عمر عبد العليم

"الجنائية" والبشير .. مؤامرة دولية وتخاذل عربى

الأربعاء، 04 مارس 2009 05:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذكرت المحكمة الجنائية الدولية دورها فجأة، وظهرت بحلتها الجديدة تطالب برأس البشير باعتبار أنه ارتكب انتهاكات بحق الشعب السودانى فى دارفور.. فما لبثت المحكمة أن انتهت من تبرئة زعيم صرب البوسنة السابق، رادوفان كاردجيتش من معظم جرائمه التي ارتكبها بحق شعب البوسنة والهرسك، خاصة بعد اعترافه بأنه كان على صلة تنسيقية بالدبلوماسية الأمريكية، إلا والتفتت للبشير وأصدرت مذكرتها بتوقيفه .

وقبل وخلال إصدار المذكرة.. تباينت الأدوار الدولية، الخفية منها والمرئية، فى ظل أحداث وظروف كاحلة تمر بها القارة الأفريقية بشكل عام والسودان بشكل خاص. فعمليات القرصنة زادت فى الصومال، قبل أن تهدأ نسبيا بعدما نالت الولايات المتحدة مرادها من مجلس الأمن، الذى استصدر قراراً يتيح لقواتها تعقب القراصنة (المزعومين) داخل الأراضى الصومالية فى مخالفة لمبادئ القانون الدولى العام..

وفى ضوء أن منطقة القرن الأفريقي تمثل عمقاً كبيراً بالنسبة للسودان، تظهر أهمية أن تتواجد القوات الأمريكية عسكرياً فى تلك المنطقة، ومن قبل ذلك بسنوات كان تعيين سيلفا كير نائباً لرئيس السودان بعد اغتيال جون قرنق رئيس حكومة الجنوب خطوة على طريق تفكيك السودان ووضع قدمه على مشارف حرب أهلية جديدة قد ينتج عنها تدخل دولى فى السودان، وهو مابدأت أولى خطواته بقرار المحكمة الجنائية الأخير.

ما سبق رصده، يؤكد أن القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قادرة على تطويع المنظمات الدولية لخدمة سياساتها الاستيطانية والتوسعية فى المنطقة، فكيف الحال إذا ما استيقظنا ذات يوم على قرار من المحكمة الجنائية يطالب بمحاكمة أى من الزعماء العرب،إذ يوجد أكثر من بلد عربى به أقليات، وتحدث فيه انتهاكات لحقوق الإنسان..

إن المحكمة الجنائية التى رفضت قبول أى دعوى لمحاكمة إسرائيل تحت ذريعة أن الأخيرة لم توقع على ميثاق المحكمة وبهذا تعتبر المحكمة غير مختصة للبت فى قضايا الإبادة التي قام بها الجيش الإسرائيلى فى غزة، نسيت أو تناست أن السودان أيضا يسرى عليه هذا الموقف، حيث لم يوقع هو الآخر على ميثاق تلك المحكمة..

وفى الوقت الذى تجاهلت فيه المحكمة الجنائية أكثر من 300 منظمة حقوقية عربية ودولية طالبت بمحاكمة قادة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى غزة، تجاهل مجلس الأمن كل التحركات العربية والأفريقية من أجل استخدام حقه فى تأجيل قرار المحكمة لمدة عام، ولم تلتفت المحكمة لأى مجهودات عربية فى هذا الصدد، كما لم تلتفت من قبل لأى جرائم إبادة ارتكبت فى العراق أو فى فلسطين أو أى بلد شاء قدره أن تنتهك حقوق شعوبه على يد قوات أمريكية أو إسرائيلية. وهكذا صرنا كالحشيش الذى يداس تحت أقدام فيلين إذا تعاركا أو تحابا، كالمثل الإنجليزى الذى يقول "When two elephants fight, the grass suffer; and, when the same two elephants make love, the grass also suffer." .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة