«الضو» هوالاسم الأكثر شهرة فى مجال الزار ولف التنورة, شارك فى العديد من الأفلام السينمائية التى كان أهمها «أمير الدهاء»، و«الإنس والجان»، و«30 يوم فى السجن»، ولأن محمود ورث المهنة عن أبيه، فقد استطاع أن يشارك فى فيلمى «سوق الحريم», و«أشياء لا تشترى» وهو طفل لا يتجاوز السادسة. يقول: «أيامها كان الزار حقيقيا، وكانت الناس مخلصة وفيه ناس جسمها «معذور»، عشان وقعت فى الحمام ومسها الجن. ويؤكد الضو أن الكثير من الأطباء كانوا ينصحون الناس بدق الزار للخلاص من آلامهم التى لا يجدون لها علاجا.
انقرض الزار هذه الأيام، ولم يعد هناك إلا قلة قليلة من الذين يقدمونه كشكل من أشكال الفلكلور، أما قديما فيحكى الضو «زمان كانت الناس بتعمل الزار كنوع من الدلع ،عشان ترقص وتتمايل على أنغام الدفوف لكن كان فيه طبقات بتعمله عشان تسدد ديونها، لأن النقطة من أساسيات الزار» ثلاث فرق فقط هى التى تقدم الزار، فرقة الصعيدى التى تقتصر على السيدات فقط، وفرقة الطنبورة التى اتخذت اسمها من الآلة التى يعزفون عليها، أما الثالثة فهى فرقة «أبوالغيط» التى كان يعمل بها الضو.
«الست الكبيرة»، و «ياورابى»، و«جادو» الأسماء التى يطلقها العاملون فى الزار على الجن.
و«جادو» حسب تعريفهم، هو الجن الذى يتواجد فى دورات المياه لذلك فقد ترسخ فى عاداتنا ألا نتحدث أو نسكب المياه الساخنة على أرضية دورات المياه خوفا من هذا الجن. وتذبح فرقة الزار بعض الطيور لـ«جادو» ليلا، تأكلها صاحبة الزار وتأخذ شيخة الزار جزءا منها، كما يضعون الملبس والشموع ولا يدخل أحد الحمام خلال هذه الليلة.
«ديك البواب»، من الطلبات التى تطلبها فرقة الطنبورة قبل أن تبدأ فى دقة الزار, تذبحه الفرقة لتلطخ بدمائه «عروس الزار»، أو التى يقام الزار من أجلها ثم تتناوله الفرقة.
«ليلة الست الكبيرة»، هى الليلة التى تقوم فيها «الكودية» رئيسة الفرقة، بالطبل على الوسادات لإخراج جن «الست الكبيرة»، حيث يمسك أحدهم الصاجات ويقفز يمينا ويسارا، بينما تتولى سيدة أخرى مهمة «التفقير».لم يعد محمود الضو يمارس أعمال الزار منذ أكثر من 15 سنة، ويبرر ذلك قائلاً: «المهنة دى لمت، دلوقتى الحرامى والعربجى ده غير الناس اللى لها أغراض تانية».
كما أنه رفض أن يعمل أولاده فى مجال الزار، أو حتى لف التنورة «الزار ده خيره علينا لكن مبقاش يأكل عيش دلوقتى ولا يفتح بيت» لذلك يعمل محمود الضو عاملا فنيا فى أحد المستشفيات الحكومية. تتكلف ليلة الزار الكثير، فإلى جانب الذبائح التى تقدم للجن, تحتاج عروس الزار إلى تغيير ملابسها مع كل أغنية من أغنيات الزار، فالبداية تكون بجلباب وطرحة باللون الأبيض.
إما إذا كانت مسيحية فترتدى عباءة سوداء، مرسوم عليها صليب حيث يغنون لها أغنية «الدير الدير يا ديارة». «ياورابى» هو خادم طيب غير مؤذٍ، يرتدون الألوان المبهجة وهم يغنون له «ياورابى دا انت عايق يا ورابى والروايح بمسك فايح».
«الجن عددهم كبير، ومتخصصون فى حاجات معينة زى الجن اللى بيفتح الكنوز، وهو جن عنده ألف سنة، بمجرد أن يلمس الزئبق الأحمر يعود إلى سن الرابعة عشرة» هكذا قال الضو فى نبرة، تؤكد يقينه من وجود هذا الجن. من أصعب المواقف التى شهدها الضو خلال حفلات الزار التى عمل بها, كانت وفاة إحدى السيدات بعد انتهائهم من الزار، وكانت لا تتجاوز الخامسة والأربعين من عمرها.
بعد سنوات طويلة عمل خلالها محمود الضو مع أبيه فى الزار، يرفض الآن أن يعمل فى هذا المجال قائلاً: «لو دفعولى ملايين عشان أعمل زار تانى استحالة أوافق» بل إنه يشعر باختناق كلما فكر أن يعود إلى العمل به مرة أخرى.
الزار زمان كان فن.. دلوقتى بقى شغلانة الحرامى والعربجى واللى ليه أغراض تانية
«جادو» عفريت.. و«ياورابى» عفريت.. و«الضو» كان بيطلّع العفاريت.. طب بطلت ليه يا ضو؟ قالك: المهنة لمت
الجمعة، 06 مارس 2009 12:00 ص
الضو يشعر بالاختناق من الزار بعد ما كان بيطلع العفاريت
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة