◄أجهزة الأمن تعيد عرض «خطة عمل» حادث الحسين السابق على الضباط وفرق عمل تتابع الإنترنت والطلاب الأجانب فى القاهرة
لم يكن رجال الشرطة فى حاجة إلى عبدالرحمن طاهر الذى اعتدى على المدرس الأمريكى فى الحسين لزيادة وتيرة العمل فى الكشف عن جريمة تفجير قنبلة فى الحسين الأسبوع الماضى.
ولم يكن حادث العثور على زجاجتين بهما مواد مشتعلة فى مترو حلمية الزيتون، والشائعات التى صاحبته لعدة ساعات سوى سبب إضافى فى إعاقة عمل فرق البحث التى تعانى بشكل كبير من البلاغات الوهمية والكيدية التى تصل إلى الشرطة، أو حتى للمحطات الفضائية عن مواصفات إرهابى الحسين.. وحسب مصدر أمنى فإن الشرطة تلقت قرابة الـ200 اتصال سواء كلها تحمل مواصفات الإرهابى الذى تبحث عنه.. و«كلها تسببت فى إزعاج لمواطنين أبرياء وأيضا لفرق البحث»..
ولذلك كان من الطبيعى أن يتم توزيع الأدوار والمهام بين أجهزة الأمن على أن يتم التنسيق بينهم.. أشهر اتصال كان من مذيعة شهيرة لإحدى القيادات الأمنية تبلغه بمعلومات مثيرة عن مرتكب الجريمة.. المذيعة الشهيرة قالت إنها تلقت اتصالا على تليفون القناة التى تعمل بها من سيده قالت إنها كانت قريبة من مكان الحادث، وإن شخصين ألقيا القنبلة وسارعا بالفرار فى سيارة، وإنها ظلت تتابع هروبهما من المكان حتى وصلت إلى منزلهما.. وحصلت بالفعل على أسمائهما.المذيعة قدمت للمسئول الأمنى الكبير الأسماء وعنوان الرجلين. ورغم الشكوك فى الرواية إلا أن تسربها إلى الصحف من المحطة الفضائية ونشرها كان سببا فى ضرورة التحقق من رواية السيدة الغامضة.. ولم يكن أمام الشرطة سوى التحقيق مع المشتبه فيهما حسب رواية المذيعة المعروفة. وبالفعل بعد تحقيقات فى مكتب أمن الدولة بالزيتون تأكد لرجال الأمن أن خطيبة أحدهما السابقة أرادت الانتقام فقط.. ورغم بلاغات «الهزار السخيف».. وتواصل أجهزة الأمن العمل على عدة مسارات..
المسار الأول وهو قائم على ضرورة رصد الجناة لمكان الحادث قبلها بعدة أيام، ولابد أن أحد المنفذين قد شوهد فى المكان قبلها، أو ربما أقام فى أحد الفنادق أو عمل بأحد المحلات أو المطاعم لفترة، لأنه يستحيل الإقدام على وضع قنبلة فى هذه المنطقة دون ما يسميه رجال الشرطة «الراصد» الذى قام بمراقبة المكان لأيام قبل اختيار الوقت المناسب للتنفيذ..
والتحدى الآن هو الوصول إلى «مشاهدة» له.. وفى سبيل الوصول إلى الراصد قامت فرق البحث الجنائى المقيمة فى الحسين بتتبع مئات من المترددين على المكان.. 37 محلاً محيطاً بالميدان تم فحص ملفات العمال بها، إضافة إلى الفنادق القريبة خاصة فندق الحسين.. وكانت الشرطة تشتبه فى أحد الأجانب الذى حضر للفندق قبل الحادث بوقت قصير لكنه غادره بعد التفجير مباشرة تاركا أمتعته فى الفندق.. لكن التحقيقات أكدت أنه خاف العودة للمكان فقط.
هذه المرة هناك نوع من الهدوء وعدم الانفعال يسيطر على فرق العمل حتى أنه دفعنا إلى الاعتقاد بأن الشرطة ربما توصلت إلى خيوط مهمة للاقتراب من الجناة.. لكن أحد ضباط فريق البحث قال «العمل فى مثل هذه القضايا يحتاج إلى العمل بعيدا عن التوتر».. لكنه عاود الشكوى من كثرة البلاغات الكيدية التى وصلت إلى شرطة النجدة أو عبر وسائل أخرى ، وما يحدث هو تشتيت للمجهود.. لكن لا يمكن أن نغفل تلك البلاغات المزعجة.. هذا عن المكان.. وضرورة العثور على خيط يربط بينه وبين الجانى أو الجناة ويوجد فى المكان فريق بحث يضم أكثر من 60 ضابط شرطة وعشرات من المخبرين.. أما عن القنبلة.. التى قال تقرير المعمل الجنائى إن بها نوعا من البارود الذى يستخدم فى الألعاب النارية، مخلوطاً ببعض الحصى وقليل من المسامير.. وفى هذا الاتجاه تتولى مجموعات العمل المختصة بهذا «الخط» -كما يسميه رجال الأمن القيام بتحريات مكثفة حول مصادر البارود المستخدم فى القنبلة.. ربما توصلوا إلى الكشف عن الجناة الذين اشتروا المتفجرات.. وتتكتم مباحث أمن الدولة على نتائج عمل هذا الفريق.. الطريق الثالث لرجال الأمن هو الجناه أنفسهم..
واحتمال أن يكونوا من جماعات متطرفة سابقة.. وهو أمر مستبعد لكن البحث فيه مازال مستمرا.. وعلى هذا الطريق قطع رجال الأمن خطوات مستمرة، بينها فحص أجانب مقيمين فى مصر من دول إسلامية ولم يبتعد البحث عن مدينة البعوث التى يسكنها طلاب الأزهر من الأجانب.. وأيضا تلقى فريق البحث المكلف بهذا الملف أسماء كل النزلاء الأجانب لفنادق منطقة الحسين طوال الشهرين الماضيين.. ربما ارتبط أحدهم بالحادث.
لكن الاحتمال الذى ذهب إليه كل المحللون، وهو أن يكون الجناة نتاج تطرف عشوائى أفرزته جرائم الجيش الإسرائيلى فى غزة، يلقى تحمسا لدى رجال الأمن المتخصصين فى مكافحة التطرف الدينى.. وفى هذا الإطار يواصل خبراء تتبع بعض المدونات التى كانت تشجع على القيام بمثل هذه العمليات.. وبعض المتعاطفين مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» من الشباب.. خاصة أن بعضهم سبق له أن طلب التطوع للقتال فى صفوفها.. اشتباهات عديدة لكن حتى الآن مازال البحث مستمراً.. خاصة أن الاعتقاد السائد الآن أنه عمل فردى.. وجرت مقارنة فى اجتماع أمنى سرى بين تفجير الحسين السابق والتفجير الأخير.. وكيف أن الشرطة لم تكن لديها معلومات عنهم.. تم استعراض القضية السابقة التى يعتقد رجال الأمن تطابقها مع الجريمة الأخيرة فى الحسين.. وبالتالى عاودت مكاتب أمن الدولة تنشيط تحرياتها حول أشخاص مشتبه بهم خاصة فى مناطق شعبية وعشوائية على أطراف القاهرة..
رجال الأمن يعملون فى جميع الاتجاهات ولا يتركون اشتباها أو احتمالا إلا تابعوه، لكنهم يتكتمون على كل النتائج التى ربما كانت تحمل مفاجأة تكشفها الأيام القادمة.
لمعلوماتك...
◄15 ألف معتقل معتقل للجماعة الإسلامية حصلوا على أحكام قضائية بالتعويض
◄10 ملايين جنيه أكبر تعويض فى تاريخ الداخلية طالبت به الممثلة حبيبة رئيس مباحث بدعوى تعذيبها وسجنها ظلما فى قضية مقتل زوجها القطرى الجنسية
◄25 مليون جنيه قررت وزارة الداخلية صرفها لـ 1000 معتقل فى أغسطس 2008
بلاغ المذيعة الشهيرة وراء القبض على موظف أوراسكوم وقريبه.. وفرق البحث تعانى من بلاغات الانتقام
الجمعة، 06 مارس 2009 12:39 ص
البحث عن الأدلة لآخر نفس - تصوير أحمد إسماعيل