الحكومة الثانية والثلاثين فى تاريخ إسرائيل والأوسع ائتلافا والأكثر تطرفا من بين كل الحكومات الإسرائيلية السابقة، سيتم الموافقة عليها مساء اليوم، الثلاثاء، لتنال ثقة الكنيست، وتصبح رسميا حكومة إسرائيل المقبلة بزعامة بنيامين نتانياهو الأكثر تطرفا من بين رؤساء وزراء إسرائيل السابقين.. فى الوقت نفسه تستعد الفصائل الفلسطينية لاستكمال حوار المصالحة غدا الأربعاء، بالقاهرة، والذى تعثر نتيجة الانقسام والاختلافات بين الفصائل. فهل ستنجح الفصائل الفلسطينية هذه المرة فى رأب الصدع الفلسطينى الفلسطينى لمواجهة الحكومة الإسرائيلية المتشددة؟
الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الفلسطينية، يرى أن موضوع المصالحة الفلسطينية هو شئ غير مؤكد لأنه "حوار بلا قرار" فهم يجتمعون ويتناقشون ولا يحدث أى اتفاق وتصبح الخلافات على أمور صغيرة هى السائدة فى كل اجتماعاتهم.
"الفصائل الفلسطينية لن تتوحد" هكذا يؤكد غطاس موضحا أن تعنت كل طرف فى موقفه وعدم إبداء أى نوع من التليين لإتمام المصالحة الفلسطينية لمواجهة تلك الحكومة الإسرائيلية المقبلة، والتى تضم أكبر كتلة يمينية متطرفة لا تسعى إلى السلام فى إسرائيل، حيث ستحظى هذه الحكومة المتطرفة بدعم 69 نائبا فى الكنيست البالغ عدد مقاعده 120، ويتولى المتطرف المعروف أفيجادور ليبرمان زعيم "إسرائيل بيتنا" أكثر الأحزاب كارهة للعرب وللعملية السلمية وزارة الخارجية مما سيهدد بنسف أى اقتراح أو مبادرة سلام، فالمشاكل بين الفصائل الفلسطينية مازالت عميقة وضخمة، ولن يصلوا إلى اتفاق مصالحة بسهولة.
التشرذم أو الانقسام ليس بجديد على الفلسطينيين.. القضية الفلسطينية نفسها ما هى إلا تاريخ من الانقسامات والانكسارات والتشتت، بل الأنانية الفردية.
فى السياق نفسه، أكد الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مختارات إسرائيلية أن من المفترض أن يحدث اتفاق بين الفصائل غدا فى القاهرة، ولكن هناك عدة مفاهيم خلافية بينهم متعلقة بموضوع تشكيل الحكومة وكيفية إجراء الانتخابات، وإصرار حركة حماس أن تشكل الحكومة، وألا يتضمن برنامجها السياسى الاتفاقيات التى وقعتها منظمة التحرير من قبل، ويضيف جاد أن الجانب الفلسطينى الآن فى أمس الحاجة لإتمام تلك المصالحة، وإنهاء جميع النقاط الخلافية بينهم لكى يستطيعوا تلك الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
"لن تكون الحكومة الإسرائيلية القادمة أسوأ من سابقتها بالرغم من كونها حكومة يمين متطرف، فالجميع متفقون على انتهاك حقوق الفلسطينيين واحتلال أراضيهم وتهويدها وفرض الحصار عليهم"، هكذا يؤكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، مشيرا إلى أنه لا فرق بين يمين أو يسار أو وسط إسرائيلى، فالكل متفق على دعم الانقسام الفلسطينى حتى لا يستطيعوا المطالبة بحقوقهم، ويلفت الأشعل نظر الفلسطينيين أن يعووا هذا المخطط الصهيونى، بل يجب أن يتعلموا من الجو الذى أشاعته قمة الدوحة فإن العالم العربى ككل بدأ فى الانقسام لا التوحد، ولذلك لا بديل عن الاتفاق والمصالحة الفلسطينية.
