عودة د. سيد البدوى السكرتير العام لحزب الوفد السابق وعضو الهيئة العليا إلى مقر بولس حنا بعد غياب ما يقرب من عامين فتح من جديد سيناريوهات وضع الحزب فى الفترة المقبلة مع توقيت احتفال الذكرى التسعين لتأسيسه، البدوى أثار بحضوره اجتماع الهيئة العليا الأخير حفيظة الجميع خاصة محمود أباظة رئيس الحزب ومنير فخرى عبدالنور سكرتير الحزب اللذين فوجئا بالبدوى وسط مقر الحزب دون تمهيد مسبق بعد أن كان ابتعاده رداً على تردى حالة الحزب بعد تولى أباظة والصراع المكتوم بين البدوى وغالبية فريق أباظة فى مقدمتهم عبدالنور الذى حصل على منصبه بما يمثل خديعة للبدوى. ويرى مراقبون أن البدوى عاد بعد الانتهاء من ترتيبات أعماله الاستثمارية والتوسعات الأخيرة لشركة الأدوية الخاصة به أو القناة الفضائية، وأنه عاد للحزب «ليأخذ بثأره» من قيادات بولس حنا، لكن آخرين كشفوا عن وجود ترتيبات جديدة للحزب ليكون البدوى هو مسئول ملف انتخابات البرلمان المقبلة، خوفاً من تحكم عبدالنور فى خيوط اللعبة منفرداً فى ظل غياب فؤاد بدراوى نائب رئيس الحزب، ليختار البدوى المرشحين الذين بدأ الحزب يعدهم فعلاً فى عدد من المحافظات للاستفادة من خبرته السابقة حيث يعرف خريطة التوزيع ومناطق القوة والضعف للحزب، والشخصيات التى يمكن أن تحقق تنافساً من أجل تحقيق أكبر عدد فى البرلمان لممثلى الوفد. ويرى البعض أن توقيت ظهور البدوى مؤخرًا ارتبط بترتيب الحزب لاحتفالات التسعين عاما والتى ينوى الحزب أن تكون احتفالات قوية ومميزة تعيد الوفد إلى الشارع السياسى بقوة وتعيد صورته التى اهتزت بين الجماهير ودور البدوى - لما يمتلكه من قنوات فضائية - هو تسويق هذا الاحتفال بدون أى تكلفة على الحزب أو تحميله أعباء جديدة ويظهر وكأن قناة البدوى هى قناة حزب الوفد الرسمية.
أما ثانى التحليلات التى كشف عنها قيادى بحزب الوفد فى الإسكندرية أن البدوى خرج ليكون مسئول التنسيق المقبل عن الوفد مع الأحزاب الأخرى، خاصة أنه رغم غيابه لما يقرب من عامين عن مقر بولس حنا لم تتأثر علاقته وارتباطه بالمحافظات ولجان الوفد، لكنه كان على اتصال دائم للتعرف على مشاكلهم وحلها حتى الشخصية منها، لكن الأهم من حضور البدوى للهيئة العليا هى الوعود التى قطعها على نفسه بتغيير الأوضاع خلال عام من الآن بما فى ذلك تغيير لائحة الجريدة ومجلس إدارتها، حسبما أكد أحد المقربين منه، مضيفًا أن هناك مخططا من كثير من الوفديين ليكون البدوى هو الرئيس القادم للحزب بعد أن أكد أباظة أكثر من مرة أنه لا ينوى الترشح لمدة جديدة بعد انقضاء المدة الأولى له وهى أربع سنوات حسب اللائحة الجديدة والتى بدأت فى يونيو 2006، إلا أن البدوى لم ينف ولم يؤكد هذا لكنه اعتبر أن الأمر سابق لأوانه ولا يوجد ما يمنعه من ذلك فهو حق لأى عضو بالوفد أن يرشح نفسه.