أكد الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أن الواجب على الدول العربية أن تعتنى بالشعب السودانى، وليس بشخص البشير، لأنه عندما تأتى تقارير دولية تفيد بمقتل 300,000 مواطن فهذا إهدار للكرامة العربية، وعندما يعترف البشير بقتله 10,000 فقط فهذا شىء مشين لا يجب السكوت عليه.
وأشار الغزالى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده حزب الجبهة بمناسبة التوقيع على مبادرة حزب الجبهة الديمقراطية لحل الأزمة السودانية، إلى أن البشير كشخص تم اتهامه بارتكاب جرائم حرب، فالواجب عليه أن يتحمل مسئوليته، ويسلم نفسه للقضاء الدولى ويدافع عن نفسه إذا كان بريئاً، أو يتحمل نتيجة أفعاله إذا كان مذنباً.
وندد بما يردده الحكام العرب فى اتهامهم للمجتمع الدولى بازدواجية المعايير عند تعاملهم مع قادة إسرائيل، وعدم عرضهم على المحكمة الجنائية الدولية، بينما المجتمع العربى نفسه يتعامل بازدواجية عندما يتهم قادة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى هجوم غزة الأخير الذى أسفر عن مقتل 1800 شخص، بينما يدافعون عن البشير المتهم بقتل 300,000 سودانى عربى.
و قال إبراهيم نوار أمين التثقيف بالحزب، إن الحاضرين بالمؤتمر لا يتفقون مع ما يقال فى القمة العربية بالدوحة، من أن السلام فى السودان يجب أن يسبق العدالة، لأنه لا يمكن إقامة سلام مع أشخاص يحسون بالظلم.
واستنكر أن بعض الحكام العرب يستهينون بالعدالة الدولية وسيادة القانون، لأنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون فى دولهم، مما جعلهم يظنون أنهم فوق القانون الدولى أيضاً، واستطرد قائلاً "كيف نطالب بمحاكمة الإسرائيليين لأنهم ارتكبوا جرائم حرب ضد شعوبنا، بينما يوجد حكام منا يمارسون تلك الجرائم ضد شعوبهم؟"
وشبه نوار البشير بصدام حسين، وقال إنه قام بتهجير قبائل دارفورية بمستوطنين جدد، مثلما فعل صدام عندما قام بتهجير أهالى كركوك الأكراد بعرب، وأهالى جنوب العراق الشيعة بآخرين سنّة، وأضاف، سمعنا مؤخراً عن تهديدات من الحكومة السودانية بقتل كل من يعلن تأييده لقرار المحكمة الجنائية الدولية سواء من القوات الحكومية أو من المقاتلين والقوات الإرهابية التابعة لهم مثل "نسور البشير" الذى يماثل تنظيم "فدائيى صدام" لدى النظام العراقى السابق.
وشدد إبراهيم نوار على أن مبادرة حزب الجبهة استجابت لها 20 حركة سياسية ومنظمة مجتمع مدنى من السودان، منذ بدأ الحوار فى حزب الجبهة 11 مارس الماضى، وأن الحزب ليس ضد حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، وأن الحزب الحاكم شارك بالفعل فى جولتين من الحوار ولكنه لم يستكمل لأنهم لديهم رؤية واضحة فى رفض قرار المحكمة الدولية، وأشار إلى أن مشاركة حزب الجبهة الشعبية المشارك فى الحكومة السودانية بشكل كامل فى المبادرة.
وأضاف أنه من انسحب من الحوار هم حركة العدل والمساواة، وهى لم تقدم تبريراً لاعتذارها، وحركة تحرير السودان (جناح عبد الواحد نور) الذى رفض استكمال الحوار، مؤكدة رفضها التعامل مع بعض الفصائل السودانية المشاركة، وهو التصرف الذى وصفه نوار بأنه غير ناضج سياسياً، وأنه يماثل ما تفعله الحكومة السودانية مع المعارضة.
