هل يتسبب تحدى البشير للجنائية فى عزلته دولياً؟

السبت، 28 مارس 2009 03:41 م
هل يتسبب تحدى البشير للجنائية فى عزلته دولياً؟ الرئيس السودانى عمر البشير
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السودانى عمر البشير، إلا أن هذا القرار لم يمنعه من السفر خارج البلاد، بدءاً من إريتريا، ومروراً بمصر ثم ليبيا، فهل سيتسبب هذا التحدى فى عزلة البشير دولياً؟ وما هى السيناريوهات المتوقعة إزاء تلك الخطوات؟ خاصة بعد سفر وفد الحركة الشعبية "شركاؤه فى السلطة" إلى واشنطن.

الدكتورة أمانى الطويل الخبيرة فى الشئون السودانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ترى أنه من المبكر القول إن سفر البشير خارج السودان قد يؤدى إلى عزله دولياً، وذلك لعدة أسباب:

أولاً، قرار التوقيف لا يفعل من جانب المحكمة الجنائية الدولية، حيث من المفترض أن يتم إحالة القرار إلى مجلس الأمن، وهى الخطوة التى لم تتم حتى الآن، حيث إن مجلس الأمن هو الذى يختص بذلك.
ثانياً، المحكمة لا تملك آليات قانونية متعلقة بالتوقيف أو بإصدار قرارات ضد السودان، كما أن الإنتربول الدولى لا يملك توقيف الرؤساء، وهم فى مناصبهم، حيث إن القانون الدولى لا يسمح بذلك.
ثالثاً، قرار التوقيف، المستهدف به استراتيجياً هو ممارسة الضغوط على السودان وإحكام السيطرة عليها وليس اعتقال البشير.
وبالتالى ترى الطويل أنه سوف يتم تفعيل المادة الـ 16 من ميثاق روما بتجميد قرار التوقيف مقابل تقديم الحكومة السودانية تنازلات محددة فى إطار الأجندة السياسية الدولية فى محور "واشنطن ـ لندن ـ باريس".

وفى السياق ذاته، أكد الدكتور سيد فليفل عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة سابقاً، أن تحدى البشير لقرار المحكمة الجنائية الدولية لن يؤدى إلى عزلة دولية ضد السودان، وذلك لأن معظم الدول الآن ترى أن قرار المدعى العام كان نتيجة توجه أمريكى وصهيونى لفرض سيطرتها على السودان، وأضاف أن الرأى العام الدولى حالياً يرى أن البشير يتخذ خطوات للدفاع عن موقفه وعن بلاده، والأضرار التى من الممكن أن تحدث للسودان والانهيار المتوقع لها فى حال اعتقاله.

ويشير فليفل إلى أن تسليم البشير للمحكمة ليس هو الحل لأزمة دارفور، بل التنمية وحفر الآبار والإغاثة والمصالحة بين الأطراف المتصارعة فى الإقليم، وهو ما تراه الكثير من الدول المعتدلة، وبالتالى يرى العالم أن السودان يجب أن لا يحصل على عزلة حتى لا تتازم الأمور أكثر من ذلك.

أما تاور ميرغنى ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة، فيرى أنه من الممكن أن تحدث عزلة دولية وفرض عقوبات على السودان، فى حال إذا قامت المحكمة الجنائية الدولية بتقديم قرار التوقيف للأمم المتحدة، وذلك لأن الكثير من الدول الأعضاء فى المنظمة غير موقعين على ميثاق روما، وبالتالى إذا تم إحالة الملف للأمم المتحدة، فستلتزم كل الدول الأعضاء بتنفيذ قراراتها ضد السودان، ويضيف تاور أن هذه الخطوة لم تتخذ حتى الآن، ومن الصعب أن تنفذ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة