حلمت أمانى أن ترتدى فى يوم ما فستاناً لونه موف كما الموضة, وأن تصبح عيناها بلون الفستان, وحلمت أيضاً بعينين خضراوين كلون التى شيرت الجديد, ومرة ثالثة حلمت بعينين زرقاوين بلون الإكسسوار الذى كانت ترتديه.
الأحلام الملونة لأمانى طالبة ثانوى التمريض الإسكندرانية «16 سنة» لم تدم طويلاً, فقد تحوّل الحلم إلى حقيقة سحرية تتألف من لينسز صينية لا يتجاوز سعرها الـ25 جنيهاً فقط لا غير.
تحذيرات الكثيرين بعدم استخدام تلك العدسات الرديئة وضرورة استشارة الطبيب, لم تثن أمانى عن المضى فى قرارها بارتداء اللينسز ولمدة 6 أشهر كاملة كانت خلالها تنتشى بكلمات الإعجاب التى يصرح بها البعض, ويلّمح بها البعض الآخر من الأصدقاء, والجيران, وحتى المارة بالشارع!
وهكذا أصبحت أمانى تمتلك مع كل بداية جديدة ليوم جديد عينين, جديدتين أيضاً وبدون أن تتكلف مبلغاً يتراوح ما بين 150 و 200 جنيه، هى ثمن عدسات طبية جديدة, حتى جاء يوم جديد ذهبت فيه أمانى لترتدى عدساتها كالمعتاد إلا أن السعادة المتوقعة والمتجددة مع كل مرة ترتدى فيها اللينسز, تحولت إلى صرخة مروعة على إثر ألم بعينها اليسرى, انتفض لها قلب والدتها التى اصطحبتها على الفور إلى مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية, وهناك تدهورت حالة أمانى فاصطحبتها والدتها مرة أخرى إلى طبيب شهير بشارع فؤاد كتب لها علاجا بمبلغ 150 جنيها كل 3 أيام وكانت الصدمة فى التقرير الطبى الصادر عن مستشفى جامعة الإسكندرية الذى أكده تقرير مستشفى الرمد العام بحدوث عتامة بالعين اليسرى, نتيجة الإصابة بقرحة بكتيرية صديدية شديدة تتطلب عملية ترقيع قرنية تتجاوز تكلفتها مبلغ 15 ألف جنيه!
ضيق ذات اليد لوالد أمانى الذى يعمل سائقاً باليومية, ألجأتهم إلى التأمين الصحى التابع لمدرستها بسيدى بشر, وهناك أخبروها بضرورة انتظار دورها فى الجراحة بعد عام أو اثنين على الأقل. معاناة أمانى تتزايد فى ظل الانتظار, فالعين اليسرى عليها ضمادة لحمايتها من الالتهابات, والعين اليمنى التى ترى بها أمانى الدنيا أصابها هى الأخرى ضعفً شديد بالإبصار.
ترى هل تطول رحلة أمانى وأسرتها فى البحث عن حل سريع بتكاليف أقل؟! فصول مأساة أمانى التى بدأت بـ«لينسز» بألوان الطيف, هل يمكنها أن تنقشع بطيف من أمل فى العلاج والشفاء وعودة الإبصار لعينها اليسرى مرة أخرى؟!
سؤال يحتاج إلى إجابة عاجلة قبل فوات الأوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة