رغم أن القنوات الدينية السلفية ترفع منذ تأسيسها شعار "الدعوة بعيدا عن السياسة"، إلا أن ظهور عدد من نواب البرلمان على شاشاتها كضيوف أحيانا وكمقدمى برامج أحيانا أخرى، أثار عدة تساؤلات حول تغير طبيعة هذه القنوات التى سيطر عليها الارتباك فى الفترة الأخيرة بين الدين و السياسة لدرجة أن مشاهديها انقلبوا على القائمين عليها متهمين إياهم بمحو الخط الفاصل بين الدين والسياسة.
العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة حرك ،لأسباب غير مفهومة شهية القائمين على قناة " الحكمة" للاشتباك السياسى، فاستضافت القناة فى إحدى حلقاتها النائب رجب هلال حميدة والنائب حيدر بغدادى فى حوار حول الموقف من غزة، و تمترس النائبان خلف الموقف الرسمى ووصفا نصر الله بالمتهور ، وحماس بأنها تمتلك "شوية صواريخ" تضحى فى سبيلها بالناس، ليثور بعدها جمهور القناة مما دعا الشيخ محمد حسان للاعتذار لهم على الهواء مباشرة.
وحاولت القناة أن تهتم بعد ذلك بشئون الدعوة فقط، لكنها بثت فى إحدى حلقاتها محاضرة مسجلة للدكتور على الدين هلال أمين التدريب والتثقيف السياسي وعضو هيئة مكتب الأمانة العامة للحزب الوطني، لكن ذلك لم يمنع من صدور قرار بإغلاق القناة بعد وقت قصير.
ضيوف القنوات الدينية
قائمة ضيوف القنوات الدينية من نواب البرلمان تضم أحمد شوبير، ومصطفى بكرى، وحيدر بغدادى، ورجب هلال حميدة، وبعضهم عرف عنهم تعدد انتماءاتهم السياسية، فبغدادى انتقل من الحزب الناصرى إلى الحزب الوطنى، وحميدة من قيادى فى حزب الأحرار،انتقل إلى حزب الغد، إلى نائب مستقل فى مجلس الشعب، ومن عضو فى تيارات الإسلام الراديكالى، الى الاقتراب من الشيعة، ثم السلفيين فى وقت آخر، وهو الآن يقدم برنامجاً دينياً فى قناة الحافظ بعنوان "فى خدمة القرآن" ، فيما استثنت تلك القنوات نواب الإخوان المسلمين من الظهور فيها على الرغم من اتجاهاتهم الدينية الصريحة.
عاطف عبد الرشيد مدير قناة "الحافظ" و"الناس"، نفى أن يكون وراء استضافة القناة للنواب البرلمانيين أى أهداف سياسية، وقال إن القناة هدفها دينى بحت، وإنهم يستضيفون البرلمانيين لدفعهم الى الاهتمام بتحفيظ القرآن فى الدوائر التى يمثلونها. وحين سألناه عن السبب فى أن يقدم حميدة برنامجاً ثابتاً فى قناة "الحافظ" قال إن البرنامج يهدف إلى تكريم علماء المسلمين، وإن حميدة يستضيف شخصيات دينية ويحاورها فى تاريخها فى خدمة الدعوة. كما أن القناة تقدم وجهاً جديداً له كرجل يخدم الدعوة الإسلامية. لكنه أضاف "خط القناة واضح.. مالناش علاقة بالسياسة" .
تفسير حميدة نفسه جاء مختلفاً مع ما قاله مدير القناة إذ برر ظهوره على شاشة القناة بأنه رد على "المناخ السياسى الفاسد" على حد قوله وأضاف انه بعد عمر طويل قضاه فى العمل السياسى، اكتشف أن المحصلة صفر ، وأنه وهو المريض بمرض خطير قد يقضى على حياته فى أى لحظة يرغب فى اعتزال العمل السياسى بنسبة 90%، والاتجاه الى الله.
ويفضل الشيخ عسكر قنوات أخرى تبث من خارج مصر، وصفها بالمحترمة، وقال "هناك قنوات لا تخشى فى الحق لومة لائم، وتقول الحق وبأدب، وتعرف كيف تتعامل مع الخطوط الحمراء" وعدد عسكر قنواته المفضلة فى قناة الأقصى، وهى لسان حال حركة حماس، وقناتي الحوار والقدس. وهو ما علق عليه عبد الرشيد قائلاً "إحنا مش عاوزين نظهر بنعارض النظام، وممكن نزعل الاخوان، بس مانزعلش الحكومة"
نائب الوطنى، وعضو لجنة الثقافة والإعلام بالشعب محمد خليل قويطة ،قال إن "من حق نائب الشعب ان يقول ما يشاء طالما كان خارج المجلس" و أضاف إنه على النواب الذين يشعرون بأن المناخ السياسى فاسد، وأن صفتهم السياسية لم تعد ترضيهم "أن يستقيلوا من المجلس أولاً "حتى يثبتوا مصداقيتهم،لكن النائب الإخوانى سيد عسكر يشن هجوماً على القنوات السلفية، وضيوفها، "انهم يطوعون الدين لصالح السياسة وكان اولى بهذه القنوات أن تحسن اختيار من يتحدثون فيها" ،وأضاف "لا أتوقع أصلاً أن تتم دعوتى فى هذه القنوات" ،وبين المال والدين والسياسة تبقى المعركة بين الفضائيات الدينية قائمة، المعلن فيها أقل بكثير من المستور.
بعد ظهور زميلهم رجب هلال حميدة كمذيع فى قناة" الحافظ"..
نواب بالبرلمان يحذرون من خلط الفضائيات السلفية بين الدين والسياسة
السبت، 28 مارس 2009 11:37 م
رجب هلال حميدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة