حصلت «اليوم السابع» على 357 وثيقة خطيرة من الأوراق الشخصية لنبيل البوشى والخاصة بالمراسلات الداخلية لشركة أوبتيما، والتى تكشف كثيرا من الأسرار الخاصة بالمتهم الهارب إلى الإمارات..
وكشفت الوثائق التى حصلنا عليها وسننشر تفاصيلها فى العدد القادم عن علاقات للبوشى مع عدد من الأشخاص والشركات الكبرى، منها شركة إعمار مصر ويمثلها حسين عبدالله رئيس قسم المشتريات والمبيعات بالشركة، وذلك بعد أن طلب البوشى الاشتراك فى مشروع «مراسى» التابع للشركة، والتى أعربت عن دواعى سرورها ورغبتها فى فتح مزيد من آفاق التعاون بينها وبين البوشى، وقد اتفق الطرفان على تحرير عقد الانتفاع للمشروع فى أواخر مارس 2007 كما ورد فى نص الرسالة.
وكان البوشى ينفق ببذخ على نفسه وأشار أحد الخطابات من مجموعة «أحمد صديقى وأولاده» لخدمة وإصلاح الساعات السويسرية فى دبى إلى أن البوشى قد قام بإصلاح «أوستيك» ساعته فقط بمبلغ قدره 13 ألف درهم.
وعندما شعر البوشى بتراجع استثمارات الشركة أرسل خطابات «طمأنة» باللغة الإنجليزية للمودعين يوضح فيها أسلوب العمل فى شركة «أوبتيما» ونسبة الفائدة التى يحصل عليها المودع بالأرقام والحسابات، ويكشف خطاب شخصى منه أنه خدع ضحاياه عبر خطابات عن حجم نشاط الشركة الضخم فى سوق المال والبورصة منذ تأسيسها فى عام 1993 ومكتبها الرئيسى فى القاهرة ولها فرعان الأول فى دبى والثانى فى الكويت، «نحن نضارب بالأساس فى سوق بورصة نيويورك، واليابان، ومصر، وبورصات سوق الخليج..».
وقال البوشى فى مراسلاته إن استثماراته فى الأسواق الدولية حققت نجاحا بالغا بعوائد فردية تتراوح ما بين 30 % و 60 %. وتعهد فى خطاباته للعملاء بضمان رأس المال بأقل نسبة للمخاطرة والخسائر، وأن يحصل كل عميل على تقرير حول قيمة محفظته المالية فى السوق وفق آخر التطورات الحالية، ومن ثم رأس المال المستثمر، وتكون للعميل الحرية الكاملة فى توسيع أرباح أمواله أو تقليص حجم وفرص رأس المال المستثمر، ويؤكد فى خطاباته «هدفنا الأساسى هو تعظيم ربحك».
ويقول أحد هذه الخطابات «ومن منطلق الشفافية التى تحكم معاملتنا، فالعميل يتم إخباره بكل عملية بيع أو شراء تنفيذية وكل عميل يحصل على «اسم مستخدم» ورقم سرى يدخل من خلاله على حسابه الخاص على موقعنا على الإنترنت وليراجع بنفسه الحسابات، والعمليات التى تتم، وقيمة محفظة الأوراق المالية وعند تنفيذ صفقة (بيع أو شراء أسهم وسندات) يتم إرسال عملية «تأكيد» بالبريد الإلكترونى أو الفاكس للعميل.
بعد سقوط نبيل البوشى والقبض عليه ادعت زوجته نسرين المناوى عدم معرفتها بعمليات النصب التى قام بها البوشى، كما نفت وجود حسابات مشتركة مع زوجها وأيضا أنكرت معرفتها بحسابات البوشى التى يستخدمها كوعاء مالى يتلقى عليه المبالغ المالية ويحولها للخارج.وهو ما تكذبه الوثائق والخطابات الشخصية.. فمن بين ما لدينا من أوراق خطاب صادر من بنك hsbc يفيد إيداع لأحد العملاء واسمه سمير سعيد غريب محمد بتاريخ 15 أبريل 2008 ملبغ مالى قدره 150 ألف دولار فى حساب مزدوج خاص بنبيل البوشى وزوجته نسرين.
تضمنت الأوراق والوثائق التى حصلنا عليها كل رسائل البريد الإلكترونى المتبادلة داخل الشركة والرقم السرى لـ12 مساهما فى الشركة بينها البريد الشخصى للمهندس أمين أباظة وزير الزراعة وثمانية من المديرين التنفيذين للشركة فى القاهرة ودبى. وعلى صعيد متصل كشفت عبير عبد السميع عبد الكريم مديرة أعمال نبيل البوشى، أنها كانت تشاهد فى «مرات قليلة» وزير الزراعة أمين أباظة يحضر إلى شركة أوبتيما لأنه كان عضوا بمجلس الإدارة بها، وأكدت عبير فى اتصال تليفونى باليوم السابع أن فكرى بدر الدين لا علاقة له بعمليات النصب التى قام بها نبيل البوشى، بل إنه ضحية من ضحاياه، مشيرة إلى أن البوشى كان يتعمد تغييب بدر الدين واستخدام اسمه فى بعض التعاملات المالية بحكم الشراكة بينهما، كما أكدت عبير أن البوشى «ضحك على فكرى وأخد فلوسه وفلوس ولاده» على حد تعبيرها.
وكشفت عبير أن البوشى نفسه كان يعرض على المودعين استثمار أموالهم وبتفصيلات وضمانات استثمارية وليس كما يقال إن الضحايا هم الذين كانوا يرغبون فى توظيف أموالهم لديه، بحثا عن الربح السريع، خاصة أن المودعين كانت تسرب إليهم معلومات عن طريق بعض الأفراد والأصدقاء تشير إلى أن «شركة أوبتيما» هى نفس الشركة التى تعمل فى البورصة المصرية، وكان المودعون يتفقون معه على مدة استثمار معينة فى غضون شهور، وبناء عليه يتم تحرير عقد بينهم وبينه على بنك الشركة المصرية العربية الدولية باسم السادة شركة أوبتيما جلوبال، جلوبال هولدنج المحدودة رقم 1127922 وعلى ورق الشركة ومذيل بعناوينها وتلفوناتها وفاكساتها.ونفت عبير أى علاقة لها بحسابات البوشى فى البنوك، وهو ما وجدته النيابة على جهاز الكمبيوتر لاب توب الخاص بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة