يبدو أن شعار مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال هذا العام قرر تغيير مساره، وبدلاً من أن يرفع شعار "للأطفال فقط" رفع شعار "للكبار فقط"، فأغلب الأفلام المعروضة تناقش قضايا أكبر من الموضوعات التى يفترض أن تناقش لهذه الفئة.
ومن بينها فيلم "رحلة بروتس"، الذى تم عرضه يوم الجمعة، ويناقش أحوال الحكومة الفلبينية وإهمالها لبعض الأشخاص الذين يعيشون بطريقة بدائية، وكذلك فيلم "الفرقة الخارقة"، والذى عرض السبت، ولم نجد فيه أى عنصر من الأطفال ضمن أحداثه، حيث اقتصر على 5 أشخاص كبار يقومون ببعض الحركات الخارقة للطبيعة.
والشواهد تؤكد أن مهرجان سينما الأطفال الـ 19 يواجه بسلبيات كثيرة أهمها عدم التواجد الصحفى والإعلامى حتى أن إقبال الأطفال على الأفلام ضعيف جداً ولا يتعدى أكثر من 20 طفلاً فى القاعة الواحدة، أما الرحلات المدرسية، التى يتم تنظيمها للأطفال، فرغم أنهم يقبلون عليها لكونها فرصة للترفيه والهروب من الضغوط المدرسية، لكن هؤلاء الأطفال لا يستمتعون بهذا الجو، فالأفلام كلها تعرض دون وجود ترجمة لها، بالإضافة إلى كون موضوعاتها وأحداثها لا تتناسب مع أعمار هؤلاء الأطفال.
حتى الندوات التى تقام على هامش المهرجان تخرج عن هدفها المرجو منها تماماً، كما حدث فى ندوة السبت، والتى حملت عنوان "دور سينما الأطفال فى بناء نشء المستقبل" تحت رعاية رئيس المجلس القومى للشباب محمد صفى الدين خربوش وبحضور المخرجة عطية خيرى، حيث خرجت الندوة عن هدفها الرئيسى وأخذ المتحدثون يناقشون موضوعات لا علاقة لها بالندوة، حيث سألوا الأطفال عن أنجح كارتون شاهدوه وطريق تنفيذ أفلام الكارتون، ثم تطرقوا إلى الحديث عن الفن التشكيلى وغيره.
المدهش فى الأمر أيضاً أن من بين المحاور الرئيسية لموضوعات مهرجان سينما الأطفال هذا العام هو الاهتمام بالسينما، التى ترفض العنف ضد الأطفال ومع ذلك يتم عرض أفلام تحتوى على مشاهد عنف، وهذا إن دل على شىء فإنه يدل على السياسة المتناقضة للمهرجان، بالإضافة إلى أن هذه النوعية من الأفلام أيضا يتم عرضها لعدد كبير من الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، أما الأطفال العاديين فيعرض لهم كارتون "بسنت ودياسطى، وسنوحى" وغيرها ومن المفترض أن يحدث العكس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة