انتهت فعاليات القمة العالمية الأولى للمحللين التى استضافتها مصر الأسبوع الماضى، حيث تجمع 15 من أبرز محللى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذين يمثلون أكبر وأعرق بيوت الخبرة والاستشارات العالمية فى هذا القطاع.
وتخللت القمة عروضا تفصيلية من الدكتور حازم عبدالعظيم الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، وأمين خير الدين مستشار الاستراتيجية وعضو مجلس إدارة الهيئة عن مميزات مصر التنافسية فى تقديم خدمات التعهيد والتقدم الذى حققته حتى الآن فى هذا المضمار وخاصة بعد نجاحها الكبير فى اجتذاب كبريات الشركات العالمية للاستثمار فى مصر بمجال خدمات تكنولوجيا المعلومات.
وألقى الدكتور شريف هاشم نائب رئيس الهيئة كلمة تطرقت إلى حماية حقوق الملكية الفكرية، ومبادرة دعم التعاون البحثى بين الجامعات والمراكز البحثية والصناعة، وبرنامج الحضانات التكنولوجية. كما استمع الحضور من الدكتور حسام عثمان مدير وحدة الأبحاث والتطوير بمركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات إلى جهود المركز الداعمة للشركات المحلية وخاصة فيما يتصل بمنح شهادات الاعتماد الدولية وتطوير البرمجيات. وتضمن اليوم الأول للقمة حلقة نقاشية موسعة شارك فيها رؤساء ومديرو عدد من الشركات المحلية والدولية ناقشوا خلالها مع المحللين إيجابيات صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية والخدمات المرتبطة بها. وانخرط المحللون ورؤساء ومديرو الشركات فى حوار حول مميزات مصر التنافسية، ومدى قدرة المحترفين المصريين على التعاطى مع متطلبات العمل وخاصة فى الشركات العالمية التى تقوم بالاستثمار فى مصر.
كما تطرقت الحلقة النقاشية إلى أثر الأزمة المالية العالمية على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى، واتفق المحللون ورؤساء الشركات على أن الأزمة العالمية قد لا تؤثر على قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات وذلك لسمة أساسية هى أن الشركات العالمية تبحث فى الوقت الراهن عن مواقع ذات ميزة التكلفة التنافسية لإقامة الأعمال وهى الميزة التى تضع مصر فى مصاف الدول المؤهلة لاجتذاب عدد أكبر من الشركات الدولية العاملة فى هذا المجال. ونوه المشاركون إلى أن التعدد اللغوى للخريجين المصريين يعد ميزة لا يستهان بها وخاصة أن معظم الدول الموفرة لخدمات التعهيد توفر هذه الخدمات باللغة الإنجليزية أو الفرنسية بينما توفر بعض الشركات العاملة فى مصر هذه الخدمات بأكثر من 20 لغة.
وتطرقت القمة، الأولى من نوعها، إلى جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المستمرة لدعم القطاع وخاصة فى ظل الأزمة المالية العالمية وبرامج الهيئة المختلفة لتنمية شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية. واستمع المحللون ورؤساء الشركات لمدة ساعة كاملة لعرض من البروفيسور ليزلى ويلكوكس، أستاذ التكنولوجيا والعولمة بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية London School of Economics، الذى قاد فريق إعداد دراسة مقارنة بعنوان «تنافسية الدول الموفرة لخدمات التعهيد.. مصر ومؤهلات النمو»، وأكدت الدراسة أن مميزات مصر التنافسية تؤهلها بقوة للنمو المطرد فى تقديم هذه الخدمات للعالم وخاصة بسبب موقعها الجغرافى المميز الذى يسمح لها بخدمة مناطق جغرافية مختلفة.
وتؤكد الدراسة، التى جاءت فى أكثر من 60 صفحة، أن مصر تتمتع بمميزات تنافسية ترجح كفتها على كفة الدول المنافسة خاصة فيما يتصل بالقدرات اللغوية للخريجين المصريين وتنوع دراستهم الأكاديمية، والبرامج المؤهلة لطلبة الجامعات للالتحاق بسوق العمل فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأوضحت الدراسة أن الدعم الحكومى للقطاع وللشركات العالمية التى تستثمر فيه يعد من الركائز الأساسية لهذه المميزات التنافسية، وذلك فضلا عن الاهتمام الواضح بالبنية التحتية ممثلا فى القرية الذكية ومنطقة المعادى التكنولوجية، بالإضافة إلى خطط التوسع المطروحة فى عمليات إنشاء قرى ذكية أخرى بمناطق مختلفة. ونوهت الدراسة أيضا إلى موقف مصر الإيجابى فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية وخاصة بعد انخفاض نسبة القرصنة فى مصر إلى 60 % فقط، وحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و«إيتيدا» على دعم الشركات المحلية عبر برامج التنمية المختلفة.
لمعلوماتك...
◄30% خسائر قطاع الاتصالات العربى جراء الأزمة العالمية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة