الإيكونومست: سياسة أمريكا إزاء سوريا وإيران تقلق إسرائيل

السبت، 07 مارس 2009 06:53 م
الإيكونومست: سياسة أمريكا إزاء سوريا وإيران تقلق إسرائيل الإيكونومست حللت زيارة كلينتون إلى الشرق الأوسط مؤخراً
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت مجلة الإيكونومست البريطانية على الزيارة التى قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إلى الشرق الأوسط، خلال الأيام الماضية، وتطرقت فى تعليقها على هذه الزيارة فى عددها الأخير، إلى سياسة الإدارة الأمريكية فى التعامل مع سوريا وإيران وتأثير هذا الاتجاه على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

قالت الصحيفة، إن كلينتون جسدت بكياسة مهمة معبوث الرئيس الأمريكى لـ "الاستماع" خلال أول زيارة لها للمنطقة، كما استمع قادة المنطقة إلى هيلارى كلينتون باهتمام أيضاً، آملين فى موقف جديد من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما ليس فقط إزاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما إزاء سوريا وإيران أيضاً وقد أعطت كلينتون إشارات بالتغيير واستمرارية الاطمئنان، وبالإحباط أو القلق، معتمدة على وجهات النظر المختلفة للقادة العرب.

كانت الرسالة بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين تحمل طابع الاستمرارية أكثر من التغيير، حيث تريد كلينتون أن تساعد على إعادة بناء غزة بعد ما تعرضت له فى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس وشاركت وزيرة الخارجية الأمريكية فى المؤتمر الدولى، الذى انعقد فى شرم الشيخ ووعد بتقديم 4.5 مليار دولار مساعدات لغزة.

يبدو أن كلينتون مصممة حتى الآن على التعامل فقط مع محمود عباس وسلطته الفلسطينية فى الضفة الغربية، وليس مع حماس التى لا تزال تسيطر على قطاع غزة بالرغم من الهجمة الإسرائيلية الأخيرة ولا تزال أمريكا تقول إنه يتعين على حماس، إذا رغبت فى الحوار، أن تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتقبل بالاتفاقيات السابقة، التى وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، وهى الشروط التى تضعها أيضا الأمم المتحدة وليس أمريكا فقط.

يرضى الإسرائيليون حتى الآن عن السياسة الأمريكية إلى حد معين وبالنسبة للمصريين، فهم يحاولون من جديد إقناع الرئيس الفلسطينى محمود عباس وزعيم حركة فتح وحماس بإجراء محادثات حول تقاسم السلطة، ستبدأ الأسبوع المقبل ويمكن فى حالة نجاح هذه المحادثات أن تتشكل حكومة فلسطينية جديدة يستطيع العالم التعامل معها.

وتعالت منذ الحرب على غزة أصوات فى الدوائر الدبلوماسية، وخاصة فى أوروبا تدعو للتعامل مع حماس، حتى لو لم تلبِ كل الشروط المطلوبة واستغلت كلينتون زيارتها لتوضح للحكومة الإسرائيلية القادمة التى سيقودها حزب الليكود اليمينى، إنه إذا أرادت إسرائيل عزل حماس، فإنها ستكون فى حاجة إلى تعاون أفضل مع عباس وخرجت من اجتماع عقدته رام الله الأسبوع الماضى لتوجه توبيح شديد اللهجة لإسرائيل لهدمها منازل الفلسطينيين فى القدس، وإن لم يكن بصفة علنية بسبب سياستها العامة المتعلقة بالاستيطان فى الضفة الغربية.

قد يكون الأسوأ من وجهة نظر بنيامين نتانياهو، نية الإدارة الجديدة المؤكدة للتواصل مع سوريا وإيران، وهما الدولتان اللتان كانت إدارة بوش تصنفهما من دول محور الشر، ولكنهما الآن أصبحتا هدفين للحوار الدبلوماسى، فإرسال مبعوث أمريكى إلى سوريا يعد نذيراً للخطر للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فعلى الرغم من أن كثيراً من الإسرائيليين ومن بينهم مؤسسة الدفاع يدعمون فكرة السلام مع سوريا، إلا أن نتانياهو لوح برفضه دفع الثمن، الذى لا مفر منه لهذا السلام، وهو التخلى عن مرتفعات الجولان السورية التى احتلتها إسرائيل فى حرب 1967.

يثير اتجاه أمريكا نحو إيران القلق بشكل أكبر، حيث انضمت كلينتون إلى القادة العرب الذين حذروا إيران بضرورة الابتعاد عن الشئون العربية، وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد كتب رسالة الأسبوع الماضى إلى نظيره الروسى ديمترى ميدفيدف قال فيها، إن أى تراجع فى التهديد النووى الإيرانى سيؤدى إلى تراجع حاجة أمريكا إلى نشر نظام الدفاع الصاروخى الذى لا تريده روسيا فى أوروبا الشرقية، ويبدو أن هذا محاولة لإغراء روسيا إلى قبول فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة على طهران، كجزء من سياسة العصا والجزرة التى تتبناها الإدارة الأمريكية إزاء إيران.

وأعلنت إسرائيل عن "تذمرها" من أن إيران ستستغل المحادثات مع واشنطن فقط لكسب الوقت لإكمال خططها المتعلقة بتصنيع أسلحة نووية وحرصت وزيرة الخارجية الأمريكية على عدم التدخل فى السياسة الداخلية الإسرائيلية، وتعهدت بالعمل عن كثب مع أى حكومة سيشكلها فى النهاية نتانياهو، لكنها أكدت على التزام أمريكا بحل الدولتين، وهو الاقتراح الذى يعارضه بشدة نتانياهو على الرغم من أن عناده قد يمنعه عن بناء التحالفات الكبرى التى يسعى إليها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة