التايمز: عقبات جغرافية أمام السلام فى الشرق الأوسط

الأحد، 29 مارس 2009 11:30 م
التايمز: عقبات جغرافية أمام السلام فى الشرق الأوسط المتطرفون الإسرائيليون يعتبرون الضفة الغربية والقدس الشرقية جزءاً من إسرائيل الكبرى
إعداد إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة التايمز مقالاً تحليلياً، فى الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، يقارن بين موقف إسرائيل من سيناء، والموافقة على التخلى عن الأرض مقابل السلام، وموقفها المتنافض من الأراضى الفلسطينية.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل وافقت منذ ثلاثين سنة على سحب قواتها من سيناء مقابل اعتراف مصر بها وتوقيع معاهدة سلام معها، فلماذا ترفض الآن تكرار ذات الشىء مع الفلسطينيين، وترى الصحيفة أن الأمر يرجع للعقبات الجغرافية، فسيناء تتألف كلها تقريباً من صحراء ولم يكن يعيش فيها سوى 4500 فقط من الإسرائيليين الذين ظلوا لفترة قصيرة نسبياً.

وعلى النقيض، فإن الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتى احتلت أيضاً فى 1967 يعتبرها اليهود المتشددون جزءاً من إسرائيل الكبرى المقدسة، وهى تضم 500 ألف مستوطن يهودى، كما أنه خلافاً لسيناء، فإن يهود الضفة من التيارات الدينية الراديكالية، وكثير منهم توعد بحمل السلاح ومحاربة الجيش إذا ما قاموا بطردهم من الأراضى.


وتدلل الصحيفة على ذلك بحادثة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين عام 1995، أى بعد عامين من توقيع اتفاق أوسلو الذى ينص على الانسحاب من الضفة الغربية على عدة مراحل، وقتها قام أحد اليهود المتطرفين، ويدعى بيجال عمير، باغتيال رابين معتبراً أنه خائن، لذا فإن اليمين الدينى هو حجر العثرة أمام السلام فى المنطقة، إذ إن أى قائد إسرائيلى يحاول الانسحاب من أجزاء كبيرة بالضفة الغربية يخاطر أمام غضب هذا اليمين المتطرف.

وحتى حينما خاطر شارون وقام بعملية انسحاب ناجحة من غزة وبعض أجزاء الضفة الغربية، لم يسفر ذلك عن استقرار، ولكن على العكس استطاعت حماس التى تعارض عملية السلام السيطرة على القطاع.

إمكانية الانسحاب من الجولان
وعلى الرغم من اعتبار مرتفعات الجولان موقعاً استراتيجياً هاماً، إلا أن الانسحاب منها يمكن أن يكون أكثر عملية من الانسحاب من الأراضى الفلسطينية، فلا يوجد بها سوى 18 ألف مستوطن إسرائيلى فى الأراضى الجبلية، وهى لا تعتبر جزءاً من إسرائيل الكبرى، ومن ثم لا تحمل نفس الأهمية الدينية.

كما أن التوصل إلى اتفاق حول الجولان سيخدم هدفاً استراتيجياً حيوياً، وهو تشجيع سوريا على الابتعاد عن إيران والارتماء فى أحضان الغرب، إلى جانب ترك حزب الله وحركة حماس فى عزلة، حيث يمكن لدمشق أن تغلق مكاتبها فى دمشق وسيترك النظام الإيرانى فى العراء.

ولكن، مع توقيع سوريا مؤخراً على صفقات عسكرية مع روسيا وإبداء نظام الرئيس بشار الأسد استعداده للتوصل الى اتفاق، يمكن أن يسمح لإسرائيل للإفلات من التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين، هنا باتت فرص التوصل إلى اتفاق وشيك تبدو بعيدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة