الجنائية الدولية أصدرت قرارها بتوقيف الرئيس العربى السودانى عمر البشير لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية فى دارفور، هذا ويبدو التعنت والظلم والكيل بمكيالين، مقارنة بالأعمال الوحشية والإبادة والتطهير العرقى، الذى تمارسه إسرائيل، ولكن ما يبعث فينا الطمأنينة هو فهم وإدراك القادة العرب لما يجرى حولهم ويحاك لهم ومعرفتهم لنوايا أمريكا والعالم الخارجى، الذى اتخذته أمريكا حذاء فى قدميها، يعرف الحكام ذلك منذ محاولات أمريكا قتل عبد الناصر ومحاولتها قتل القذافى وضربها للسودان منذ سنوات وقتلها لصدام حسين وتواطؤها على قتل عرفات.
يعرف الحكام ذلك، ومن هنا فإنهم راحوا ينددون ويستنكرون ويشجبون ويدينون القرار، وبالتالى رأينا أمريكا والأسرة الدولية قد ارتجفتا وابتلتا بعد أن عملتاها على نفسيهما وراحتا تتوسلان الحكام العرب وتطلبان السماح وتعبران عن الأسف وتبديان الندم وتبوسان القدم على غلطتيهما فى حق "المِعيز" أقصد الغنم إنها الطامة الكبرى، والتى نحياها منذ أكلوا ثورنا الأبيض وباركناهما فى البيت الأبيض وجلسنا على البلاطة وصرنا أبيض يا ورد سوف نجعجع ونهجص ونكذب ونتبجح ونهاتى وننبح ولن يعيرنا أحد اهتماماً، وسيفعل الغرب ما يشاء ويأتى الدور على الحكام الواحد بعد الآخر ولن يحترمهم أحد، هذا ولو أن الحكام يحترمون شعوبهم لما طمع فيهم خسيس ولعمل لهم الجميع حساباً.
ولو أن الغرب وضع للحكام وزناً ربما قبل الفدية بدلاً من قتل الحاكم، وعندها ربما افتدى الحاكم نفسه بتسليم نصف شعبه فدية يقتلهم الغرب بدلاً من الحبيب الغالى وربما قدم الحاكم عدداً من مقاطعات الدولة هدية بل فدية، والغالى يهون علشان الزعيم، أخشى أن تسرع وتيرة الخلاص من الحكام العرب وبعدها يبدأ الغرب وأمريكا فى تصفيتنا نحن المواطنين ولن نجد يومها ما نفتدى به أنفسنا، لأنه لو بيدنا لافتدى كل واحد منا نفسه بعشرة زعماء على الأقل، زعماء عرب طبعاً، ولأنهم قليلون والصنف شحيح فى السوق، فإننا سوف نضطر إلى البحث عن زعماء مستوردين، وإن كانوا صناعة صينية وأمريكا لا تطمئن للصين، وبالتالى سوف تقضى علينا أمريكا نحن الشعب العربى، ومن هنا ليس أمامنا سوى الدعاء، ومضطرين طبعاً للدعاء للحكام العرب بأن تطول عملية تصفيتهم على يد أمريكا والغرب، وذلك حتى ننتهى نحن أبناء التربية والتعليم من صرف الكادر والمحامين من انتخاباتهم والسواقين من إضرابهم والصحفيين من اعتصامهم وأحمد عز من بيع الحديد الراكد عنده.
فتحى الصومعى يكتب: الجنائية الدولية.. حنانيك لصرف الكادر
السبت، 07 مارس 2009 12:19 م