زيزى
Disy duck بطوطة شخصية كرتونية ظهرت لأول مرة عام 1937 وهى خطيبة بطوط الدائمة النصح له وهى شريك شبه دائم لمعظم مغامراته.
عندما تبدأ طفلة عمرها لا يتعدى أصابع اليد تشكيل وعيها الأنثوى وجمالها كامرأة صغيرة، فإنها تتجه للعديد من المفردات والأمثلة التى حولها وتستخدمها وتبرزها كإثبات حالة بأنها «كبرت»، كتقليد الأم مثلا فى ارتداء الكعب العالى، أو تقليد المشهد الكلاسيكى لممثلات السينما المصرية وهن يقفن أمام المرآة للتزين، ولكل امرأة فى ذلك قصة تختلف عن الأخرى.
قصتى بدأت مع بداية إدراكى للصور، عندما كانت تأتى لى أمى بمجلة «ميكى» كل خميس، ليلفت نظرى هذه «البطة» الجميلة التى دائما ما ترتدى ألوانا وردية زاهية، و«فيونكة» كبيرة لها نفس اللون الوردى ومنقطة باللون الأبيض، وأعرف مع بداية تمكنى من القراءة أن اسمها زيزى (وذلك قبل أن يصبح اسمها بطوطة مؤخرا، بعد انتقال ملكية المجلة إلى دار نشر أخرى)، ومن هنا يبدأ وقوعى فى غرام هذه الـ«بطوطة» واعتبرها مثلى الأعلى فى الأنوثة والشياكة. فشخصية بطوطة أو زيزى على وجه التحديد تتمتع بالعديد من الصفات الملهمة لأى امرأة، سلوك أنثوى راق يجعلها تكسب حب كل من تقابلهم، شديدة الاهتمام بجمالها الشكلى، ويظهر ذلك واضحا فى الحذاء «الفوشيا» ذى الكعب العالى الذى ترتديه فى جميع المناسبات ولا تتخلى عنه أبدا حتى وهى تزور مزرعة الجدة البطة وتسير فى الوحل، اهتمامها بالعمل العام وبمنظمات حقوق المرأة. كسل زيزى وحبها للراحة لم يمنعها أيضا من مساعدة كل من يحتاج إليها، ورغم أنها لم تفلح فى حل أى مشكلة واجهتها بمفردها وذلك على مدار معظم أعداد مجلة ميكى التى قرأتها، لكن اهتمامها بـ سوسو ولولو وتوتو أولاد أخ بطوط كان كفيلا بأن يجعلنى أتغاضى عن هذه المشكلة فى شخصيتها.
السؤال الذى حيرنى لفترة طويلة ولم أستطع الحصول على إجابة له هو لماذا كانت زيزى «خطيبة» بطوط فى النسخ العربية من المجلة على الرغم من أنها «صديقته» فى النسخ الأجنبية، ليحدث عندى التباس يصعب فكه بين مفهوم «الخطيبة والصديقة».
الشىء الآخر الذى ظل يراودنى فى رحلتى مع «زيزى» هو رغبتى فى تزويجها لبطوط، وغضبى الشديد منها عندما أشعر بميلها قليلا لـ«محظوظ»، لأعدل عن هذا الغضب وأتناساه عندما تعود مرة أخرى للاهتمام ببطوط وأبناء أخيه.
أجمل ما فى شخصية «زيزى» هو أنها تشبه معظم نساء العالم، فهى ليست شديدة المثالية كأميرات الكرتون، ولا ممتلئة بالشر كالساحرة «سونيا»، لكنها مجرد «بطة» عادية تحتوى بعض التناقضات (مثلنا جميعا)، تقوم بأفعال خاطئة أحيانا لكنها تتمتع بطيبة قلب وذكاء يجعلها تعود دائما للصواب.
لا تحتاج أى امرأة لأكثر من «زيزى» لتعرف كيف تكون الأنوثة واحترام المرأة، لا تحتاج لجمعيات حقوق المرأة ولا لأعضاء مجلسها القومى، فقط تتابع قصص «زيزى» لتحصل على خلطة نسائية تجمع بين الاحترام والنشاط و«الدلع».
زيزى.. أجمل ما فيها إنها بطة عادية بس نفسى أعرف ليه متجوزتش بطوط لحد دلوقتى؟
الجمعة، 06 مارس 2009 12:19 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة