تظاهر آلاف السودانيين اليوم، الخميس، اعتراضاً على قرار توقيف الرئيس البشير، فى الوقت الذى قالت فيه واشنطن إنها تدرس كيفية التعامل مع حكومة الخرطوم بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية.. جاء ذلك بينما أدانت حركتا الجهاد وحماس القرار، منتقدتين ما وصفتاه بسياسة "الكيل بمكيالين".
وانضم البشير إلى آلاف المتظاهرين وسط الخرطوم فى ساحة الشهداء، وردد الحشود شعارات مؤيدة للبشير لليوم الثانى على التوالى، منددين بالولايات المتحدة وبريطانيا و"اليهود" وبالمدعى العام فى المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو.
وقال البشير إن مذكرة اعتقاله لا تستهدف السودان فحسب، بل تستهدف كل الدول التى ترفض سياسة الإملاءات، مشيراً إلى أن النظام الدولى الجديد يريد إعادة الاستعمار مرة أخرى لإفريقيا عبر محكمة الجنايات وبعض المؤسسات الأخرى. وأوضح أن هذه المحكمة طالت اليوم السودان، ثم بعد ذلك دولا أخرى على طول الخط من أجل إعادة السيطرة والهيمنة على القارة.
وفيما قالت الخارجية الأمريكية إنها تدرس سبل التعامل مع حكومة البشير، طالبت حركتا حماس والجهاد بإصدار مذكرات توقيف بحق الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز وعدد آخر من المسئولين الإسرائيليين، الذين وصفتاهم بـ"مجرمى الحربِ" الذين ارتكبوا مجازر وحشية وجرائم حرب ضد الشعبين الفلسطينى واللبنانى. ووصفت الحركتان قرار توقيف البشير بـ"القرار السياسى الخبيث".
كان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جوردون دوجيد، قال مساء أمس الأربعاء إن واشنطن تنظر بعناية فى كيفية الاتصال بمسئولى الحكومة السودانية بناء على الحاجة إلى المساعدة فى حسم هذه الأزمة، مؤكداً أن السفارة الأمريكية فى الخرطوم تمارس أعمالها بشكل عادى وأن جميع الرعايا الأمريكيين بسلام، وأن المظاهرات التى جرت فى الخرطوم أمس الأربعاء، لم تشهد أى أعمال عنف.
وعن مطالبة المنظمات الدولية العاملة فى السودان بمغادرة البلاد، قال دوجيد إن هذا أمر لابد وأن الأمم المتحدة تعكف على تنظيمه. وعما إذا كان من الممكن أن تلقى الولايات المتحدة القبض على الرئيس البشير إذا دخل الأراضى الأمريكية رغم أن واشنطن ليست من الموقعين على ميثاق المحكمة، قال المتحدث إن هذا سؤال تكهنى لأنه لا يتوقع فى الأساس أن يدخل البشير الولايات المتحدة، ولذا فلن يجيب على السؤال إلى أن يحدث ذلك.
فى اليوم التالى لقرار توقيف الرئيس السودانى..
البشير ينضم لمؤيديه.. واشنطن تدرس وحماس تدين
الخميس، 05 مارس 2009 11:42 ص