قمة الأكاذيب.. أيها القادة هذه تمثيليتكم فشاهدوها وحدكم.. وهذه بياناتكم فلا تصدعونا بها

الإثنين، 30 مارس 2009 10:03 م
قمة الأكاذيب.. أيها القادة هذه تمثيليتكم فشاهدوها وحدكم.. وهذه بياناتكم فلا تصدعونا بها قمة.. واجتماعات .. ومشاورات.. والنتيجة صفر
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن تقرر انعقاد القمة العربية بشكل سنوي في 2000 وصار القرار محل التنفيذ في 2001 بانعقاد قمة عمان، تحولت القمة العربية إلى شيء يشبه "مولد سيدي القمة" كل عام تتجدد الجروح، وتتجدد المناقشات، و"لا" نفاجأ باقتراح أحد القادة أو من دونه، بتأجيل القمة إلى موعد آخر تجنبا للصدامات المتوقعة، ثم ترتفع أصوات المعترضين على التأجيل منادين بضرورة عقد القمة في موعدها لكي لا نرجع إلى "القطيعة"! مع "الأخوة"! فتبدأ الزفة بتمهيد المدفعية الإعلامية، اجتماع تنسيقي لمجلس وزراء الخارجية، يصدر عنه بيان لوضع جدول أعمال القمة الذي لا يختلف كثير في كل "قمة" وفي قمة الدوحة التي يحلو لي أن أسميها "قمة الدوخة" كان جدول الأعمال مشحونا كالعادة بأهمية توحيد الصف الفلسطيني، وأهمية الوقوف صفا واحدا لمواجهة الاستعمار الصهيوني، وأهمية الحفاظ على استقلال الدول الأعضاء، وتصفية شؤونها الداخلية داخليا، وأهمية وأهمية وأهمية، ولا شيء يحدث، ولا شيء مهم.

طفح الكيل، وشربنا أكاذيبكم مرة تلو مرة، ولم نعد نحتمل المزيد من الكذب، والمزيد من التمثيل والصراخ، اثنتان وعشرون دولة باثنتين وعشرين كذبة نهديها إليكم، ولا نريد استرجاعها، فافرحوا بها وقولوا "بضاعتنا ردت إلينا"

1ـ كذبة الجيش العربي الموحد واتفاقية الدفاع العربي المشترك
(مضى على توقيعها 59 عاما ولم تنفذ حتى الآن)
حلم يراود الكثيرين منا، في أن نتشارك جميعا في الدفاع عن أنفسنا تجاه الاعتداءات الخارجية، وهذا ما تقره الأمم المتحدة التي جاء في ميثاقها بالمادة 51 أن من حق الدول منفردة وجماعة على الدفاع عن نفسها ضد الاعتداء الخارجي، وبالفعل تم توقيع "معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية" في العام 1950 وانضمت لها جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، إلا أن هذه الاتفاقية لم تنفذ ولو لمرة واحدة في تاريخ العرب، وتوالت الهزائم الجماعية والمنفردة، وتعاون "الأخوة" ضد "الأخوة" ولم يتم تشكيل اللجان العسكرية الدائمة التي تنص الاتفاقية عليها ولم يتم إعداد "الخطط العسكرية لمواجهة جميع الأخطار المتوقعة" على الرغم من أن الخطر دائما متوقع ودائم ومعروف، فلماذا الصراخ إذن.

2ـ الإرادة العربية الموحدة
( الواقع يقول أنه لا وجود لإرادة موحدة بل إرادات متنازعة)
كثيرا ما نميل إلى استخدام كلمة الموحدة في حديثنا عن المشكلات العربية، وهذا بالطبع جائز ومقبول، بحكم التقارب الجغرافي والتاريخي، لكن الصف الثاني من القادة، من وزراء خارجية ومتحدثين رسميين، ومساعديهم يستخدمون هذه الكلمة بصورة فجة وفظة، حتى أصبحت "كلاشيه" قديم يستفز الناس أكثر ما يحمسهم، فماذا تعني كلمة إرادة عربية موحدة، وهل الدول العربية تريد أن يكون لها إرادة حقيقية، ومن ثم يريدون الاجتماع وتوحيد الإرادات، وهل يحكم العرب إرادتهم أم إرادة حكامهم؟ وهل يحكم القادة إرادتهم هم أنفسهم، أم إرادة مصالحة الشخصية، وما يتلقونه من تعليمات ممن هم فوقهم، كل هذه الأسئلة المعروفة الإجابة سلفا تضع هذه الكلمة محل الاستهزاء والسخرية، الذي يناسب من يتشدق بهذه الكلمة.

3ـ السوق العربية المشتركة
اجمالى التبادل التجارى بين السعودية والصين 86.4 مليار دولار أمريكى، وبين السعودية ومصر 5ر13 مليار دولار منذ إنشاء جامعة الدول العربية سنة 1945 وفكرة السوق العربية المشتركة تستحوذ على اهتمام قادة الدول العربية "إعلاميا فقط" وما من "قمة" إلا وناقشت هذه الفكرة وبحثت في كيفية تطبيقها، وعقدت اللجان المركزية واللجان المنبثقة واللجان الفرعية، واللجان الميدانية، واللجان التحضيرية، والجان التجهيزية، واللجان التمهيدية، ولجان مراقبة اللجان، ولجان مراجعة اللجان، ولجان مناقشة اللجان، ولجان متابعة توصيات اللجان، ويبدوا أن القادة العرب اكتفوا باللجان العربية المشتركة بدلا من السوق العربية المشتركة، وبحسبة بسيطة لو استعرضنا مصاريف ومكافآت وبدل إقامة وانتقال اللجان لصنعنا ألف سوق عربية مشتركة ومنفردة، ما يجعل الحديث حول هذه السوق محض هراء.

4ـ كذبة الشعب العربي
(يتكون الشعب العربي من العديد من الأعراق ولثقافات والاتجاهات والمذاهب والأديان)
يا لها من كلمة.. الشعب العربي.. يقولها الحكام مصحوبة بدقات الطبول وقرع الأجراس، فتنتبه الحواس، وتقشعر الأبدان، تأتي دائما مصحوبة بكلمات رنانة مثل "الحفاظ على الشعب العربي" أو مصالح الشعب العربي" والبعض يزيدون عليها كلمة "الواحد" فيقولون "مصلحة الشعب العربي الواحد" أو "الحفاظ على الشعب العربي الواحد" وما أن تأتي مشكلة صغيرة إلا ويظهر زيف هذه الكلمة وعدم مطابقتها للواقع، ومن لا يصدق فينظر إلى مواقع الأنترنت التي تذيع وتنشر خناقات الشعب العربي الواحد، وخناقات أبناء البلد الواحد، فالسعوديون يؤلفون الأغاني التي يشتمون بها المصريين، والسنة الوهابية في السعودية، يخوضون في أعراض الشيعة العراقيين والكويتيين، وهلم جرا، فمن أين يأتي هذا الشعب كما أن الأعراق تتحكم في هذا الشعب العربي الواحد، فنرى الأشراف يتعالون على من هم دونهم، ونرى كل أبناء قبيلة يتنابذون بالألقاب، والعربي السعودي يكره العربي الزنجي، والزنجي لا يتزوج من الأمازيغي ولا من العربي، والفجوات تتسع بين هذا "الواحد" يوم يعد يوم.

5ـ كذبة العملة العربية الموحدة
( نفذ الأوربيون مشروع العملة الموحدة منذ سنوات والعرب مازالوا في الاقتراح)
طبعا ما دامت فكرة السوق العربية المشتركة اختصرها القادة على تشكيل اللجان العربية المشتركة، ففكرة العملة العربية الموحدة لا تتعدى خطوات تنفيذها إلى الكلام عنها، واستهلاكها، ولهذا الاستهلاك مواسم مختلفة، وأكبر موسم لاستهلاك هذه الكلمة كان مع تطبيق العملة الأوربية الموحدة "اليورو" في أواخر التسعينيات من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، ووقتها اشتدت النقاشات حول التسمية المقترحة لهذه العملة فاقترح المقترحون أن يكون اسمها "دينار" واقترح آخرون أن نشتق اسمها من كلمة "عرب" إلا أن هذه الاقتراحات ظلت محل "الاقتراحات" كما تقترح الأم "الحامل وزوجها اسما لابنهما المنتظر، لكن للأسف كتب دوما للحمل بالعملة العربية الموحدة أن يكون كاذبا.

6ـ كذبة الموقف الموحد.
( لم يتخده
أمام كل مشكلة من المشاكل الدولية، أو العربية الخارجية، أو العربية العربية، ينادي الحكام والقادة بضرورة تشكيل موقف عربي موحد، أو الامتثال للموقف العربي الموحد، وفي الحقيقية لا يوجد شيء اسمه "موقف" ولا يوجد شيء اسمه "عربي" وبالطبع لا يوجد شيء اسمه موحد، فكل حاكم يرى أنه يجب أن يكون موقفه الشخصي هو الموقف العربي الموحد، وبالتالي تساهم الدعوة إلى بناء موقف عربي موحد إلى إظهار الوضع العربي المشتت.

7ـ العلاقات مع إيران
بحكم أن لإيران عرق مختلف عن العرق العربي الذي يجاهدون في إثبات أنه "واحد" ولا يمتلكون الأدلة العلمية التي تثبت هذا بل على العكس كل الأدلة تقول أن العرب أعراق شتى، وبحكم أن لإيران لغة أخرى غير اللغة العربية، وبحكم أن لإيران مذهب مختلف عن مذهب الجماعة "الذي لم يتم تعريفه حتى الآن" بناء على هذه الركائز الأساسية وغيرها الفرعية، يحلو للكثيرين أن ينظروا لإيران على اعتبار أنها "العدو" "بالألف واللام" ولا عدو غيرها، وبالتالي من يقومون بالتطبيع معها يصبحون من المندسين المخربين، على الرغم من أن تقريبا كل الدول العربية لها علاقات دبلوماسية مع إيران، حتى الإمارات التي تتنازع مع إيران على الجزر الثلاثة لها تمثيل دبلوماسي رفيع، وبهذا يتم استخدام إيران وتستخدمنا إيران بطريقة مبتذلة، ما يجعل الحديث عن "الموقف" من إيران مثير للضحك.

8ـ كذبة الأمة العربية وطن واحد
(تستطيع أن تسافر إلى ماليزيا دون تأشيرة دخول لكن قطر لا)
يقولون البلاد العربية وطن واحد، وإننا أمة واحدة، وأننا أشقاء، نظرة واحدة على مطارات الدول العربية تكفي للحكم على هذه المقولات العنترية الجوفاء، فيكفي أن تكون عربيا وتزور بلد عربي آخر لتعرف أنه من المستحيل أن تدخلها دون تأشيرة دخول، مع موافقة الجهات الأمنية هنا وهناك، والغريب أن المصري مثلا يستطيع أن يدخل إلى ماليزيا دون تأشيرة دخول، ولا يستطيع أن يدخل إلى قطر أو الكويت إلا بها، كل هذا ومازال القادة والحكام يتشدقون بمقولة الوطن الواحد والأمة الواحد.

9ـ كذبة المبادرة العربية
( عشرات المبادرات ولا شيء يتم تنفيذه مطلوب مبادرة لوقف المبادرات)
هناك قناعة متحكمة في عقول الشعوب العربية، هي أن العرب يقولون ولا يفعلون، واتساقا مع هذه القناعة يمهر العرب دائما في إطلاق المبادرات، التي تأتي أسماؤها طبقا للموقف الذي يتم على أثره "الإطلاق" هناك مبادرة للإصلاح، وهناك مبادرة للتوفيق، وهناك مبادرة لرفع المعاناة، وليس هناك مانع من أن نسمع في يوم من الأيام عن مبادرة لجلب الرزق، وفك النحس، ورد الغايب، وأشهر المبادرات على الإطلاق هي المبادرة العربية التي أطلقتها السعودية وصدقت عليها القمة العربية، والتي تعرض التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل الرجوع لحدود 4 يونيو، هذه بالطبع المبادرة الأشهر التي لم تتعد إلى الآن لفظة المبادرة، والتي لم يعترف بها أحد إلا نحن.

10ـ كذبة المصالحة العربية
( تتم في القصور والقاعات المكيفة ويهدمها الحكام على سلالم الطائرات)
هيا بنا نصالح، لأن الصلح خير قوم نتصالح، هذا هو شعار أي محاولة للصلح بين الأخوة والأشقاء العرب، وتبدأ محاولات الصلح بمبادرة طيبة من أحد القادة للتوفيق بين قائدين آخرين أو أكثر، ويجلس الأشقاء، أو يغيبون، وفي كلتا الحالتين المحصلة واحدة، فلو غابوا تظل المعارك الظاهرة والباطنة، وإن جلس الأشقاء تحابوا إكرام للأخ مطلق المبادرة، لكي لا يكسروا بخاطره، ويقوم الأخوة كل واحد يبوس دماغ أخوه، وصافي يا لبن حليب يا قشطة، وما أن يرجع القادة الكبار حتى تظهر المشكلات الكبيرة إلى الواقع مرة أخرى.

11ـ كذبة البترول العربي
( يستخدمه العرب لمعايرة بعضهم ولم يسهم فعليا إلا في تأجيج حروبهم الداخلية)
منذ أن تم اكتشاف البترول في الأراضي العربية، ونحن نسمع هذه الكلمة، والحقيقة هذا الاكتشاف لم يستخدم بما يطابق هذا الوصف "البترول العربي" إلا قبيل حرب أكتوبر، بمنع تصديره إلى الدول التي تساعد إسرائيل، فاستفاد بهذا المنع الدول التي منعت لأنها عوضت خسائرها بمنعه بفارق ارتفاع الأسعار التي وصلت إلى أضعاف ما كانت عليه قبل المنع، كما أن هناك من يقول إن هناك العديد من الدول العربية التي حرضت أمريكا وإسرائيل على شن الحرب على مصر في 1967، ومنذ استخدام البترول العربي في هذا الموقف ولا يكف الأخوة العرب عن معايرة مصر به، خلاف ذلك فإن هذه اللفظة منذ ما يقرب من 35 عاما تستخدم من باب الاستهلاك المحلي، وإن ساهم البترول في شيء فإن هذا الشيء بالطبع هو الاحتقان بين الدول العربية، الذي وصل على حد التقاتل والاحتلال كما في حالة العراق والكويت.

12ـ كذبة الجسد العربي
( عبارة عن أجزاء مشوهة تتنازع فيما بينها)
معروف أن كل جسد يتكون من أجزاء متناسقة ومتناغمة، يؤدي كل جزء فيها دوره ليظهر هذا الجسد بالشكل الأمثل والأجمل والأكثر فاعلية، هذا في أي شيء يتم إطلاق لفظة جسد عليه، إلا في حالة الجسد العربي الذي يتكون من أجزاء متنازعة متخاصمة متناحرة، لا يعجب أي جزء ما هو عليه بالفعل ويطمع في أن يستحوذ على مكانة أكبر وفاعليه أكثر، دون النظر إلى مؤهلاته وإمكانياته التي تخول له احتلال هذه المكانة، ولأن لا أحد يعي قدره جيدا يحاول الذيل أن يكون رأسا، وتتشبث الرأس بمكانها فيلجأ الذيل إلى الدناءة والإتجار بكل شيء حتى يحتل مكان الرأس، ومن هنا تبدأ المشاكل والخصومات والمعارك، كل هذا وهناك من لا يزالون يتشدقون بكلمة الجسد العربي الواحد

13ـ كذبة موقف العرب من أمريكا
( لا شيء يتم في كل الدول العربية إلا من خلالها ومع ذلك يتهمون بعضهم بالعمالة لها)
أمريكا أمريكا أمريكا.. كلمة السر دائما في كل المشكلات العربية والنزاعات العربية، والخصومات العربية،والتقاربات العربية، وجسد الشاعر الكبير محمود درويش هذا الموقف قائلا "أمريكا هي الطــــاعون/ والطـــــــاعون أمريكا/ نعسنا/ أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا/ وأمريكا لأمريكا/ وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحش ِ الجو/ نفتح ُ علبة َ السردين/ تقصفها المدافع/ نحتمي بستارة الشباك/ تهتز البناية/ تقفز الأبواب/ أمريكا /وراء الباب أمريكا" وأعتقد أن هذه الكلمات هي أبلغ رد على من يزايدون على موقف أمريكا والموقف تجاه أمريكا.

14ـ كذبة التضامن العربي
( الواقع يقول إن الأفضل تسميتها بالتطاحن العربي)
أيقن الرؤساء والزعماء والقادة والحكام والأمراء والملوك والسلاطين العرب أن كلمات مثل الجيش العربي والأخوة العربية والاتحاد العربي وما على شاكلتها أصبحت غير صالحة للاستهلاك الإعلامي إلا في حالات الضرورة القصوى، ومن ثم ابتكروا مصطلحات أخرى نزعوا منها فتيل العنترية، مثل التضامن العربي، إلا أن الواقع أبى أن يصدقهم أن أن يصدق على مصطلحاتهم، ولعل من وضع هذا المصطلح أراد أن يقول "التطاحن العربي" لكنه استبدل الضاد والميم بالطاء والحاء، من الممكن اعتباره خطأ إملائيا بسيطا يجب تصحيحة.

15ـ كذبة الحلم العربي
( لسان حالهم يقول احلموا فليس على الحالمين حرج)
قالوا لنا بأن العرب يحلمون بأن يضمهم وطن واحد، وطنطن القادة بهذا الحلم كثيرا، والغريب أنهم لا يملون من تكرار هذه الأقاويل، والأغرب أن هنالك من يصدقها، لكن هذا المصطلح هو الأذكى من نوعه، فبخبث واضح وضع القادة هذا الحلم في خانة "الحلم" على أساس أنه ليس على الحالم حرج.

16ـ كذبة الأمن القومي العربي
( هل يوجد فعلا أمن قومي عربي أم أمن دول؟)
لأن البلاد المنضمة لجامعة الدول العربية ممتدة من المحيط إلى الخليج، فمن الطبيعي أن يكون لها دول جوار تهدد أمنها، ولذلك يفاجئنا الحكام بأهمية الأمن القومي العربي، ومن ثم فجنوب السودان يهدد الأمن القومي العربي، وإيران تهدد الأمن القومي العربي، وإسرائيل تهدد الأمن القومي العربي، والهجرات تهدد الأمن القومي العربي، حتى صار الأمن القومي العربي مهددا حتى من الأمن القومي العربي، ولا أحد يعرف كيف نحافظ على الأمن القومي العربي، وكيف نؤمنه، وهل بالفعل يوجد شيء اسمه الأمن القومي العربي أم أن هناك أمن "دول" عربية يجب مساندتها بالكذبات الأخرى سابقة الذكر.

17ـ كذبة القرار العربي
( على من يجده أن يتصل على تليفون وكالات الأنباء العربية)
من الأمنيات صعبة المنال هذا الذي يسمى بالقرار العربي، فنرجو ممن يذكرون هذا الأمنية أن يشاور لنا على على هذا القرار الذي اختفى في ظروف غامضة، أو أن يصدروا قرار بالبحث عن القرار، لعل هذا يكون أول قرار وبذلك يتحقق الحلم بالوصول إلى قرار دون الوصول للقرار.

18ـ كذبة القضية العربية
( الشيء الوحيد الذي وجد كي يباع)
"يجب علينا أن نتشارك من أجل القضية العربية، وأن نتكاتف للدفاع عنها، وأن نقنع العالم بعدل القضية العربية" هذا ما نسمعه في كل حين، وليس معروفا ما هي القضية العربية، هل هي القضية الفلسطينية، أم القضية المغربية، أم القضية الموريتانية، أم القضية الصومالية، أم القضية الكويتية، أم القضية العراقية، أم القضية البنانية، أم مجمل هذه القضايا وغيرها، وما تفجره منى قضايا أخرى داخلية وخارجية، وهل هنالك أحد جاد في حل أي من هذه القضايا؟ أم أن الجميع باعوا "القضية"؟!

19ـ كذبة المصالح العربية
سؤال مباشر وصريح ولا يحتمل اللف ولا الدوران، هل هنالك ما يسمى بالمصالح العربية، أم أن هناك فقط مصالح دول، تتنازع مع مصالح دول أخرى يعقبها استغلال من دول ثالثة،وانتفاع من دول رابعة، وخسارة من كل الدول؟ فقط سؤال.. وأعرف أنه لا يوجد قائد عربي واحد يمتلك شجاعة الإجابة عليه.

20ـ الدبلوماسية العربية
( يوجهونها ضد بعضهم ويستخدمونها في الاستعراضات الخطابات فقط)
دائما ما يقولون: يجب علينا رأب الصدع العربي حتى لا تظهر الدبلوماسية العربية في المحافل الدولية، وهذا بالطبع ما لا يحدث ولن يحدث، ففي كل المحافل الدولية يظهر العرب بصورتهم التقليدية وهم يتنازعون وأقرب مثال على هذا ما شهده اجتماع مجلس الأمن بشأن قرار وقف العدوان على عزة، وما ظهرت به الدبلوماسية من مظهر مزري. وبذلك أصبحت الدبلوماسية العربية ضد الدبلوماسية العربية.

21ـ كذبة القمة العربية
( لا يوجد شيء بهذا الاسم لأن أغلب القادة أتوا للحكم بطرق غير شرعية)
لكل قمة قاع، ولكل قاع قمة، إلا القمة العربية التي تعتبر الوحيدة من نوعها التي تنفرد بأنها قمة بلا قاع، وذلك لأن أغلب الحكومات والرؤوس الحاكمة أتت إلى مواقعها بطريقة غير شرعية، أما بتزوير الانتخابات أو بانقلابات، أو بالوراثة التي لم تعد تناسب أي شعب يعي ويفهم مصالحه وأولوياته، ولهذا كل القمم العربية باطلة، وفاقدة الأهلية.
22ـ كذبة جامعة الدول العربية ( وكفى بها كذبة)
حادثة شهيرة وقعت أثناء عرض الراحل عبد الرحمن عزام أول رئيس لجامعة الدول العربية فكرة إنشاء جامعة الدول العربية، فذهب إلى الملك عبد العزيز ملك السعودية لعرض الفكرة عليه، فاستقبله عبد العزيز وسمع منه، وبعد أن تركه استهزأ به قائلا: الفراعنة يريدون أن يكونوا رؤساء للعرب، هذه الجملة وحدها تكفي لنعرف أن الأساس الذي تم على أثره بناء هيكل جامعة الدول العربية أساس خاوي، لا يستند إلى ما يدعمه ويقومه ما دامت هذه النظرة العرقية والقبيلة والعنصرية هي التي تتحكم في عقول قادة الدول العربية، وبالطبع ليس المراد من هذا الطرح هو تفكيك جامعة الدول العربية، ولكن على الأقل إعادة النظر في وضعها الحالي، أي أننا بحاجة إلى عقد اجتماعي عربي جديد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة