أزعجنى ما كتبه الأستاذ محمود محمود فى العدد الماضى تحت عنوان (لماذا الجنس اللطيف؟) مطالباً بعودة المرأة للبيت، حيث أراها دعوة ضد حركة التاريخ ولذا أقول له، أولا إن حدود تقدم المجتمع هى نفسها تقدم المرأة فيه، ثانياً إن اختزال المرأة إلى وظيفة الأمومة دون ما عداها يشكل فى حد ذاته أحد أقوى عوامل إعادة إنتاج المجتمع لقوى مقاومة التغيير فيه، ثالثاً حديث السيد محمود ومن هم على شاكلته يؤدى إلى استلاب المرأة وتبرير مشروعية قهرها لاستغلالها أو بغية تحويلها إلى أداة لخدمة أغراض وغايات الرجل المتسلط ، رابعاً ما طرحه السيد محمود هو مبالغة فى تبخيس قيمة المرأة وحولها إلى (المرأة الخادم)لأنها الأداة المسخرة لخدمة الأخوة، وهى صغيرة وخدمة الزوج وهى كبيرة، وذلك لقاء تحمل عبئها وستر عورتها .لا أهمية لها إلا إذا قامت على شئوون منزلها، ولا وظيفة إلا فى استنزاف طاقاتها فى جهد صامت صابر يطمس حاجتها للبروز وتحقيق ذاتها من خلال الخروج إلى العالم العريض والمشاركة فيه وصناعة أحداثه
عبد الناصر عبد الرحيم أحمد - السويس
عضو جمعية رعاية الفنون والحفاظ على التراث
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة