ضابط شرطة ينقذ حياة مريض طردته "مبرة المعادى"

الإثنين، 30 مارس 2009 11:41 ص
ضابط شرطة ينقذ حياة مريض طردته "مبرة المعادى"  طردته غرفة الطوارئ بالمستشفى وأنقذه ضابط الشرطة
كتب شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد صلاة العشاء بقليل بدأت الآلام تتسلل إلى فراش محمد مصطفى، لم تفلح كل الوسائل التى اعتاد البسطاء أن يحتالوا بها على المرض الدقائق تمر ومعها يزداد لون وجهه شحوبا، وقبل منتصف الليل لم يستطع محمد الصمود أكثر من ذلك.

جاءت اللحظة التى استجاب فيها إلى الحاح زوجته بضرورة الذهاب إلى مستشفى "مبرة المعادى" فهى أقرب المستشفيات الحكومية، لمنطقة طره الحجارة.

فى غرفة الطوارئ قام الطبيب بتوقيع الكشف على محمد وبعدها قال للزوجة، اذهبى إلى الخزنة وادفعى 2000 جنيه، هالها المبلغ استفسرت من الطبيب عن السبب، رد عليها بلهجة حادة الفلوس ده مش ليا ده علشان جوزك، محتاج جراحة عاجلة فورا لاستئصال الزائدة فهى على وشك الانفجار، حاولت الزوجة بشتى الطرق أن تقول إنها لا تمتلك هذا المبلغ الآن، بلا مبالاة تركها الطبيب وانصرف إلى غرفة الاستراحة، ذهبت خلفه تعهدت لكل الأطباء الموجودين فى المستشفى فى تلك الليلة، بأنها مع أول ضوء للشمس ستأتى بالمبلغ، لم تجد كلماتها أى صدى ما لم تحضر المبلغ كاملا.

كالمجنونة سارت فى الطرقات بعدما تركت زوجها، على رصيف المستشفى يتلوى من الألم، طرقت كل الأبواب التى تعرفها فى "عطفة صابر"، بالكاد استطاعت أن تجمع حوالى 900 جنيه، اعتقدت أن ذلك المبلغ قد يكون مقنعا، حتى يتوقف الأطباء عن ترديد العبارة الجافة ده تعليمات مدير المستشفى، طلبت منهم أن يعطوها هاتفة لتستحلفه بكل ما هو غالٍ لديه، إنها ستقوم باستكمال باقى المبلغ مع أول ضوء للشمس.

تهرب منها الجميع حاولت مرة وأخرى لا شىء يتغير، وكأنها قلوب صنعت من حديد، أمام المستشفى وقفت حائرة، لا تعرف ماذا تفعل، إلى من تذهب.. 4 ساعات مرت حتى الآن، كيف يقولون جراحة عاجلة، وفى الوقت نفسه لا يوافقون على فتح غرفة العمليات، على الرغم من أنها حاولت قدر الإمكان أن تجمع 900 جنيه. كيف تخلى هؤلاء الأطباء عن صفة الملائكة والرحمة وأصبحوا يلبسون الثوب الأبيض وقلوبهم غير ذلك.

فى لحظة يأس فكرت أن تتصل بشرطة النجدة لعل وعسى، أن تستطيع الشرطة تفعل ما عجزت هى عنه، بالفعل حضرت سيارة الشرطة، وبها اثنان من أمناء الشرطة لم يتغير الموقف بل استمر الأطباء على عنادهم، عندما شاهد أمناء الشرطة حالة الرجل قاموا بالاتصال برئيس مباحث المعادى، الذى حاول من جانبه التدخل عن طريق اللاسلكى، ولكن فشلت محاولاته، تكررت المحاولة أيضا من نائب المأمور، لكن تعليمات مدير المستشفى، الدكتور سامح زيدان كانت أقوى من الجميع، لذلك تم تحرير المحضر رقم 1040 إدارى المعادى لإثبات الواقعة.

عادت الزوجة لتحاول مرة أخرى لتدبير باقى المبلغ، طرقت أبواب أحد التجار لبيع ما يمكن بيعه من أثاث المنزل، أرسل معها التاجر من يحمل الغسالة والثلاجة والتليفزيون، وفى طريق عودتهم بالأجهزة التقاهم النقيب حسن درويش، أثناء تجواله لاستطلاع الحالة الأمنية فى منطقة طره، ارتاب فيهم، وبسؤالهم قالوا إنهم قاموا بشرائها من إحدى السيدات، تحفظ النقيب على الأجهزة، وذهب إلى المنزل للوقوف على حقيقة الأمر، وهناك أخبرته السيدة بالواقعة والأحداث منذ بدايتها، على الفور قام النقيب حسن درويش، بالتوجه إلى مستشفى مبرة المعادى، لم يضيع الوقت فى محاولات غير مجدية مع الأطباء، بل قام باصطحاب محمد بكر من على رصيف المستشفى، فى سيارته الخاصة وتوجه به إلى مستشفى المنيرة العام، حيث تم إجراء العملية فى الوقت المناسب، فى اليوم الثانى من إجراء العملية، قام نقيب الشرطة بالتوجه إلى المستشفى لزيارة بكر للاطمئنان عليه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة