أخبار الحرائق فى مصر أصبحت تتوالى يومياً، ولم تعد قاصرة على شهر يونيه "شهر الجرد والفساد"، والنيران لم تعد تفرق بين منشأة كبيرة أو صغيرة، تجارية أو خدمية، فى العاصمة أو فى المحافظات. وآخرها حتى اللحظة حريق مول "التوحيد والنور" أمس الأحد، الذى بلغت خسائره المبدئية أكثر من 20 مليون جنيه، وحريق مخازن الأخشاب بمنطقة الشرابية بالقاهرة، فمتى يتوقف مسلسل الحرائق؟ ولماذا يبدأ أصلاً؟ ومتى يعثر المسئولون على شماعة جديدة غير "الماس الكهربائى" لإلقاء اللوم عليه؟.
95% من المبانى خارج كود الحرائق
المهندس أحمد مطاوع، استشارى الوقاية ومكافحة الحريق يرى أن أهم أسباب انتشار الحرائق، وعدم القدرة على احتوائها فى التوقيت المناسب يتمثل فى غياب منظومة مكافحة الحرائق المتكاملة فى شوارع القاهرة، وفى المبانى بكل أنواعها، وعدم التزامها بتركيب خزانات المياه وحنفيات مكافحة الحريق، وقال إن كود الحرائق المصرى بدأ تفعيله على المبانى المنشأة منذ عام 98 فقط، مما يعنى أن نسبة تتراوح بين 90 إلى 95 % من المبانى المنشأة قبل ذلك التاريخ خارج إطار تشريع مكافحة الحرائق.
هذا ويشير مطاوع إلى أسباب أخرى من بينها انتشار العشوائيات فى مناطق القاهرة، مما يؤدى إلى إعاقة دخول سيارات الإطفاء فى الأزقة والحارات، وبالتالى صعوبة مكافحة الحرائق.
ويقول إن الحصول على ترخيص لإنشاء مبنى سكنى ثم تحويله إلى مبنى إدارى أو تجارى يؤدى إلى الإخلال بتطبيق نظم الأمان الخاصة بتلك المبانى بسبب أن أنواع الحرائق تختلف حسب طبيعة المنشأة.
الإهمال وغياب الرقابة وقلة الوعى
فيما يرى المهندس إبراهيم أحمد عشرة، مدير المشروعات بشركة جماعة المهندسين الاستشاريين، أن السبب الرئيسى وراء عدم القدرة على احتواء الحرائق هو تخاذل المسئولين، وخاصة بقوات الدفاع المدنى. وقال، هؤلاء لا يقومون بدورهم كاملاً فى الرقابة الدورية على المحال التجارية وغيرها للتأكد من صحة وسائل الآمان فيها، بينما يكتفون بإصدار التراخيص من المحافظة والأمن الصناعى.
ويرى عشرة، أن حريق "جروبى" بوسط البلد وحريق عمارة رمسيس الأخير مجرد بداية لكوارث أكبر "لن نستطيع ساعة وقوعها أن نكتفى بالكلام، أو بالقول بأن الخسائر محدودة". وقال إنه لا يوجد لدينا وعى بعملية التأمين ضد الحرائق، وهناك تسيب شديد ليس أقل دليل عليه الأسلاك الكهربائية العارية المنتشرة فى كل مكان.
ويرى المهندس أحمد محمود صديق، استشارى بشركة باخوم محرم للاستشارات الهندسية، قلة وعى المواطنين يقف وراء تكرار حوادث الحريق، وقال التجار وأصحاب المنشآت لا يعرفون كيف يواجهون الكوارث، فضلاً عن تلافيها قبل وقوعها.
تنويعات على حرائق "الماس الكهربائى"
وبينما تتنوع الحرائق موقعاً، وحجماً، وتأثيراً، فإن "الماس الكهربائى" لا يزال هو المسئول الوحيد عن كل الحرائق فى مصر، حتى بات المواطنون يتوقعونه قبل أن تخرج التقارير الجنائية لتؤكد أنه كان هناك والأمثلة على ذلك أكثر من أن يتم تجاهلها.
ففى 21 سبتمبر 2008 شب حريق فى واحد من أهم وأعرق المبانى فى مصر "مجلس الشورى" واستمر لأكثر من 9 ساعات، وعجز رجال الإطفاء والطائرات عن إخماده، وعندما تمكنت الصدفة، ثم مجهودات المسئولين من السيطرة عليه فى آخر الأمر، أغلق ملف حريق الشورى على "الماس الكهربائى"
وفى مساء 26 فبراير 2009 شب حريق هائل بشارع سعد زغلول أدى إلى احتراق أكثر من 20 محل ملابس و12 سيارة، وبعد أن أطفئ الحريق مخلفاً وراءه خسائر فادحة، أعلن عن المتهم "الماس الكهربائى".
وفى عصر 16 مارس 2009 اندلع حريق فى شقتين فى الدور السابع فى عمارة يزيد عمرها على 150 عاماً، وبذلت قوات الدفاع المدنى والداخلية جهوداً وساعات للسيطرة عليه بعد أن أثار الفزع فى منطقة وسط البلد، وبعد أن ملأ الخبر العناوين الرئيسية فى الصحف ووسائل الإعلام، لم يفاجأ أحد حين أعلن عن أن "الماس الكهربائى" كان هناك.
وفى 26 مارس 2009 تفحم 4 أطفال نتيجة حدوث حريق فى شقة خالهم بالهرم، أيضاً بسبب "الماس الكهربائى".
سألنا اللواء محمد نصير المدير السابق للدفاع المدنى بالقاهرة عن سر اختيار "الماس الكهربائى" ليكون بطل كل الحرائق فى مصر تاريخياً وحتى الآن، فأجاب "ليس لدى تعليمات للحديث فى هذا الموضوع".
متى يستقيل "الماس الكهربائى" من وظيفة إشعال الحرائق
الإثنين، 30 مارس 2009 09:31 م
حريق عمارة رمسيس "صورة أرشيفية"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمحد فوزي محمحد علي
الهرم شارع زغلول مصرف حمودة
الجيزة الهرم زغلول مصرف حمودة