قال إن القراصنة نقلوهم إلى 9 أماكن خوفاً من زملائهم

مذكرات بخط يد مهندس السفينة بلوستار

الإثنين، 30 مارس 2009 10:34 م
مذكرات بخط يد مهندس السفينة بلوستار بلوستار فى الميناء بعد العودة
كتب محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى اليوم الثانى وعقب العودة من رحلة مريرة فى كينيا تلقى عبدالرحمن العوا مالك السفينة بلوستار اتصالاً هاتفياً من أحد القراصنة الصوماليين يدعى «على يوسف» الذى قال للعوا إن نصيبه من الفدية كان 14 ألف دولار ويسأل العوا «هل تسامحنى فيها أم لا؟».. الاتصال التليفونى صدم العوا ولم يستطع الإجابة عنه إلا بنعم أسامحك فيها وشكراً على اتصالك.

تلك الشخصية وغيرها من القراصنة الآخرين حياتهم وأفعالهم وعلاقتهم بالبحارة والمفاوضات منذ بدايتها وحتى النهاية وكيفية تسليمها وكوابيس البحارة فى منامهم طيلة 64 يوماً.. كل هذا سطره المهندس رابع أحمد محمود عبد الحميد الفوال فى مذكراته التى حصلت عليها «اليوم السابع».

الفوال اتخذ قرار الكتابة مساء اليوم الأول للاختطاف وكانت أولى الكلمات التى سطرها «أول أيام الذل والهوان» ثم تلاها بأوصاف القراصنة وأعمارهم وطريقة سطوهم على المركب.

وعن المفاوضات بين القراصنة الصوماليين والجانب المصرى أكد المهندس إنها اتسمت بالغموض الشديد من كليهما وأحاطها الشك المتبادل، فالشركة والمسئولون المصريون عرضوا مبالغ قليلة فى البداية (حوالى 75 ألف دولار) وذلك فى اتصال هاتفى بين القراصنة وخالد عبدالرحمن العوا، رفض القراصنة وطلبوا 6 ملايين دولار أى «لح (رقم6) مليون دولار بالصومالى» ثم عادت الشركة والمسئولون المصريون ليعرضوا فدية من 100 إلى 300 ألف، ليكرر القراصنة رفضهم ويأتى عرض غامض وغير مفهوم من الشركة وهو الإفراج عن البحارة وتوصيلهم إلى بر الأمان وسفرهم وإغراق السفينة مقابل 100 ألف دولار.. وهو ما يحمل تفسيرين.. الأول أن الشركة ستغرق السفينة حتى تحصل على تأمينها والتفسير الآخر، وهو ما بدا للقراصنة، أن الشركة غير جادة فى التفاوض وكل ما سبق ما هو إلا مماطلة لغرض ما، وهو ما دفع القراصنة، بحسب ما جاء فى مذكرات الفوال، للعودة إلى حيلتهم المعتادة فى الضغط على الطاقم بإجبارهم على الاتصال بذويهم وإرهابهم إما دفع الفدية أو القتل وأعطونا مهلة أربعة أيام لتحديد قيمة نهائية للفدية، إلى أن تم ذلك بالفعل وتم الاتفاق على مليون دولار.

تلك المراحل الطويلة من المفاوضات بين القراصنة والمصريين تمت عبر شخصين هما الترجمانى «على يوسف» من جانب القراصنة والشيخ جمعة من قبل المصريين، جمعة كان الاسم الذى أصاب القراصنة بالجنون بمجرد سماعه للمرة الأولى لأنه هو شخص قريب جدا من الرئيس الصومالى تدخل من قبل فى حل أزمة السفينة المنصورة لما له من كلمة مسموعة ونفوذ كبير، المذكرات كشفت أيضا عن شخصية لها دور خفى فى الضغط على القراصنة لإنهاء المفاوضات لا من أجل عيون المصريين إنما من أجل مصلحته الخاصة.. وهذا الشخص يدعى على حبيسى وهو متعهد توريد الأكل والشراب والقات «المخدر» إليهم بنسبة ربح 300 % وكان يضغط عليهم فى كل وقت حتى يأخذ أمواله.

العديد من العقبات فى الأيام الأخيرة من الاختطاف ذكرها الفوال فى مذكراته وخاصة بعد الاتفاق على الفدية ففى البداية رفضت السلطات الكينية خروج الطائرة لمحظورية المنطقة التى ستطير إليها، وبعد الانتهاء من هذه المشكلة، ظهرت أخرى وهى تصريح سفر الطائرة وبعدها جاء استخراج تصاريح الشرطة.. حتى تم الاتفاق نهائيا على يوم تسليم الفدية وجاء أمر تحرك السفينة 11 ميلا إلى منطقة مخطاف أيل، مع وضع علامة على سطح السفينة، وفى الوقت ذاته زاد عدد القراصنة إلى المركب ووصل إلى 30 فردا إضافة إلى شخص من المطار الصومالى يدعى يوسف قام بضبط الرادارات وأجهزة الاتصال وعمل تأمين على الأجهزة الملاحية لتأمين الطائرة التى ستجلب الأموال، وفى الثانية عشرة والنصف ظهرت الطائرة وألقت البرميل الذى يحتوى على الفدية، فالتقطوه وقاموا بتقسيم الفلوس ثم بدأوا فى ترك المركب على دفعات، بعد أن نقلونا إلى 9 أماكن مختلفة وكان على يوسف الترجمانى آخر من نزل من على السفينة مودعا المصريين وقد أعطى أحد البحارة هاتفا محمولاً من نوع موتوريلا كان قد وعده به من قبل.

وكتب فيها الفوال آخر كلمات فى تلك المذكرات «نطفئ الأنوار ليلاً وندعو نهاراً خوفاً من القرصنة من جديد».

لمعلوماتك...
1 يناير بداية اختطاف القراصنة الصوماليين للمركب بلوستار





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة