مع كل تفجير أو أعمال عنف تشهدها مصر بداية من تفجيرات 2004 والسؤال المطروح دائما يتعلق بمدى صحة وجود «خلايا نائمة» تمثل تهديدا بانتظار أوامر التنظيمات الجهادية الكبرى التى تتبعها لتنفيذ عمليات عنف ضد منشآت أو شخصيات رسمية أو فوج سياحى، وعلى الرغم من تشابه التفجيرات التى حدثت خلال السنوات الأخيرة التى استهدفت جميعها أماكن سياحية كان من المفترض أن تؤكد فكرة الوجود الفعلى للخلايا النائمة، فإن المتتبع لطرق التنفيذ والوسائل المستخدمة يخرج بنتيجة وهى أن هناك أسلوبا جديدا ظهر على الساحة وهو «التجنيد الذاتى».
التجنيد الذاتى يكون بين أفراد أو مجموعات صغيرة تأثرت بأفكار التنظيمات القديمة فيقومون بتنفيذ عمليات عنف عشوائية غير منظمة، خلافا لأسلوب عمل هذه التنظيمات.
ضياء رشوان رئيس وحدة دراسات الإسلام السياسى والإرهاب بمركز الأهرام للدراسات يرجع تفجيرات الحسين إلى جماعات التجنيد الذاتى التى تكونت من عدد من الشباب تأثروا بفكر السلفية الجهادية التى تقسم العالم إلى قسمين صليبيين ومسلمين، من ثم فهم يوجهون هجماتهم إلى أهداف سهلة مثل الأفواج والمنشآت السياحية، مشيرا إلى أن مصطلح الخلايا النائمة لا أساس له وقال «هو مصطلح استخباراتى روجت له الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر لتبرر حربها على العالم، والقاعدة وهى أكبر التنظيمات الجهادية السلفية وأكثرها تشددا لا تستخدم فكرة الخلايا النائمة، ولم يحدث إلا مرة واحدة فى تفجيرات لندن 2205، حيث ثبت أن القاعدة تحرك خلايا، وهو أمر لم يتكرر فى كل التفجيرات الأخرى على مستوى العالم والتى تنسب جميعها إلى مجموعات متطرفة بعضها متشدد وبعضها متعصب، ولا تخفى نفسها».
يتفق الباحث فى مجال الجماعات الإسلامية الدكتور كمال حبيب مع فكرة العنف العشوائى والتجنيد الذاتى ويرجعها بدوره إلى وجود مجموعات من الأفراد يقعون تحت ضغط الأوضاع العامة وعشوائية الحياة فى مصر وينتظرون اللحظة للخروج وتنفيذ عمليات عنف كنوع من رد الفعل.
وإن كان اللواء سامح سيف اليزل خبير الاستراتيجية الأمنية ينفى صلة الخلايا النائمة فى الأحداث التى شهدتها ساحة الحسين مؤخرا، فهو يشير إلى وجود 17 خلية نائمة يتمركز أغلبها فى العالم العربى، هى سلاح القاعدة الجديد فى التنظيم والتمويل والتى تقرر موعد تنفيذ عملياتها دون العودة إلى القاعدة.
أما عن أماكن تواجدهم فيقول اليزل «التواجد فى الدول العربية هدف رئيسى للخلايا النائمة التى تزداد أعدادها فى معظم دول ما يطلق عليها «الحلف الصليبى»وتهدف لتأكيد عنصر المفاجأة للأجهزة الأمنية للدول المتواجدين بها».
الدكتور عمرو الشوبكى الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية يختلف مع سابقه قائلا: «من الوارد أن تكون الخلايا النائمة سببا فيما شهدته بعض المجتمعات الغربية من تفجيرات مثل لندن ومدريد، فهو مفهوم يتم تربيته وإعداده بشكل عقائدى معمق مرتبط بفكر تنظيمى محكم أشك فى وجوده داخل مصر، فما تبقى بها من عناصر جهادية سواء اعترفت أو لم تعترف انتهى موضوع الجهاد بالنسبة لها بعد ما تبنته من مراجعات لنبذ العنف، خاصة أن إمكانياتها محدودة ومازالت مراقبة أمنيا». ويعود الشوبكى ليحذر من العنف العشوائى وجهاد اليوم الواحد الذى يستمد معلوماته من المواقع الجهادية على الإنترنت والقريبة من تنظيم القاعدة والمروجة لأفكاره، وهو ما يساعد -على حد قوله- على جهاد اليوم الواحد، وعادة ما يربط هذا النوع من الجهاد فى أغلب الأحيان جرائم الاحتلال الأمريكى فى العراق وأفغانستان بكل من له بشرة بيضاء وشعر أصفر، فيعتبر متواطئا مع الاحتلال الأمريكى والإسرائيلى لذا نجده يستهدف الأماكن السياحية.
تصوير أحمد إسماعيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة