شهدت لجنة النقل والمواصلات خلال اجتماعها اليوم، الثلاثاء، برئاسة حمدى الطحان انقسامات ومواجهات بين نواب الإخوان والمستقلين ونواب الوطنى حول صفقة جرارات السكة الحديد الجديدة من قطر وليبيا، حيث شكك نواب المعارضة فى عدم مطابقة تلك الجرارات للمواصفات ووجود عيوب فنية بها مما يهدد بوقوع كارثة.
ودافع نواب الأغلبية عن وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد لدرجة أنهم وضعوا طلبات الإحاطة المقدمة من النواب بأنها كلام جرايد وتخلل الاجتماع أكثر من مشادة جانبية بين الطرفين.
وفاجأ المهندس محمد منصور وزير النقل الجميع بالحضور بعد ثلاث ساعات من بدء اجتماع اللجنة. وقام بعرض فيلم عن الجرارات المستوردة مصاحب بأحاديث لعدد من السائقين الذين أشادوا بالجرارات وسلامتها ومواصفات الأمان بها، وقال الوزير إنه لجأ إلى تقديم فيلم إيمانا منه أن الإنسان المصرى ذكى، وعندما يرى بعينه يستطيع أن يحكم على الموضوع.
وأعلن الوزير عن وصول 80 جرارا جديدا دخل 4 منها مجال الخدمة، وتم تطوير 400 عربه ركاب وعمل عمرات لـ300 جرار وسيرتفع عدد الجرارات التى تعمل فى نهاية 2008 إلى 415 جرار، وقال إنه وعد بأن يكون هناك تحسن تدريجى فى الربع الأول من عام 2008، مشيراً إلى أنه متوسط التأخير انخفض من ساعة ونصف عام 2006 إلى خمس دقائق فى خط إسكندرية 15 دقيقة فى خط الصعيد.
وقال الوزير تم تطوير 40 محطة سكة حديد وسيتم تطوير محطة رمسيس وسيدى جابر، وأشار الوزير إلى تطوير الموارد البشرية، وأشار إلى إنشاء 7 شركات تابعة للسكة الحديد تقوم بالصيانة والعمرات والنظافة والأمن وإدارة مشروعات الهيئة. وأعلن أنه تم تدبير 5 مليارات من القروض، وأكد أن الهيئة سوف تغطى استثماراتها وموازناتها ذاتياً دون الرجوع لموازنة الدولة.
وأشار إلى أهم مشكلة لتطوير السكك الحديد تتقلص فى أنه لم يتم استيراد قطع غيار منذ عشر سنوات، وكان يوجد 400 جرار مكهنة ومعظم الجرارات كان يتم استيرادها من شركة واحدة (جينرال موتورز)، ونفى المهندس محمود سامى رئيس هيئة السكة الحديدية عدم مطابقة جرارات القطارات للمواصفات. وأكد أن الجرارات آمنة، وتم تشغيله من قبل أبناء السكك الحديد على جميع خطوط الهيئة.
وأشار النائب أحمد عبده شابون (إخوان) إلى شكاوى السائقين من أبواب الجرارات أنها ضيقة وغير آمنة وارتفاعات الأبواب والشبابيك. وكراسى القيادة غير آمنة بالإضافة إلى أن قدرة الجرار أربعة آلاف حصان مع أن السرعة المقررة للسائق فى السكة الحديد تقدر بـ120 ألف كيلو فى الساعة، وتساءل الداعى لاستيراد جرارات قوتها أكبر. وأضاف أن وزن الجرار ثقيل يقدر بـ140 طنا، وهناك خطورة على الكبارى فى حالة مرور جرارين فى وقت واحد عليها بسبب الوزن الكبير وارتفاعاتها الكبيرة.
وطالب النائب سعد عبود مستقل، فى تشكيل لجنة من كليات الهندسة لفحص هذه الجرارات وتحديد مدى جودتها الفنية. وقال إن قضية تطوير السكة الحديد تسكنها فى كيفية إنفاق مبالغ التطوير، مشيراً إلى أننا لا ينبغى أن نضع الفلوس فى برميل بدون قاع. وأشار إلى أن هناك بعثة من وزارة النقل والسكة الحديد توجهت للصين لشراء 120 قاطرة وقدمت الصين عروضا بتصنيع قاطرات بالمواصفات المطلوبة إلا أن وزير النقل ألغى صفقة الصين وأرجع النائب إلى أن قرار الإلغاء سياسى.
وأضاف عبود أن قطر وليبيا تبرعتا بـ80 جرارا أو التبرع له تكلفة سياسية. ولا يمكن أن تحسب علينا هذه الكلفة بدون عائد من التبرع، مشيراً إلى أن ما وصل إلى علمه أن هذه الجرارات لم يتم تصنيعها وفقاً لمواصفات البيئة المصرية، وإنما جاءت من مخازن أمريكية، وتم إجراء تعديلات عليها أثرت على الجانب الفنى وبؤرة ارتكاز القوى، وطالب وزير النقل بالإجابة على التساؤل لماذا تم إلغاء صفقة جرارات الصين، مشيراً إلى أنه توجه بالسؤال أكثر من مرة للوزير ولم يجب عليه، وقاطع النائب على عطوة (وطنى) الحديث مطالباً بأنهم يجب كنواب أن يروا بأنفسهم الجرارات التى يتحدثون عنها ثم يقررون مدى صحة الكلام.. وتضامن معه النائب شيرين فؤاد قائلاً "حسن حاجة كل اللجنة تركب الجرارات دى علشان تبطل تشكيك.
وأضاف "أحنا نشكك فى أنفسنا حتى شككنا فى أننا مصريين"، مطالباً بالإجابة بشكل قاطع على السؤال هل الجرارات آمنة أم لا بشكل قاطع. وأضاف أن جزءا من المشكلة سببه عدم سفر السائقين المتضررين للتدريب فى أمريكا.
وقال النائب سعد خليفة (إخوان) أن ما طرحة نواب مقدمى طلبات الإحاطة لم تحمل اتهامات دائماً كانت عبارة عن تساؤلات فالجميع لديه تخوفات ويريدون أن يعرفوا الحقيقة.
وأضاف ليس من حق نائب أن يدافع عن الحكومة فى مواجهة اتهامات نائب آخر. ولكن يجب أن يترك الحكومة تتولى الدفاع عن نفسها فإذا عجزت يقوم هو بالدفع. وقال النائب محمد أبو العينين إن السائقين مثل عم محمد وعم حسين هم السبب فى إحداث البلبلة لأن الجرارات الحديثة تتطلب سائقين لديهم مستوى فنى وثقافى معين. وأضاف عندما أذهب للسوق وأريد أن اشترى دراجة أو قميصا هل أشترى صناعة أمريكية أم صينية؟
وقال النائب أحمد أبو عقرب إن وزير النقل راجل كان يعمل فى المعدات الثقيلة، مشيراً إلى أنه صاحب شركة شيفرولية، ولذلك فهو ليس بالسذاجة حتى يتعاقد على صفقة جرارات غير صالحة وهو أول شخص سيحاسب عليها.
وأضاف أن محمد منصور راجل عييه مليانة ويده نظيفة رغم أنه قليل البخت فقد تولى الوزارة ووقعت حوادث لم يكن مسئولاً عنها. وقال "لا نريد أن نشكك فى كل شىء"، ونريد أن نعطى العيش لخبازه، مشيراً إلى أن البعض يهاجم الحرب والحكومة، ثم تكون النتيجة لا شىء، وقال "إننا كنواب وطنى جئنا من أجل معرفة الحقيقة".
من جهته، قال النائب على عطوة إنه كان يتمنى أن يرى فى طلب الإحاطة الذى تقدم به النواب مسائل فنية، ولكنها جاءت سطحية للغاية. وأضاف للأسف نعمل بلبلة وإشاعات ونردد معلومات ناقصة غير مدروسة لأن هذا كله ضد الوطنية وضد صالح مصر.
ورد النائب عصام مختار (إخوان) قائلاً. هو كل اللى يعارض يبقى خارج الوطنية. البلد غرقانة فى الفساد، وسأله النائب الوطنى الدكتور شيرين فؤاد "أنت جاى راكب ولا ماشى" ورد عليه مختار كل يوم يسقط حرامية ومرتشيين، وعقب شيرين "كل حته فيها حرامية".
وطالب حمدى الطحان رئيس اللجنة من وزير النقل تسليم اللجنة تقرير اللجنة الفنية التى تسلمت صفقة الجرارات.
منصور يرد بفيلم فيديو يؤكد سلامتها..
"الجرارات" تشعل معارك بين المعارضة والوطنى
الثلاثاء، 31 مارس 2009 06:18 م
جانب من اجتماعات مجلس الشعب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة