تناول الموقع الإلكترونى لهيئة الإذاعة البريطانية "بى.بى.سى" قضية الآثار النوبية فى مصر، وما يثار حول تعرضها للضياع والتقصير فى الحفاظ عليها.
وجاء بالموقع أنه منذ 50 عاماً طالبت الحكومة المصرية والسودانية بمساعدات دولية لإنقاذ المواقع الأثرية القديمة المهددة بالغرق جراء بناء سد أسوان، والتى تضمنت معبدى فلادلفيا وأبو سمبل، كما ظهر أبو سمبل فى عدة أفلام مثل "الموت على ضفاف النيل" و"عودة المومياء"، ويرجع تاريخ هذا المعبد الذى بناه رمسيس الثانى إلى 3500 سنة.
وينقل الموقع عن سيمون دى كوستانزا من اليونسكو، أن الحكومتين وجهتا وقتها عدة نداءات لليونسكو، لذا تجمعت فرق عمل من جميع أنحاء العالم لمهمة الإنقاذ، والتى حملتهم على ابتكار أساليب وتقنيات جديدة غيرت فى كيفية الحفاظ على التراث الثقافى.
ويحتفل الخبراء الذين قاموا بحملة الإنقاذ هذا الأسبوع بذكرى ذلك الحدث فى متحف النوبة الذى أسسه الخبراء بعد الانتهاء من العمل لعرض ما اكتشفوه وشرح التاريخ المميز لشعب النوبة.
ولكن ذكرى هذا الحدث تذكرنا دائماً بإجبار عشرات الآلاف من النوبيين على الانتقال من أراضيهم التى غمرتها المياه على ضفاف النيل فى جنوب مصر بسبب السد العالى، وتوطينهم فى صحراء مصر، حيث لم يستطيعوا بذلك ممارسة الزراعة واضطروا للبحث عن عمل جديد، كما بدأوا يفقدون لغتهم وعاداتهم.
ونقل الموقع على لسان المخرج النوبى الأصل أسامة عبد الوارث، أن متحف النوبة هو هدية لهؤلاء الناس الذين ضحوا بمنازلهم لإنقاذ الآثار الفرعونية، ولكن البيئة الأصلية للنوبيين هى شاطئ النيل، حيث يمارس هؤلاء معتقداتهم وتقاليدهم، أما بقاؤهم فى الصحراء فإنه سيؤدى إلى اندثار ثقافتهم الحياتية قريباً.
ويقاتل النوبيون منذ فترة طويلة فى سبيل العودة إلى أرض بحيرة ناصر القريبة جداً من قراهم الأصلية، إلا أن بعض المخاوف الأمنية والاقتصادية من عودتهم تدفعهم للبقاء بعيداً، ولكن ظهور بعض المؤشرات فى الآونة الأخيرة حول تغير اتجاهات المسئولين أحيت الأمل مرة أخرى لهؤلاء فى العودة لوطنهم، والحفاظ على تراثهم، حيث أعلن محافظ أسوان عن خطط لبناء ما يقرب من 5 آلاف منزل نوبى جديد فى موقع يختاره المسئولون.
وينقل الموقع وصف أحد النوبيين الذى كان طفلاً وقت أن رحلت عائلته من قريتهم عام 1964 لمشاعره وقتئذ، ويقول "إننى ما زلت أتذكر هذه اللحظة التى شعرت فيها بالأسف وانكسار القلب، إنه شىء صعب أن تمنع من العيش فى وطنك، فكل أحلامى ليست فى القرية التى أعيش فيها الأن، ولكنها فى القرية النوبية القديمة"، وأضاف أن كل النوبيين يشعرون بالفرح الغامر لأنهم على وشك العودة لوطنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة