اهتمت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فى عددها الصادر أمس الجمعة، بتسليط الضوء على الساحة الدينية فى الشرق الأوسط، وخصت بالذكر رجل الدين الأردنى محمود المقدسى، مشيرة إلى أن هذا العالم الدينى البارز والمستشار الدينى لزعيم القاعدة الراحل فى العراق أبو مصعب الزرقاوى، وقع تحت وطأة ضغط كبيرة بسبب اعتدال آرائه.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من نفى المقدسى عالم الدين الجهادى لهذا الادعاء، فإن أهمية الهجوم على مكانته الدينية تكمن فى كونه المرشد الروحى الذى يشرع أعمال العنف عن طريق تفسير النصوص المقدسة الإسلامية.
وتقول الصحيفة إن صراعاً لفظياً مريراً ينشب فى منتديات الجهاد الإسلامية على شبكة الإنترنت، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لأنه ينذر بنشأة جيل من الشباب المتطرف والعنيف.
وتنقل الصحيفة عن مراد بطل الشيشانى، الخبير المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية بلندن قوله، إن العالم الإسلامى يشهد الآن مولد جيل متطرف نتاج الغزو الأمريكى للعراق. ويطلق الشيشانى على هذا الجيل لقب "الزرقاويون الجدد"، ويشمل التابعين القدامى لجهاد الزرقاوى فى العراق، الذين ألهمهم المقدسى، ولكنهم يتهمونه الآن بأنه أصبح "ليناً".
وتشير الصحيفة إلى أن الهجوم على مصداقية المقدسى أحدث نوعاً من "التمزق" داخل المجتمع الجهادى، وأن المجتمع السلفى الجهادى قد أصابه الوهن والضعف بعدما فقد الدعم العام، وذلك بسبب الاحتقانات الداخلية التى ساهمت فى خلقها إلى حد كبير تجاوزات الزرقاوى العنيفة فى العراق، والتى أسفرت عن مقتل العديد من المسلمين، وظهر على الساحة خطر جديد متمثل فى جماعات صغيرة مستقلة وأكثر تطرفاً، والتى أخذت الأيديولوجية الجهادية منهجاً لها وكرست نفسها لارتكاب أعمال العنف.
ويقول ستيفن بروك، الخبير فى واشنطن، إنه ليس من المحتمل تشكيل حركة جهادية منظمة فى الوقت الراهن، ولكن على الرغم من ذلك، فإن هناك نوعاً آخر من الإسلام السلفى غير العنيف، والصارم فى الوقت نفسه فى طريقه إلى المشهد الدينى فى مصر.
وتنقل الصحيفة قول بروك بأن هذا النوع من الإسلام، يرفض الانخراط فى الأحداث السياسية، وهو الأمر الذى يتعارض مع سياسة أكبر جماعة إسلامية فى مصر؛ الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من ترحيب السلطة المصرية بهذا البعد عن السياسة، إلا أن هذا النوع السلفى ينطوى على مشكلات أكثر خطورة، وذلك لأنه يميل لرؤية المسلمين الآخرين وغير المسلمين، باعتبارهم أقل شأناً منهم، وهو الموقف الذى يدفع البعض إلى تبنى أساليب عنيفة.
ويضيف بروك أن هذا الاتجاه السلفى غير عنيف، ومع ذلك، فإن إدراكه الصارم للعقيدة يفرض بين الحين والآخر موقفاً عدائياً تجاه الأقليات الدينية، وميلاً إلى الانسحاب من المجتمع، وهو الأمر الذى دفع بعض المراقبين للتحذير من اندلاع "العنف الاجتماعى".
ولقد وضع العديد من الخبراء، على حد قول بروك، المجتمع المصرى المحافظ، خاصة فى السنوات الأخيرة، فى أيدى الإخوان المسلمين، ويتعين على الولايات المتحدة الأمريكية فى حال أرادت كشف النقاب عن هذه الورطة الإسلامية ومعرفة خباياها، إدراك وفهم أن هناك طائفة أخرى بدأ يظهر تأثيرها جلياً على الساحة الدينية فى مصر.
قالت إن تأثيرهم يفوق تأثير الإخوان على المجتمع المصرى
ساينس مونيتور: السلفيون يهددون المجتمع المصرى
الأحد، 29 مارس 2009 08:40 م
طالبت الصحيفة أمريكا بملاحظة الخطر الجديد على الساحة الدينية فى مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة