فى ذكرى ميلاده التسعين..

حسن الإمام مخرج "الروائع" و"العوالم"

الجمعة، 06 مارس 2009 12:27 م
حسن الإمام مخرج "الروائع" و"العوالم" أطلق عليه منافسوه لقب مخرج العوالم لنجاحه الباهر فى تقديم حياة الراقصة الشرقية
كتبت نسمة صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
90 عاما هى سنوات عمر مخرج الروائع الراحل حسن الإمام فى عيد ميلاده الذى نحتفل بذكراه اليوم الجمعة الموافق 6 مارس، بالرغم من رحيله منذ ما يقرب من عشرين عاما، إلا أن ما قدمه من روائع سينمائية باقية فى أذهاننا حتى يومنا هذا فى ظل هوجة السينما النظيفة وسينما الشباب والأفلام التجارية التى نعيشها فى زمن سطوة الاحتكار وتضارب الأذواق السينمائية.

"مخرج الروائع" لقب أطلقه أصحاب دور العرض السينمائية والمنتجين، لما كانت تحققه أفلامه من إقبال ونجاح جماهيرى منقطع النظير. ولأن النجاح له أعداء، ظهرت فى حقبة الثلاثينيات والأربعينيات مجموعة من النقاد اليساريين المرتزقة "حسب تعبير ابنته زينب الإمام"، ممن كانوا ينتفعون من مخرجين منافسين لكبار مخرجينا وقتها، وأطلقوا على المخرج حسن الإمام لقب "مخرج العوالم"، لأنه نجح فى تقديم الجانب الاجتماعى فى حياة الراقصة الشرقية، وهو ما لم ينجح فيه مروجوا هذا اللقب فى تقديمه، لافتقارهم الخلطة الفنية الموسيقية التى كان الإمام يقدمها فى مثل هذه الأفلام بداية من شخصية "العالمة" التى قدمها الإمام فى أحدى ثلاثينيات نجيب محفوظ والتى رشحه لإخراجها محفوظ بنفسه، وكان واحدا من أهم مخرجى الحرافيش"صلاح أبو سيف" ووصفه بأنه من أكثر من يستطيعون تقديم هذا العمل بحرفية ومهارة شديدة.

من منا لم يتعاطف مع سعاد حسنى فى فيلم "خلى بالك من زوزو"، وأحب تحية كاريوكا عندما كشف حسن الإمام عن مناطق إنسانية فى حياة الراقصة الشرقية التى هى جزء من المجتمع، و"امتثال" تلك القصة الحقيقية التى قدمها الإمام أيضا عن حياة راقصة حقيقية قتلت على يد "مساعدها"، وهذا لم يأت من فراغ، لكنه نتاج مخزون عقلى تعايش معه الإمام فى الواقع عندما أحب التعرف على حياة هؤلاء الراقصات بالتردد على أماكنهم لمراقبة أدق تفاصيل حياتهم اليومية لينقلها لنا فى صور "ميلودراما" رائعة لقب عليها بملك "الميلودراما".

زينب الإمام ابنة مخرج الروائع أكدت أن الناقد طارق الشناوى من أهم النقاد الشباب الذى أعاد النظر فى الكتابة النقدية عن سينما حسن الإمام بتقييم شامل وأكثر عمقا، ومن جهته أكد الشناوى أن المخرج حسن الإمام لا يستحق سوى لقب مخرج الروائع، وحتى إذا اهتم بهذه الفئة الاجتماعية "الراقصات"، فقدمهم بشكل احترافى راقٍ ومتميز، فهو من صنع نجومية نادية الجندى ونبيلة عبيد وسميرة أحمد وفاتن حمامة وأخريات.

وتساءلت زينب الإمام لماذا لم يطلقوا على المخرجين الذين اهتموا فى فترة ما بتقديم أفلام تناولت الإدمان وحياة المدمنين ومشاكل عائلاتهم لقب "مخرجو الإدمان أو مخرجو المدمنين" مثلا.

الناقد عصام زكريا أكد أن هناك بعض الألقاب الأخرى التى أطلقت على الراحل حسن الإمام، على سبيل التهكم أيضا منها "مخرج الفواجع"، انتقادا منهم لنوعية الأفلام التى وصفوها بأنها لا تتسم بالانضباط، وأنه لم يهتم وقتها بتقديم أفلام عن الطبقة الجديدة "الطبقة الوسطى" التى ظهرت فى الستينيات، ودائما كانوا يصفون أفلام الإمام بأنها "out of date"، وحتى إذا كان مهتما بحياة "العوالم" كما قالوا، فهى حقيقة العصر الذى عاش فيه الإمام واستطاع أن يصنع منه روائع السينما المصرية التى كانت تظل فى دور العرض لفترات طويلة، مثل فيلم"خلى بالك من زوزو" و"شفيقة القبطية" وغيرها.

يذكر أن مخرج الروائع حسن الإمام ولد فى 6 مارس عام 1919 فى المنصورة، وبعد انتهائه من دراسته الثانوية، اتخذ الإمام قراراً بأن يدخل مجال الفن وهو لا يملك إلا موهبة، وإتقان للغتين هما الفرنسية والإنجليزية وما كان يدرى أن هاتين اللغتين كانتا مفتاح دخوله إلى عالم الفن الذى كان يحلم به، فبدأ مشواره مترجما للنصوص المسرحية الفرنسية التى كان يدرسها وبعض من المنولوجات التى كان يحفظها عن ظهر قلب للفرنسى المشهور"موريس شوفالييه"، وكان يهدى مترجماته هذه لمشاهير الفن ومن هنا عرفوه وتعاونوا معه.

عمل مع يوسف وهبى مساعداً فى المسرح ثم فى السينما، وعرفه كل من كبار المخرجين وقتها، مثل أحمد بدرخان ونيازى مصطفى وهنرى بركات، وكانت فرصته الأولى فى الإخراج عام 1946 مع أول أفلامه "ملائكة فى جهنم"، وفى العام الثانى أخرج أفلام "الستات عفاريت" وفيلم "الصيت و لا الغنى" للمطرب محمد عبد المطلب لتأتى انطلاقته وعبقريته مع فيلم "اليتيمتان" لفاتن حمامه، ثم"بائعة الخبز" الذى حقق إيرادات خيالة جعلته يستحق عن جدارة أن يكون مخرج الروائع، وكانت أعظم أفلامه التى مثلت نقطة تحول فى حياته ومسيرته الفنية "الخطايا" و"شفيقة ومتولى"، "زقاق المدق" والثلاثية للكاتب نجيب محفوظ، والخرساء والمعجزة.

توقف عن الإخراج لمدة ثلاث سنوات ليقدم لنا تحفته الفنية "خلى بالك من زوزو" لسندريلا السينما سعاد حسنى، واستمر عرض الفيلم فى السينما لمدة عام كامل والذى لم يحدث لفيلم مصرى من قبل.

حصل حسن الإمام على العديد من الجوائز منها: الجائزة التقديرية الذهبية من الجمعية المصرية للنقاد، وكرمته الدولة عام 1976 كأحد رواد الفن السادس بشهادة تقدير، كما كرمه مهرجان "نانت الفرنسى" بعرض مجموعة من أفلامه، ولكنه توفى فى 29 يناير عام 1988.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة