعد 42 عاماً من الخدمة فى مخابز الفيوم يشتكى "أبو سيد"، أحد الخبازين المحالين على المعاش بدرجة خباز عام، من ضعف المعاش الذى بلغ 102.80 جنيه (مائة واثنين جنيه وثمانين قرشاً)، بعد أن أضيفت له قيمة الكادر الفنى، وذلك بعد أن قضى عمره يعمل لياً أو نهاراً، حسب طبيعة المخبز والشريحة التى يغطيها من الجمهور. ويعانى أبو السيد من مرض "الناصور" نتيجة التعرض لدرجات حرارة مرتفعة وضعف التغذية.
ويتعرض العمال فى المخابز عامة، والفيوم خاصة، لعدد من الأمراض كأمراض الصدر والربو وضعف النظر بسبب تعرضهم اليومى المستمر لألسنة اللهب الخارجة من الفرن، حيث يعمل الخباز والناس نيام، ويقوم بخبز أو تقريص ما بين 10 إلى 12 شوالاً، بحسب رواية أبو سيد.
"الناس تأخد العيش فى الفجرية بايظ أو معفن أو مكسر مش مهم، لكن المهم نشتغل بالليل والناس نايمة، عشان الصحافة متعرفش تصورنا وتكتشف العيش واللى فيه، وده حسب تعليمات سيد عبد الواحد مدير عام التموين بالفيوم".. هذا ما أكده أبو سيد فى استفسار حول لماذا يعمل الخباز فى الليل.
كما يعانى الخبازون من ضعف القدرات التأمينية عليهم، سواء مادياً أو علاجياً، فالراتب الذى يتقاضاه المحال على المعاش أو الخباز الحالى لا يكفى لسد مصاريف الأمراض التى يتعرض لها، والتى تكلفه فى أغلب الأحيان الابتعاد عن العمل وشراء أدوية بأسعار مرتفعة، وهو ما يمثل "حرماناً من لقمة العيش"، بالإضافة إلى أن العامل بقطاع المخابز عندما يذهب لمستشفيات وعيادات التأمين الصحى يعامل أسوأ معاملة "لأنهم فاكرين إن العامل بالمخابز جاهل ومنفى من الدولة" ولا يهتم به الأطباء.
وتساءل أبو سيد، لماذا يكون الخباز وأسرته ضحية الدعم؟، فحتى شقق وزارة التضامن التى أعلن عنها لم نستطع الحصول على إحداها، وأضاف أبو سيد "كل لما أروح يقولوا لى تعالى كمان 6 أشهر، وفى الآخر مشفتش شقق ولا غيره". وقال أبو سيد إن أساس طعام الخباز شرب اللبن وأكل الفاكهة، ولكن راتبه لا يكفى لعمل هذا لأن هناك بيتاً مسئولاً منه وفواتير كهرباء ومياه وإيجار مسكن وطعام الأسرة.
توجه الخبازون المحالون على المعاش للبدرى فرغلى رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، ووعدهم بأن يحصلوا على معاشهم ولكن وعده لم ينفذ حتى الآن، وهذا ما جعل أبو سيد يقول "إحنا منعرفش درجة تانية ولا درجة كام وبقينا نشحت فى الجوامع".
وبعد فقدانهم الأمل توجهوا للواء محمد مجدى قبيصى محافظ الفيوم السابق، للحصول على أكشاك يعملون بها بعد أن أهلكهم المرض، فحولهم لمديرية الشئون الاجتماعية بالفيوم، فأعطوا كل واحد منهم 50 جنيهاً حتى تعينه على قضاء معيشته الصعبة وشراء دواء والعلاج وإعانة أبنائه.
ويناشد العاملون بمخابز الفيوم، الرئيس حسنى مبارك، حتى يزيح عنهم صعوبة العيش فى الفيوم "عايزين الريس يعرف إن محدود الدخل ده مش باشا زى ما المسئولين بيقولوا .. وحسبنا الله ونعم الوكيل".
على مسئولية الخبازين ..
"تموين" الفيوم يحتال على الرقابة بتشغيل المخابز ليلاً
الأحد، 08 مارس 2009 07:29 م