أكد أحمد سليمان، عضو مبادرة سلام دارفور، إحدى منظمات المجتمع المدنى السودانية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن العالم كله يصور مأساة غزة وينشر صور الدمار هناك، حيث ترى البيوت والأبنية المدمرة، بينما فى دارفور لا يوجد حتى الطوب الذى يمكن تدميره، فالأوضاع هناك أسوأ من غزة مائة مرة وهم يتعرضون لخطر انتشار الأوبئة بين كل سكان المنطقة، فضلاً عن القتل بالآلاف منذ سنوات دون أى اهتمام عربى بما يجرى.
وقال سليمان إن دارفور فى طريقها للدخول فى كارثة إنسانية إذا لم يتم التدخل بشكل فورى من المجتمع العربى والدولى نتيجة طرد البشير لمنظمات الإغاثة الدولية فى السودان، لاتهامها بالتجسس وتزويد مدعى المحكمة الجنائية الدولية بمعلومات خاطئة عن الوضع فى دارفور. وأشار إلى أن كمية الطعام والشراب فى دارفور ولدى معسكرات النازحين واللاجئين داخل دارفور وخارجها وعلى الحدود الخارجية للسودان، ستنفد خلال أسابيع، مما سيعرض ملايين من أهل دارفور واللاجئين لمخاطر الجوع والعطش.
وأضاف أن المصيبة الكبرى ستأتى مع حلول فصل الخريف، حيث تهطل أمطار بغزارة شديدة، فتهدم خيام اللاجئين التى يسكنون بها، بالإضافة إلى أنه بعد هطول تلك الأمطار يأتى البعوض بكثرة على مناطق دارفور فيصيب سكان المنطقة وأهالى المعسكرات بأوبئة خطيرة مثل الملاريا ومضاعفاتها والتيفود وأخيراً الكوليرا، مما قد يعرض أهالى تلك المنطقة للفناء بالكامل نتيجة انتشار تلك الأوبئة، خصوصاً أن الطرق تنقطع أيضاً بسبب الأمطار الغزيرة بين دارفور ومعسكرات اللاجئين والمدن الأخرى.. مؤكدا أنه "لا توجد منظمات أو حكومات سودانية أو عربية أو إسلامية تملك نصف إمكانات المنظمات التى طردت".
وأوضح أن المنظمات الدولية المطرودة لم تكن مهمتها توفير الطعام والشراب فقط، بل توفير دعم تعليمى فقامت ببناء خيام كفصول للتعليم، ودعم بيئى، فكانت تقوم برش المزروعات لمنع مجىء البعوض، ودعم طبى عن طريق تقديم الأدوية، ودعم معيشى عن طريق تدعيم وتقوية خيامهم، وتوفير "المشمع" أثناء موسم الخريف لحماية مساكنهم من الأمطار.
وعن دور المنظمات العربية، أكد سليمان أن دورها يعد ضعيفاً جداً، والسبب فى ذلك أن تلك المنظمات تتحكم فيها الحكومات، حيث إن الجانب السياسى فى قضية دارفور يفسد الجانب الإنسانى، فالبشير إذا كان يريد أن يحافظ على حكمه يجب أن يراعى شعبه ويهتم به، ولكن من أجل المصالح السياسية، تناسى الجميع حماية الإنسانية فى تلك البقعة من العالم.
الناشط الحقوقى أحمد سليمان