"أنا بطبيعتى مسالمة، وأحب الناس أن يعيشوا فى سلام، ومرة عرفت أن هناك مجموعة من اليهود العجائز الذين كانوا يعيشون فى مستوى معيشى متدن، ويعانون من الخوف والجوع وقد اقترحت على الرئيس السادات أن يمد لهم يد العون والمساعدة، وذهبت لهم بنفسى وقدمت لهم المساعدة المالية والمعنوية".. هكذا تحدثت جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات خلال لقائها مساء أمس الأربعاء، مع الإعلامى جمال عنايت فى برنامج "على الهواء" والذى يعرض على قناة "أوربت".
وأضافت جيهان أن الرئيس السادات تعلم منذ طفولته فى مدارس الأقباط فى المنوفية، وأشارت إلى أنها كانت متأكدة من أنه سيقتل بعد عملية السلام، حيث أنه لوح لها بأنه سيقتل يوماً وكان ظاهرا ذلك فى كلامه، وكرر ذلك ثلاث مرات فى الشهر الأخير الذى قتل فيه، وقال: "أنا أديت واجبى وحاسس أنى هأقابل ربنا"، وكرر الجملة ثلاث مرات فى شهر أكتوبر الذى قتل فيه، وتعود جيهان بذاكرتها إلى الوراء، وتؤكد أن بيجن اعترف بأنه كان لا يحب السادات، لكنه كان يحترمه، وكان لديه نية للسلام وهو ما صرح به السادات.
وحول قضية السلام، وضحت جيهان أن العرب ضيعوا قضية السلام منذ أن رفضوا دعوة السادات لحضور مينا هاوس، ولولا هذا الرفض لأصبح السلام ممكناً، وأن الفلسطينيين أضاعوا أثمن فرصة فى حياتهم بسبب رفضهم دعوة السادات لإجراء مفاوضات سلام مع الإسرائيليين، ولافتة إلى أن ضرب الصواريخ على إسرائيل من غزة هو السبب فى فقدان إسرائيل الثقة فى الفلسطينيين. كما أن عدم توحد الفصائل الفلسطينية يقوض فرض إجراء مفاوضات السلام مع الإسرائيليين.
وقللت جيهان من أهمية حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وطالبتهم بالتفاوض أولاً، بل تصف المقاومة الفلسطينية انطلاقاً من غزة بـ"حرب العصابات" ومشروع حماس لتحرير فلسطين هو فى اعتقادى أحلام لأنها لا تملك القوة أو الإمكانية لتحقيق ما تنادى به ومشروع فتح هو الأقرب للتطبيق. ويجب أن تكون الهدنة بين الفلسطينيين واليهود لمدة عام وخلالها يمكن إجراء مفاوضات للاتفاق على بنود سلام. كما أن الرئيس الراحل ياسر عرفات وافق على اقتراح السادات بإجراء مفاوضات سلام، لكن الرموز القيادية الفلسطينية المحيطة به ضغطت عليه ودفعته للرفض مرة أخرى.
وعلقت جيهان على سؤال جمال عنايات، من أن إسرائيل تماطل الآن فى الاستجابة للمبادرة العربية المطروحة؟ قائلة: إن المماطلة شئ طبيعى لأن الفلسطينيين أنفسهم مقسمين وفرصهم فى الحصول على مكاسب مادية ومعنوية تقل يوماً بعد يوم وإسرائيل قوة لا يستهان بها، والقول بأنها كيان سيزول يوما ما، شعارات جوفاء وضرب من الخيال فإسرائيل قوة "وقوة كبيرة كمان". وأضافت: يجب استغلال مجئ أوباما لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى على اعتبار أن أوباما صرح بأنه جاء لتجميل وجه أمريكا أمام العالم.
وحول كتابها الجديد، ذكرت جيهان أنها كتبته لإيمانها بأن السلام قادم لا محالة، فالأردن عقدت سلاما مع إسرائيل ومنذ تلك الاتفاقية لم تحدث أى مناوشات بين الطرفين، كذلك لم يحدث منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل أى مناوشات أو صراع، فهناك احترام للاتفاقيات والعهود.
قالت إن المقاومة فى غزة "حرب عصابات"..
جيهان السادات: إسرائيل تحترم العهود والاتفاقيات
الخميس، 05 مارس 2009 12:55 ص