"موسيقى الراب فى سبيل الله .. قناة جديدة لجيل (إم.تى.فى) المسلم" هذا هو عنوان التقرير الذى نشرته صحيفة الجارديان عن قناة منوعات تليفزيونية جديدة تبث من القاهرة وبأموال خليجية موسيقى وأغانٍ شبابية دينية.
وتقول الصحيفة إن أحمد أبو هيبة مؤسس القناة التليفزيونية "فور شباب" أو "للشباب" التى تبث من مركب على النيل أراد بمشروعه، حسب قوله، "إنقاذ الشباب المسلم من الانفصام الثقافى".
حيث يرى أبو هيبة أن شبكات الموسيقى الحالية والفديوهات تمثل خطراً على الهوية الإسلامية، فالشاب المسلم يريد أن تكون له حبيبة وأن يكون جزءاً من ثقافة التواعد، إلا أنه فى النهاية عندما يريد الزواج يبحث عن زوجة شديدة التدين، وهذا هو الفصام الثقافى الذى يعانى منه الشاب المسلم بسبب القنوات الغنائية التى أضلت بفهم الشباب لهويتهم الإسلامية.
ويقول أبو هيبة أنه سافر إلى دول الخليج لجمع تبرعات لتأسيس قناة من شأنها توجيه نداء لأبناء المسلمين ضد الفساد والصور الخليعة والقيم المتناقضة فى الكليبات الغنائية، وقد وصلت تلك القناة إلى أجهزة التليفزيون فى جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.
وتقول الصحيفة إن إطلاق قناة "فور شباب" هو جزء من اتجاه عام فى مصر يرى تراجع الثقافة الليبرالية فى البلاد لصالح استثمارات سعودية توجه الناس لاتجاه سلفى محافظ يروج لتفسير القرآن تفسيراً حرفياً.
وتشير الصحيفة إلى أن استوديوهات الإنتاج السينمائى بمصر يتم تشغيلها الآن بأموال سعودية، إلا أن كثيراً منها يرفض تصوير حتى سرير خالٍ، خوفاً من أن يكون المشهد موحياً بشىء ما، وهذا كما تقول الجارديان يثير القلق فى نفوس محللين كخليل العنانى الخبير فى الحركات الإسلامية بمؤسسة الأهرام، والذى يرى "خطراً شديداً فى محاولتهم جعل المجتمع أكثر حذراً فى التعامل مع الآخر".
ويعترف العنانى أنه فى ظل احتلال محطات الموسيقى والكليبات لـ14% من سوق التليفزيون العربى، فإن إطلاق قناة "فور شباب" هو خطوة تجارية محنكة، فهناك فئة كبيرة من شباب الطبقات العليا والشباب المُغرَّب "الذى أدمن المظاهر الغربية"، هذه الفئة تتطلع إلى أن يكونوا أكثر تديناً، ووصف العنانى مشروع هذه القناة بأنه فكرة ذكية لمحاولة اجتذاب هذه القاعدة العريضة من الشباب.
ويؤكد العنانى أن استغلال الدين فى مصر أصبح مثل السوبر ماركت، حيث يمكن الذهاب لاختيار ما تريده، فهناك منافسة بين مستغليه فيما يقدمونه، كما توقع النجاح لهذه القناة.
وقد وجهت العديد من الانتقادات لأبو هيبة، حيث اتهم بإهانة الإسلام من قبل أولئك الذين يعتقدون أن الموسيقى حرام، كما تعرض لانتقادات نسائية ترى أنه نادراً ما يتم إشراك المرأة فى الكليبات التى تعرض على القناة.
ويرد أبو هيبة ـ الذى عمل من قبل مع الداعية عمرو خالد ـ أن ليس لديهم مشكلة فى ظهور المرأة طالما أنه وفقاً للمعايير الإسلامية، مضيفاً أنه لابد من توخى الحذر فى التعامل مع قضية المرأة على شاشة التليفزيون، فليس من الحكمة تحطيم كل الحواجز.