هاآرتس: هل يستمر السلام بعد مبارك؟

نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مقالا تساءلت فيه عن احتمالات استمرار السلام بين مصر وإسرائيل بعد ترك الرئيس مبارك منصبه، مبديا مخاوف تل أبيب من انتهاء السلام بين البلدين إذا ترك مبارك منصبه، وقفز الإسلاميون على السلطة.

أكد مقال الكاتب الإسرائيلى ألوف بين، الذى نشرته الصحيفة بمناسبة مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى عام 1979، أن معاهدة السلام بين البلدين لا تزال تمثل حجر الزاوية فى الاستقرار الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط، وتجسد أيضا عنصرا مهما للأمن القومى الإسرائيلى، وتعتبر أساسا لقبول الدول العربية لوجود إسرائيل، ورغم كل ذلك أشار كاتب المقال إلى أن الاتفاقية فشلت حتى الآن فى تحقيق تقارب حقيقى بين الشعب المصرى والشعب الإسرائيلى.

كما رأى المقال أن استمرار الرئيس مبارك لمدة 28 عاما فى منصبه، جعله يحافظ خلال هذه السنوات على السلام مع إسرائيل، وذلك رغم أنه لم يقم بزيارة رسمية إلى إسرائيل حتى الآن، وأنه زارها فقط لحضور جنازة الرئيس الإسرائيلى الأسبق إسحق رابين، مع إيضاحه أن الزيارة لم تكن زيارة رسمية بين البلدين، ولكن كانت زيارة صديق لصديقه المغتال، وفى المقابل ذكر مقال الصحيفة كثرة الزيارات التى قام بها رؤساء إسرائيل إلى مصر، مثل مناحم بيجن وإيهود باراك وبنيامين نتانياهو وشيمون بيريز وإيهود أولمرت.

ونقل المقال مخاوف الإسرائيليين من ظهور نظام إسلامى، على غرار النظام الإيرانى، من شأنه تحويل مصر من سلامها مع إسرائيل إلى قوى تمثل تهديد ضدها، لهذا اعتبر أن التحدى الحقيقى الذى سيواجه يواجه قادة إسرائيل فى السنوات المقبلة التى ستجىء بعد مغادرة مبارك منصبه.

المقال تناول المعارك التى تشنها مصر ضد إسرائيل فى الأمم المتحدة وأماكن أخرى، وذلك بسبب أعمال العنف التى تقوم بها إسرائيل مع الفلسطينيين، وهى الأعمال التى تجعل الإعلام المصرى يتناول إسرائيل بشكل مروع، ورغم هذا تعود الصحيفة لتؤكد أن مصر هى أكبر بلد فى العالم العربى من حيث النفوذ الإقليمى الذى يمنحها الشرعية.

ونوه المقال أن اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب أدت إلى وقف الحرب بين البلدين وإلى تحقيق سلام أدى إلى خلق عملية تطبيع للعلاقات والمصالح بين الجانبين.