ماذا تريد الأنظمة العربية لكى تبدو متحدة على قلب رجل واحد ولو ظاهريا فى قمة الدوحة؟ ولماذا يصر الحكام العرب على إظهار خلافاتهم وحساباتهم الإقليمية والدولية فوق المصالح القومية العليا؟ ما الذى يمنع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من الاستقالة التى هدد بها أكثر من مرة؟ هل يريد عمرو موسى أن يظل محافظا على صورة النظام العربى الرسمى المسمى بجامعة الدول العربية؟ ماذا ستفعل القمة العربية فى قضية البشير والمحكمة الجنائية الدولية. هل من جديد فى رسالة المحكمة للقادة العرب؟ لماذا يتجاهل القادة العرب التغييرات الدولية الراهنة ونهاية الحديث عن سيادة الدول وحصانة الرؤساء؟ كيف سيتعامل القادة العرب مع تجاهل حكومة اليمين المتطرف للدولة الفلسطينية؟
لا جديد إذن.. هكذا تبدو القمة العربية التى تنعقد فى الدوحة ويشير جدول أعمالها إلى عبارات إنشائية مثل الشجب والاستنكار والتنديد والتحية والإكبار، فى وقت تغيب فيه وجود آلية لتنفيذ قرارات القمم العربية السابقة.
فكما انفرد اليوم السابع بنشر مشروع القرارات التى سوف تصدر عن القمة عبر رسالة الزميلتين آمال رسلان ورضوى السيسى من الدوحة، نلاحظ غياب أى مشروع قرار بشأن السودان، وسيطرة القضية الفلسطينية على أعمال القمة، وتكرار استجداء السلام من إسرائيل عبر مطالبتها بالعمل الإيجابى وبجدية ومسئولية مع مبادرة السلام العربية، وكأن إسرائيل وخاصة فى ظل حكومة اليمين المتطرف، سوف تستجيب لقرارات ونداءات القادة العرب حتى لاتحرجهم أمام شعوبهم.
ويشير مشروع قرارات القمة إلى قضية إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وهو قرار يتناقض مع الغياب العربى الفاضح عن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009. ولم يتطرق مشروع قرارات القمة للخلافات حول إعادة إعمار غزة ولماذا تأخرت المصالحة الفلسطينية قبل قمة الدوحة؟ ولم يتم التأكيد على قضية إقامة حكومة وحدة وطنية وموقف المجتمع الدولى منها. بينما كررت القمة الحديث عن دعم موازنة السلطة الفلسطينية رغم خلاف الفصائل ذاته على هذه السلطة وعلى الانتخابات وملف الوزارات والأجهزة الأمنية. وهذا دليل على أن القمة العربية لم تراع الواقع الفلسطينى المأزوم بالصراعات والانشقاقات وغير الموحد تجاه قضيته وأمام شعبه.
وتجاهلت قمة الدوحة الموقف الإنسانى من قضية دارفور وركزت فى مشروعات القرارات التضامن مع الرئيس السودانى عمر البشير والتساؤل الممل هل سيحضر القمة أم لا؟ وهل ستتعاون قطر أو السعودية أو الدول التى سيمر البشير عبر أجوائها بالطائرة فى تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته؟ ولم تتعامل مشروعات قرارات القمة مع قضية البشير والمحكمة الدولية على أنها أمر واقع، وأنها قضية متراكمة منذ تعاقب الأنظمة السودانية، ولم تنجح القمم السابقة فى اتخاذ قرارات بشأن دارفور أو حتى دعم جنوب السودان وتنميته، وخرجت المبادرات بعيدا عن الجامعة العربية سواء نيفاشا أو الايجاد أو مشاكوس.
والملاحظ أيضا تأجيل العديد من الملفات فى القمة العربية مثل تفعيل مجلس الأمن والسلم العربى ومحكمة العدل العربية. وتركزت مشروعات قرارات القمة على دعم القضاء الوطنى السودانى الذى لا يتمتع باستقلال أو قوانين تسمح له بالحياد والنزاهة فى محاكمة المتهمين بجرائم حرب. ولا توجد فيه عقوبات على شخص الرئيس أو محاكمة الوزراء بجرائم حرب أو أعمال إبادة. فى الوقت نفسه تطغى على أعمال القمة فكرة السيادة الوطنية للدول وحصانة الرؤساء مع غياب التناقض بين مفاهيم حقوق الإنسان الدولية مع سيادة الدول والحكومات.
ويتبقى التمثيل الضعيف جدا فى القمة، والذى ظهر فى حضور السفير حسام زكى المتحدث باسم الخارجية ممثلا عن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، رغم أن الأخير شارك فى الأعمال التحضيرية للقمة بدمشق. وتأكد غياب الرئيس مبارك عن القمة، وترسخت مرة أخرى الخلافات المصرية القطرية ودفنت المصالحة العربية، وهو ما يعيد التساؤل مرة أخرى عن الرابح والخاسر من قمة الدوحة؟ وعودة الصراع بين قوى الممانعة والاعتدال فى المنطقة والدور الإيرانى فى غياب مصر عن القمة؟
موضوعات متعلقة..
الخلافات المصرية القطرية تطغى على أعمال القمة العربية
أنباء عن زيارة الأسد للقاهرة اليوم
شهاب يرأس وفد مصر للقمة العربية بالدوحة
القذافى يتصل هاتفياً بالرئيس مبارك مرتين أمس
فى قمة الدوحة.. هل من جديد فى المشهد العربى الراهن؟
موسى: المصالحة العربية فى أولويات قمة الدوحة
الأسئلة التى غابت عن القادة العرب..
فى قمة الدوحة.. هل من جديد فى المشهد العربى الراهن؟
السبت، 28 مارس 2009 10:29 ص
القمة العربية – صورة أرشيفية