البشرى: مصر بلد محتل يجب إنقاذه

الخميس، 05 مارس 2009 03:33 م
البشرى: مصر بلد محتل يجب إنقاذه البشرى يحذر من أوضاع مصر المتردية
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المستشار طارق البشرى، أنه رغم عدم وجود احتلال أجنبى، إلا أن مصر محتلة من خارج الحدود القطرية، لأن لكل بلد أمنه القومى المرتبط خارج هذه الحدود، ولابد أن ننظر إلى مصر على أنها بلد محتل ونتعامل على هذا الأساس، جاء هذا فى الندوة التى عقدت أمس، الأربعاء، فى منتدى محمد عودة بنقابة الصحفيين بعنوان "محنة الأمة"، والتى أدارها الروائى الكبير بهاء طاهر، والتى ناقش فيها أوضاع مصر الداخلية والخارجية التى لخصها فى قوله: البلد فى محنة والجميع يدرك ذلك، ويكاد لا يوجد فى مصر إلا 150 فردا لا يشعرون بها، والكل ينتظر الفرج.

وفى تحليله لأوضاع مصر الخارجية والعالم المحيط بها قال البشرى: أحد وظائف إسرائيل الأساسية هى تهديد الأمن القومى المصرى، لأنها دولة توسعية وذات قدرات نووية وقادرة على ردع مصر، بينما السودان يتفكك الآن والبحر الأحمر وباب المندب مسكون بالقراصنة، وحتى الاتفاقية التى وضعتها ليفنى مع كونداليزا رايس 16 يناير الماضى، جعلت المياه الإقليمية والشاطئ الشرقى فى مصر تحت السيطرة والرقابة.

وفى تحليله الاجتماعى للأزمة قال، إن الشعب المصرى كان يجتمع قبل 1984 على أساس وطنى، وتجمعوا بعدها على أساس أيديولوجى، وهو ما أدى إلى مشاكل كثيرة، منها انشغالنا بأزمات غير ذات أهمية مثل رواية حيدر حيدر وصحيفة النبأ وأحد المشلوحين داخل الكنيسة، فى الوقت الذى كان يحدث التفكك داخل مصر.

وعن تحليله لمصر منذ عهد الثورة حتى اليوم، أشار إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر أورثنا دولة بها جهاز إدارى متطور، ولكن مع مجتمع مدنى ضعيف، ولكن ماحدث فى الفترة من 75 حتى 90، والقوانين التى عدلت فى الفترة من 1990 حتى 1999، أدى بنا إلى ضعف الجهاز الإدارى بما سيؤدى فى المستقبل إلى وجود ديمقراطية، ولكن عدم وجود من يدير المؤسسات، وأكد البشرى أن الاستعمار نستطيع أن نقف أمامه لكن فقد الخبرات والمؤسسات التى أقمناها لمدة 50 سنة، وبدأنا نفقدها بسهولة فى السنوات الأخيرة مع عدم وجود بديل، هو كارثة ليس لها حل، لأن بناء خبرات يحتاج إلى وقت طويل ويصعب علينا أن نسترجعها، واعتبرها "البشرى" فترة ممن الضياع لو استمرت لعشر سنوات مقبلة "هنروح فى داهية".

وفى إشارة إلى القوانين التى أدت إلى تفكيك المؤسسات، قال إن قانون 203 لسنة 1991 أدى إلى فقدان الإدارة فى الوظائف العامة لاستقلاليتها، وكذلك قانون 5 لسنة 1991 الذى أدى إلى فقدان طبقة الموظفين استقلاليتهم وضمان وجودهم، وتحولت العلاقة بين رئيس ومدير فى العمل ومرؤوس لديه صلاحيات كبيرة تجعله يبدى رأيا مخالفا، إلى علاقة بين رئيس وتابع له، مؤكدا أن إحساس الموظف أن عمله وإدارته للعمل "سنة بسنة" سيؤدى إلى غياب المشروعات المهمة والكبيرة والقرارات الضرورية، وأوضح أن مشروع السد العالى الذى أنجز فى عهد عبد الناصر، هو مشروع ونموذج للإدارة الناجحة التى تخطط، حيث كان المشروع فى أدراج الموظفين، ولو كانت إدارتهم للعمل كالنظام الحالى فى مصر، ما كان المشروع سيتم أصلا.

وأضاف البشرى أن سببا آخر أدى إلى حالة التدهور التى حدثت فى مصر فى السنوات الأخيرة، هو زيادة الأسعار إلى 20 ضعفا فى الوقت الذى زادت فيه المرتبات من (3-5) أضعاف، فصارت الأجور لا تكفى إلا لربع حياة إنسان، مما أدى إلى أن يبحث الأمناء الذين لا يسرقون عن وظائف أخرى يعملون فيها بما يؤثر على العمل الرئيسى، فهناك عدم انتماء إليه، لأنه عندما توزع القدرات الإنسانية والمعنوية والذهنية على أكثر من جهة يفقد العامل الباعث على العمل بما يؤدى إلى تفكك أسرع للمؤسسات.

وفى محاولة لبحث الخروج من الأزمة قال، إنه لابد من عمل جماعى للخروج من الأزمة وعمل تشكيلات تنظيمية، وهذا التنظيم يحتاج إلى إدارة من أجل مقاومة التفكيك الحادث فى مصر ومقاومتها، مؤكدا أن الحركات الاحتجاجية فى الثلاث سنوات الماضية لو حدثت فى ثلاثة شهور فقط، كان حدث تغيير شامل وكامل فى مصر، مشيرا أن لدينا فى مصر خبرات تاريخية نستطيع أن نتعامل بها مع الحاضر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة